لبنان: حكومة دياب أمام تحدّي الإصلاح... ومحاذرة الاقتصاص السياسي

تأييد دولي مشروط لها التقى مع مظاهر تهدئة داخلية

لبنان: حكومة دياب أمام تحدّي الإصلاح... ومحاذرة الاقتصاص السياسي
TT

لبنان: حكومة دياب أمام تحدّي الإصلاح... ومحاذرة الاقتصاص السياسي

لبنان: حكومة دياب أمام تحدّي الإصلاح... ومحاذرة الاقتصاص السياسي

لم توحِ المواقف السياسية التي ظهرت في جلسة إقرار موازنة المالية العامة لعام 2020، أن انقساماً سياسياً حاداً ظهر في لبنان بعد تشكيل حكومة حسان دياب، إذ بدا أن الحد الأدنى من الحفاظ على التوازنات تجري مراعاته، وحفظ «الثنائي الشيعي» و«التيار الوطني الحر» خط العودة مع أطراف سياسية تباعدت في الأزمة الأخيرة، بشكل لا يحول دون نسج تفاهمات «على القطعة» عندما تقتضي الحاجة. غير أن هذا الواقع لم يبدد مخاوف مراقبين لبنانيين من وجود توجّه عند «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لاستهداف قوى سياسية أخرى، مثل «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» والرئيس فؤاد السنيورة، بذريعة «محاربة الفساد». وهذا ما أورده المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان في مطالعة أخيرة له نشرت في موقع «بروكينغ»، ذكر فيها أن «حزب الله» وحليفه «العوني» سيخرجان نفسيهما من دائرة الاتهام ويتهمان خصومهما السياسيين، ما يعني التمهيد لمرحلة سياسية تتسم بالانقسام الحاد.
هذه المطالعة تختلف عليها قوى سياسية ووقائع جرت خلال الأسبوع الماضي، تمثلت في تصريحات تحدثت عن «ضرورة منح الحكومة الوليدة الثقة»، بموازاة تأمين كتلة «المستقبل» النيابية النصاب لجلسة إقرار الموازنة، رغم الجدل على دستوريتها، والنقاشات التي خاضها رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبيل تشكيل الحكومة لتعزيز حصة الموحّدين الدروز في الحكومة عبر توسعتها من 18 إلى 20 وزيراً.

لم يتخطّ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة التوازنات السياسية التقليدية؛ إذ إن النقاشات التي خاضتها قوى سياسية تحتفظ بعلاقات متينة مع بعضها، أفضت إلى تحاشي استفزاز أي من القوى السياسية. وفي هذا السياق، أعلن وزير المال السابق علي حسن خليل أن «الرئيس نبيه برّي بذل أقصى ما يمكن لتسهيل ولادتها، وكان على تواصل مع الجميع»، قبل القول إن «(حزب الله) لم يتخل عن دوره الإيجابي أبداً».
فرض تدخّل برّي، لجهة إصراره على توسعة الحكومة، لتشمل درزيين وكاثوليكيين، بدلاً من وزير واحد لكل من الطائفتين، جوّاً من التهدئة، وهذا بعدما قرأ كثيرون أن هذه الخطوة حرمت رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من أن يكون له «ثلث معطّل» في الحكومة. ولقد انعكس هذا الجو تهدئة عند الأطراف غير الممثلة بالحكومة، وإن كانت تهدئة مقرونة بالانتظار، وعبّر عنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي رأى أنه «من السابق لأوانه إطلاق الأحكام بشأنها، مع ملاحظة أن تشكيلها كان خطوة مطلوبة سبق أن شدّدنا عليها لضرورات دستورية وعملية. ومن الطبيعي أن نراقب عملها ونتابع توجّهاتها آخذين في الاعتبار حاجة البلاد إلى فرصة لالتقاط الأنفاس». ثم لفت الحريري إلى أنه «لن تصح مقاربة الوضع الحكومي بمعزل عن رصد مواقف الأشقاء والأصدقاء، أو بالقفز فوق ردة الفعل الشعبية والشعور السائد أن الحكومة لا تشبه مطالب الناس. هناك غضب حقيقي يستدعي وعياً لتحديات المرحلة ومخاطرها الاقتصادية والمعيشية والأمنية والعبرة في ممارسات الأيام الآتية».
كذلك، عبّر الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط عن موقف مماثل بتأييده إعطاء فرصة للحكومة، متسائلاً: «هل نستطيع أن نحكمَ على هذه الحكومة بالإعدام من أول لحظة؟ يجب أن نتعوّد على لعبة المعارضة والحكم التقليدية لأنني شخصياً أرى أن الأمور ذاهبة إلى الأسوأ». وينبع موقف جنبلاط من إحساسه بحراجة الوضع الاقتصادي والمالي، وضرورة أن تكون هناك جهة رسمية تتخذ القرارات للجم التدهور بمعزل عن تصنيفها، علّ الحكومة تستطيع وقف الانهيار.

