عمر سرطاوي يعيد إقامة أقدم تمثال معروف للإنسان من اللبن المجفف

تمثال عين الغزال قابل للأكل من تصميم وتنفيذ عمر سرطاوي
تمثال عين الغزال قابل للأكل من تصميم وتنفيذ عمر سرطاوي
TT

عمر سرطاوي يعيد إقامة أقدم تمثال معروف للإنسان من اللبن المجفف

تمثال عين الغزال قابل للأكل من تصميم وتنفيذ عمر سرطاوي
تمثال عين الغزال قابل للأكل من تصميم وتنفيذ عمر سرطاوي

بعد عامين من طرح إبداعه الجديد في الشرق الأوسط من «شوكولاته الجميد»، يأتي فنان الطعام عمر سرطاوي بابتكار «مطبخي» جديد يتمثل في نسخة قابلة للأكل من تماثيل عين غزال الأردنية التاريخية الشهيرة.
وتُعتبر تماثيل عين غزال عدداً من تماثيل الجص التي تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل الفخاري، ما بين منتصفي الألفية السابعة والألفية الثامنة قبل الميلاد.
وتعد هذه التماثيل من بين أقدم الأشكال المعروفة للتمثيل البشري على أوسع نطاق معروف، كما تعتبر واحدة من أبرز العينات الفنية الرائعة لفنون ما قبل التاريخ من فترة ما قبل التشكيل الفخاري ومن العصر الحجري من الفترة الثانية أو الثالثة.
وتعتبر تجربة جريئة لإعادة تشكيل المكتشفات الأثرية التاريخية الأردنية بواسطة الفنان عمر سرطاوي، في محاولة لتكرار نحت التمثال بمواد صالحة للأكل باستخدام أكثر المكونات الأردنية تفرداً وتميزاً، التي نشأت وذاع صيتها في هذه العناصر البدوية من الحلوى الأردنية، المعروفة باسم «الجميد».
و«الجميد» عبارة عن اللبن الزبادي المجفّف الذي يرجع إلى الطرق التقليدية التي تقارب القرن من الزمان، للحفاظ على حليب النعاج أو الماعز. ويتحول اللبن إلى زبادي من خلال التشكيل، والتمليح، والتجفيف الشمسي قبل وضعه في القوالب الكروية الحجرية الصلدة المعروفة لدى المواطنين الأردنيين باسم «الجميد»، التي تُستخدم في طهي طبق المنسف المحلي المعروف.
والفنان عمر سرطاوي هو طاهٍ بالأساس ومتخصص في طهي الطعام الجزيئي وعلوم الغذاء، مع خلفية جيدة في التصميم. ولقد صنع تمثال عين غزال بمادة تشكيل فريدة من نوعها عكف بنفسه على تطويرها على مدى ستة أشهر، مع استخدام الجميد كأحد مكونات العمل الرئيسية، تلك المادة التي يُطلق عليها اسم «الجميد الإسمنتي»، وذلك لأنه يشبه الخرسانة الصلبة في الشكل مع تصلبها بمرور الوقت.
واستعان في تلوين التمثال، ومنحه روح التماثيل القديمة، بالتمور كي تأخذ اللون البني الأرضي مع الملمس الجذاب، بدلاً من الاستعانة بالألوان والأصباغ الصناعية المعتادة.
وجرى الكشف عن القطعة الفنية للمرة الأولى في الدورة الثالثة من أسبوع التصميم في عمان، الأمر الذي أثار روع الصدمة والمفاجأة لدى كثيرين علموا بإمكانية تناول قطع من التماثيل المحاكاة والمصنوعة من المادة ذاتها.
ويعترف بنفسه ويقول إنه يحب اللعب بتصورات الناس المسبقة للأشياء، وإضفاء الغموض على الخطوط الفاصلة بين التخصصات المختلفة والحواس الإنسانية: «كما هو الحال بالنسبة إلى (شوكولاته الجميد)، باستخدام تلك المادة المألوفة، وجعلها شديدة الغرابة على المواطن الأردني مع النكهات الجديدة غير المعتادة والمألوفة لدى الأشخاص من فرنسا أو بلجيكا، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للأردني. وهذه التماثيل الإسمنتية الصلدة كانت مجرد طريقة من طرق التلاعب بمختلف الأساليب والفنون لخلق تصور جديد، حيث لا يمكنك رؤية المواد الصلبة الصالحة للأكل كمواد غذائية فقط».
ومما لا يثير الدهشة، مشروعات عمر سرطاوي المقبلة سوف تتناول المزيد من مجالات العمل غير المتوقعة، مع تعاون منتظر مع مواد «فلاشيون ويك» الجديدة القابلة للارتداء والصالحة للأكل، مع الفيزياء الفلكية التي تحمل اسم «قضمة من الكون»، والتي سوف تجمع بعضاً من أبرز مكتشفات وكالة «ناسا» المثيرة للدهشة خلال السنوات الأخيرة.
وتُعرض النسخة طبق الأصل غير التقليدية من أعمال عمر سرطاوي حالياً في معرض «كورنر أرت» في العاصمة الأردنية عمان، التي تحمل كثيراً من ملامح النسخة الأصلية ذات الرأسين، والتي جرى عرضها في متحف اللوفر أبوظبي.



