الرياض تدعم بمليون دولار مكتب «تحالف الحضارات» الأممي

المعلمي ينفي دعوته الجعفري في منزله... ويوضح الملابسات

المعلمي لدى لقائه الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (واس)
المعلمي لدى لقائه الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (واس)
TT

الرياض تدعم بمليون دولار مكتب «تحالف الحضارات» الأممي

المعلمي لدى لقائه الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (واس)
المعلمي لدى لقائه الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (واس)

ثمّن ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الدور الكبير الذي تؤديه السعودية في نشر رسالة السلام والمحبة، ودعوتها للتعايش ونبذ الكراهية والعنف، وذلك خلال استقباله السفير عبد الله المعلمي، مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمس، الذي سلم شيكاً بمبلغ مليون دولار دعماً من بلاده لخطة عمل وأنشطة وبرامج المكتب الأممي لتحالف الحضارات.
وأكد المعلمي تقدير السعودية لدور تحالف الأمم المتحدة للحضارات وجهوده في نشر ثقافة السلام والتسامح، وتعزيز دور الدبلوماسية المتعددة والوقائية، وحماية المواقع الدينية، في وقت أصبح فيه العالم بحاجة ماسة لإرساء قيم التعايش وبناء جسور السلام، في ظل ما يشهده العالم من تصاعد في وتيرة العنف، ونشر خطاب الكراهية، والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول، ونشر الأفكار الطائفية.
ويأتي الدعم الذي قدمته المملكة أمس لتحالف الحضارات بصفته جزءاً من 3 ملايين دولار تعهدت السعودية بتقديمها دعماً لخطة عمل وأنشطة وبرامج مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
وفي لقاء آخر، استقبل المعلمي في مكتبه بمقر الوفد السعودي الدائم بنيويورك، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، خولة مطر.
وجرى خلال اللقاء استعراض الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في سبيل الوصول إلى حل يخرج سوريا من الأزمة التي تمر بها، وينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري، كما تم بحث الجهود الدولية المبذولة في ذلك.
وثمّن المعلمي جهود الأمم المتحدة، مؤكداً دعم بلاده الدائم لجهود الممثل الأممي الخاص بسوريا التي ترمي للوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري، مجدداً التأكيد على تضامن السعودية الدائم مع الشعب السوري في محنته، وسعيها الدائم لمساعدته على الخروج من هذه المحنة.
إلى ذلك، نفى المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة في نيويورك ما تداولته صحيفة الوطن السورية عن دعوته السفير بشار الجعفري المندوب السوري لدى الأمم المتحدة إلى حفل في منزله الخاص، موضحا ملابسات ما دار في ندوة أممية مفتوحة لجميع المندوبين.
وقال المعلمي خلال مقابلة مع قناة «العربية» الجمعة: أتمنى لو كان ذلك التقرير صحيحا، يسعدنا أن تعود سوريا إلى الصف العربي وأن تكون دولة تمارس دورها ومهامها ضمن إطار الصف العربي وأن تتخلى عن مواقفها تجاه شعبها في الوقت الحاضر.
وأوضح المندوب السعودي: «لو صح ذلك لكنا أول المرحبين بسوريا وبالسفير بشار الجعفري، لكن هذا الخبر الذي ذكرت غير صحيح على الإطلاق. هناك من حضر دعوة العشاء التي أقمتها في منزلي تكريما للدكتور فهد المبارك وزير الدولة السعودي ولم يكن بينهم السفير السوري».
وأضاف المعلمي: «الذي حدث هو في اليوم التالي كانت هناك ندوة على مستوى الجمعية العامة حضرتها كل الدول وعشرات المندوبين الدائمين وفي نهاية الندوة دعونا الحاضرين إلى حفل استقبال أقيم على شرف الدكتور فهد المبارك لكي يتمكن المندوبون من التعرف عليه شخصيا، لم تكن هناك دعوة خاصة، أو دعوة على العشاء، أو دعوة في إطار خاص. السفير الجعفري رأى أن يحضر هذا الاستقبال ورحبنا به مثل ما رحبنا بعشرات السفراء الآخرين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.