- تأييد دولي مشروط
الانفراج النسبي الداخلي، استتبع بانفراج خارجي، ولو أنه جاء على شكل تأييد مشروط بمراقبة أداء الحكومة اللبنانية الجديدة، والتأكد من مدى قدرتها على الالتزام بتنفيذ إصلاحات؛ إذ رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتشكيل الحكومة، وقال في بيان إنه سيعمل مع رئيس الوزراء الجديد حسان دياب «من أجل دعم الإصلاحات في البلد المثقل بالديون، الذي يصارع أزمة اقتصادية»، مشدداً على أن «الأمم المتحدة ملتزمة دعم لبنان في تعزيز سيادته واستقراره واستقلاله السياسي». واعتبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من جهته، أن «الإصلاحات هي السبيل الوحيدة لفتح الباب أمام حصول بيروت على مساعدات دولية هي أحوج ما تكون إليها، في ظلّ الانهيار الاقتصادي الراهن». وأردف: «نريد حكومة غير فاسدة تعكس إرادة اللبنانيين»، قبل أن يضيف أن «لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة... وواشنطن مستعدة لتقديم المساعدة والدعم شرط أن تكون الحكومة ملتزمة بالإصلاحات، وأن تستجيب لمطالب الشعب»، ثم قال: «في حال كانت الحكومة متجاوبة وجاهزة لتنفيذ التزاماتها فسنُساعدها وندعمها».
وتابع بومبيو في بيانه أنّ «الامتحان أمام الحكومة الجديدة في لبنان سيكون أفعالها ومدى تلبيتها لتطلّعات الشعب اللبناني بتنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد». وأكمل بومبيو أنّ «المظاهرات في لبنان تقول لـ(حزب الله) الإرهابي: كفى...! المظاهرات في بيروت وخارجها، كما في بغداد ليست ضد واشنطن، بل للمطالبة بالسيادة والحرية».
أيضاً الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو قال إن «الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان خطوة أساسية نحو ضمان قدرة البلاد على معالجة الأزمات المتعددة التي تؤثر عليها».
لكنه شدد على أنه «يتوجب على الحكومة اللبنانية المقبلة أن تتصدى بسرعة للتحديات الاقتصادية الحادّة وتنفّذ إصلاحات هيكلية للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني وتوقّعاته. ويجب ضمان حماية مناسبة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع». وأكد دعم الاتحاد الأوروبي لبنان في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن مساعدته في تعزيز الحكم الرشيد والمحاسبة ومكافحة الفساد. وجدد تأكيد الاتحاد على «الشراكة القوية مع لبنان وشعبه ودعمه المتواصل لاستقرار لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله السياسي». وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش قد قال بعد لقاء دياب في الأسبوع الماضي إنه «لمس جدية كبيرة» من رئيس الوزراء اللبناني في تطبيق الإصلاحات ومحاربة الفساد.

- رسائل التطمين
الحال أن دياب حاول، في حكومته الأخيرة، طمأنة الداخل والخارج عبر استبعاد أسماء حزبيين معروفين في التشكيلة الوزارية، وهذا مع أن القوى السياسية سمّت معظمهم، بحجة حشد تأييد للحكومة يمكّنها من حيازة الثقة في مجلس النواب، وتجنّب استفزاز المجتمع الدولي والقوى السياسية الأخرى، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط».
المصادر ترى أيضا أنه «من المفترض أن تنال الحكومة ثقة البرلمان وفق الحسابات العددية، ويفترض ألا يكون هناك أي عائق سياسي أمامها، بعد الفراغ من إعداد البيان الوزاري الذي تحصل على أساسه على ثقة البرلمان». وللعلم، الثقة التي تحتاج إليها هي أكثرية النصف زائداً واحداً، أي 65 نائباً.
من ناحية أخرى، لا يستبعد البعض أن يكون دياب قد حصل على موافقة دولية ومشروطة لرئاسة الحكومة، وتشكيل حكومة من خارج الطبقة السياسية وغير المنضوين «رسمياً» في الأحزاب، ولا ملفات فساد على الوزراء. ووفق الباحث السياسي جورج علم لـ«الشرق الأوسط» فإن «الاختبار سيكون في البرلمان الأسبوع المقبل حيث سيعلن البرنامج الحكومي عبر البيان الوزاري، وسننتظر لنرى ما إذا كان سيرضي الحراك المدني والمجتمع الدولي ويكون ذلك بداية إنقاذ البلاد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها». ويشير علم إلى أن هناك «حركة دبلوماسية ظهرت قبل الثقة، أسفرت عن التأكيد أن هناك اهتماماً جدياً بالإصلاحات»، جازماً بأن دياب لا يستطيع تقديم الإصلاحات بمعزل عن البنك الدولي، بدليل أن «الحكومة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وهو كلام يحمل أكثر من رسالة».