«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
TT

«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)

مُنحت «جائزة الشجاعة» إلى فتاة رأت أنَّ جدتها تعاني سكتةً دماغيةً، فطبَّقت تعليمات حفظتها من أجل إنقاذها. وأدركت صفاء حسين، البالغة 9 سنوات، من شيبلي بغرب يوركشاير بإنجلترا، الأعراض التي ينبغي الانتباه إليها بعدما تعلّمتها في المدرسة الابتدائية؛ فحصلت على شهادة تقدير من عمدة مدينة برادفورد ضمن حفل استقبال خاص. كما كُرِّمت المُساعِدة في التدريس، هيلين ماثيوز، التي أدارت درس الإسعافات الأولية خارج المنهج الدراسي.

وقال رئيس بلدية المدينة بيف مولاني: «إنه لأمرٌ عظيم أن نعترف بشجاعة صفاء والتعليم الممتاز الذي تلقّته، مما سمح لها باتخاذ إجراءات للمُساعدة في إنقاذ جدّتها. أحسنت صفاء بحفاظها على هدوئها وتقديمها المُساعدة». تغيَّبت صفاء عن المدرسة، وأقامت مع جدّتها ماري شيخ (79 عاماً)، بينما كانت والدتها في العمل.

علَّقت الصغيرة: «عندما جلستُ على سريرها، حاولت تقديم بعض الطعام لها، لكنها لم تستطع تناوله. جرّبتُ كل ما قالته السيدة ماثيوز، وكنتُ أعلم أنها أُصيبت بسكتة دماغية». وتابعت: «اتصلتُ بأمي وقلتُ لها: (عليكِ الاتصال بسيارة إسعاف. جدّتي مصابة بسكتة دماغية)؛ ففعلت ذلك». أخذت سيارة الإسعاف، شيخ، إلى مستشفى برادفورد الملكي حيث تلقَّت علاجاً مُنقذاً للحياة. أضافت صفاء: «كانت سكتة دماغية مخيفة. أشعر بالسعادة والحماسة لأن جدّتي لا تزال بيننا».

شهادة تقدير على العمل البطولي (مواقع التواصل)

بدورها، روت والدتها، عائشة شيخ (49 عاماً)، أنها تركت ابنتها مع والدتها، وبعد 40 دقيقة تلقَّت المكالمة الهاتفية. وقالت: «دعتني قائلة إنّ جدّتها في حالة سيئة وتعرَّضت لسكتة دماغية. قلتُ لها: (ماذا تعنين؟ أنت في التاسعة، كيف عرفتِ أنها أصيبت بسكتة دماغية؟)، فأجابت: (قدَّمتُ لها نوعاً من الإفطار ولم تستطع تناوله. وأيضاً كان وجهها شاحباً ولم تستطع التحدُّث. إنها بطلتنا الصغيرة. لقد أنقذتها. لم تكن لتنجو لولا ذلك». وتابعت: «ولولا الآنسة ماثيوز أيضاً التي لقّنتها الإرشادات».

أما ماثيوز فأكدت أنّ أحد أدوارها كان تعليم الإسعافات الأولية من السنة الأولى حتى السادسة: «إنه ليس جزءاً من المنهج الوطني، لكننا نعتقد أنه من الجيّد تعليم الأطفال». وأضافت أنّ أحد الأشياء التي علّمتها كانت أهمية «الساعة الذهبية» وكيفية التصرُّف خلالها: «قال المسعفون إنّ هذا ما أنقذ الجدّة، لأنّ صفاء أنجزت دورها بسرعة، ونحن فخورون بها».