- مخاوف من استهداف سياسي
في المقابل، التأييد المشروط بالإصلاحات من قبل المجتمع الدولي، وهو بطبيعة الحال «نصف تأييد»، لم يبدد المخاوف من تغيير موازين القوى السياسية من خلال حكومة لم يشارك فيها «تيار المستقبل» و«حزب القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حزب الكتائب».
عبّر عن هذه المخاوف، جيفري فيلتمان السفير الأميركي السابق في بيروت، الذي رأى في مقالته المشار إليها سابقاً أنه «سيجري استهداف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحلفائهم». وتابع أن «باسيل وبرّي وآخرين مرتبطون بمحور عون – (حزب الله) - دمشق لن يخضعوا للمحاسبة. ولن ينظر أحد على محمل الجدّ في صفقات الوقود والكهرباء المُلتبسة التي تفاوض عليها وزراء من (التيار الوطني الحر)، ولن يضطر (حزب الله) إلى دفع الضرائب على أنشطته الاقتصادية الواسعة أو فتح دفاتره على نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية السرّي ونشاط التهريب».
تلاقى التقدير مع إشارة من الحريري قبل إعلان الحكومة، حين أكد أن «الخلل الأساسي هو أن الدولة لم تنجز الإصلاحات التي كان عليها أن تقوم بها. فقد عُقدت مؤتمرات «باريس 1» و«2» و«3». وفي «باريس 2» حصل لبنان على 10 مليارات دولار أميركي، كانت تشكل يومها ثلث الدين العام للبنان، وكان بإمكاننا أن نسدّد كل المستحقات المتوجبة علينا آنذاك. ولولا أن البعض يريد أن يحارب الحريرية السياسية، لما كنّا وصلنا إلى هنا اليوم. فمَن حارب الحريرية السياسية هو مَن أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم، و«فهمكم كفاية».
وبينما لم تعلّق القوى السياسية اللبنانية على هذا التقدير المرتبط بإمكانية استهداف فريق سياسي معيّن في هذه المرحلة، ويرى بعضها أن هناك مخاوف ضئيلة من أن يتخذ الفريقان خيار المواجهة مع القوى السياسية التقليدية، يرى الباحث السياسي علم أن هذا التقدير «غير مبرّر... لأن الواقعية تقول إن المسألة لا تقتصر على محور أو فريق سياسي، إنما تشمل كل الجهات... وإذا كان من محاربة جدية للفساد، فالجميع سيُقدم للمحاكمة وهو أمر من مسؤولية القضاء».
استطراداً، يرى عَلَم أن الإحجام عن خوض المواجهة مرتبط بتوازنات إقليمية، ويقول إن «حزب الله» لا يستطيع أن يحقق مكاسب من الحكومة ومعها امتيازات كانت توفرها له الحكومات السياسية، بدليل «تراجع لهجة التصعيد لدى الحزب» في خطاباته. ويرى أن الحزب بات يعتبر أن «الحد من الخسائر يتمثّل في إعادة التموضع في الداخل اللبناني وإبقاء الحوار مفتوحاً مع المكوّنات الأخرى، في وقت لم تعد فيه إيران رافعة للسياسات التصعيدية بعد اغتيال قاسم سليماني في العراق».

- إصلاح ومحاربة الفساد
من ناحية أخرى، يبدو أن ملف محاربة الفساد والإصلاح هو الأكثر حضوراً في المناقشات والمداولات السياسية، وجرى التمهيد للإجراءات «القاسية والمؤلمة»، حسب تعبير الرئيس اللبناني ميشال عون، رغم أن البعض لا ينظر إلى المحاسبة على أنها أمر محسوم وسهل التحقق. وكرّر المسؤولون اللبنانيون التأكيد أن الإصلاح مضي قدماً، في حين قال عون أخيراً إن الأزمة الاقتصادية المالية «تبقى الأخطر، حيث لا الإنتاج ولا المال متوفران بعد اعتماد لبنان لسنوات خلت على الاقتصاد الريعي. لذلك، نحن اليوم بصدد معالجة هذين الوضعين الصعبين، والإجراءات التي ستتخذ ستكون قاسية وربما موجعة، ما يتطلّب تفهّم المواطنين لهذا الأمر، وكذلك لواقع أن الحكومة الجديدة والوزراء الجدد ليسوا بمسؤولين عن الخراب الذي حل بنا».
هنا يقول علم: «المحاسبة آتية إذا كان (صندوق النقد الدولي) و(البنك الدولي) شريكين في الإصلاح الجدّي، حيث يصران على محاسبة الأموال المهدورة منذ (باريس 1)». واستطرد: «المعلومات تقول إذا كان هناك من دور كبير لـ(البنك الدولي) و(صندوق النقد)، فإن كل المسؤولين عن الفساد منذ مطلع الألفية سيُحاكَمون وستكون المؤسسات المحلية مُرغَمة على التعاون مع المؤسستين، سواء من 8 أو 14 آذار». ورأى أن هذا الواقع «يدفع كل الفعاليات لمحاولة منع حسان دياب من أن يكون هناك أي دور للمؤسسات المالية الدولية بعملية الإصلاح».
في أي حال، شهد لبنان حراكاً كبيراً خلال الأيام الأخيرة على خط رئاسة الحكومة، من قبل ممثلين عن «صندوق النقد الدولي» و«البنك الدولي»، شاركوا في الاجتماع المالي الذي استضافه السراي الحكومي. ويضع جورج علم النقاشات حول المحاسبة في إطار «المناكفات الداخلية»، معتبراً أنها «غير جدية». ولفت إلى أنه «عندما حرّك المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم بعض الملفات، كانت هناك مواقف بارزة تضع الشخصيات المعرّضة للمساءلة ضمن خانة الخطوط الحمراء». قبل أن يضيف: «لا يبدو أن هناك جدية لأن مسألة الفساد لا تقتصر على فريق معين».

- كفاءات وزارية في حقائب مناسبة... وغير مناسبة لتخصصاتها
> بدا لافتاً أن قسماً من الوزراء لم يتسلّموا حقائب وزارية تنسجم مع مؤهلاتهم العلمية وكفاءاتهم المهنية، وهي ثغرة سُجلت على الحكومة التي يُعرف الوزراء فيها بأنهم من الحائزين على شهادات علمية عالية.
ولكن، بين الاستثناءات التي تتوافق حقائبها مع تخصصاتها:
- وزير المال غازي وزني، المعروف بخبرته الطويلة في مجال الاقتصاد والمال، وهو حائز على شهادة دكتوراه في الأداء الاقتصادي والمالي ودبلوم دراسات عليا في العلوم المالية من جامعة باريس - دوفين.
- وزير الخارجية ناصيف حتّي، الدبلوماسي البارز الذي عمل سنوات في مكتب أمين عام جامعة الدول العربية وعينّ مستشاراً دبلوماسيا لأمينها العام وتولى مهاماً عدة في الجامعة العربية. وهو خريج الجامعة الأميركية في بيروت، وحامل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا.
- وزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار، خريج جامعة القديس يوسف، وهو أستاذ جامعي وعميد لكلية إدارة الأعمال في الجامعة الأنطونية، وسبق أن تولى ثلاث وزارات (المالية والتجارة والاقتصاد) في حكومة نجيب ميقاتي.
- وزير الطاقة ريمون غجر، الحائز على إجازة في هندسة الكهرباء من جامعة أوتاوا (كندا) والدكتوراه في مجال التكلفة الحدّية لنظم الطاقة الكهربائية من جامعة ساسكاتشيوان (كندا).
- وزير الاتصالات طلال حوّاط، الحاصل على شهادة ماجستير في الهندسة الكهربائية وعلوم الإلكترونيات من جامعة سان خوزيه ستايت الأميركية.
- وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، الذي يجمع بين القانون والهندسة، إذ هو قاضٍ بمجلس شورى الدولة وأستاذ جامعي يحمل الإجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية والدكتوراه في الحقوق من جامعة رين الفرنسية، والبكالوريوس في الهندسة من الجامعة الأميركية في بيروت.
- وزير الأشغال العامة والنقل ميشال إبراهيم نجار، فهو حاصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة أوكلاهوما ستايت الأميركية، وأستاذ محاضر وكان عميد كلية الهندسة السابق في جامعة البلمند.


مقالات ذات صلة

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».