الهند تسعى لرفع التبادل التجاري غير النفطي مع السعودية

سفير نيودلهي يؤكد أن أزمة الإغراق بالمنتجات البتروكيماوية في طريقها للحل

السفير الهندي يتحدث للإعلاميين لدى رسو السفينة الهندية في ميناء الدمام مساء أول من أمس (الشرق الأوسط)
السفير الهندي يتحدث للإعلاميين لدى رسو السفينة الهندية في ميناء الدمام مساء أول من أمس (الشرق الأوسط)
TT

الهند تسعى لرفع التبادل التجاري غير النفطي مع السعودية

السفير الهندي يتحدث للإعلاميين لدى رسو السفينة الهندية في ميناء الدمام مساء أول من أمس (الشرق الأوسط)
السفير الهندي يتحدث للإعلاميين لدى رسو السفينة الهندية في ميناء الدمام مساء أول من أمس (الشرق الأوسط)

كشف دبلوماسي هندي رفيع لدى السعودية أن حكومته تسعى لإضافة 10 مليارات دولار إلى حجم التبادل التجاري غير النفطي مع السعودية، في وقت كشف فيه أن أزمة إغراق المنتجات البتروكيماوية السعودية في طريقها للحل.
وأكد الدكتور أوصاف سعيد، السفير الهندي في المملكة، سعي بلاده لإضافة 10 مليارات دولار إضافية في التجارة غير النفطية خلال السنوات الخمس المقبلة، لتضاف إلى حجم التبادل الحالي المقدر بأكثر من 34 مليار دولار، منها أكثر من 24 ملياراً تتعلق بالتجارة النفطية بين البلدين.
وقال سعيد خلال رسو السفينة الهندية «سامودرا بهريدار» في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام أول من أمس، حول الشكوى الهندية بشأن وجود «إغراق» في صناعة الكيماويات، من المملكة: «الشكوى في طريقها للحل بناءً على العلاقات الودية القوية، حيث إن هناك تحركات هندية جادة من أجل عقد اجتماع بين المختصين في البلدين من خلال تشكيل فريق عمل من الطرفين، حيث تمت الدعوة لكي تقام في الهند وسيتم تحديد ذلك لاحقاً لمصلحة البلدين الصديقين».
كان السفير الهندي قد وُجد في المنطقة الشرقية، حيث التقى عدداً من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في المملكة ورجال أعمال سعوديين وهنود، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام على متن سفينة خفر السواحل الهندية «سامودرا بهريدار» التي وصلت إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
وزيارة السفينة الهندية «سامودرا بهريدار» التابعة لخفر السواحل الهندية إلى ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، هي جزء من التواصل الاستراتيجي الهندي والانتشار البحري، وتهدف إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين القوات البحرية الرئيسية في منطقة المحيط الهندي، كما تهدف إلى تعزيز وزيادة التعاون الدفاعي مع السعودية، حسب السفير الهندي في الرياض.
وقال بيان للسفارة الهندية في الرياض، أمس، إن «العلاقات الدفاعية هي عنصر مهم في رؤيتنا الاستراتيجية المشتركة للمنطقة والزيارات المنتظمة من قبل سفن البحرية الهندية وسفن خفر السواحل الهندية تدل على علاقاتنا المتينة».
وتتمتع الهند والسعودية بعلاقات ودية، تعكس العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي استمرت على مدى سنين، وشهدت التجارة الثنائية بين البلدين نمواً ملحوظاً وسجلت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة.
وتسعى الهند، حسب البيان، من خلال الزيارة الحالية للسفينة إلى تأكيد وجود الهند السلمي وتضامنها مع الدول الصديقة حول المحيط الهندي، وعلى وجه الخصوص، تعزيز أواصر القائمة بين الهند والمملكة العربية السعودية.
كما كشف السفير الهندي أن هناك تمريناً مشتركاً سيتم بين البحرية الهندية والسعودية في وقت سيحدد لاحقاً، مشدداً على أن العلاقات الدفاعية تشكل عنصراً مهماً في رؤية بلاده الاستراتيجية المشتركة للمنطقة، مستدلاً بالزيارة الحالية.
وفي معرض رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الدور الذي يمكن أن تلعبه بلاده في حفظ الممرات البحرية في منطقة الخليج العربي في ظل وجود التوترات الراهنة، قال السفير الهندي: «هناك مخاوف من تأثر المصالح الهندية في هذه المنطقة نتيجة الأوضاع، ولذلك نرى أهمية تأمين الممرات البحرية»، مضيفاً: «من المؤكد أن الهند ليس لها أي تدخلات في شؤون الدول الأخرى وتسعى لدور فعال عبر المنظمات الدولية من أجل تخفيف هذه التوترات ومعالجتها بالطريقة الودية».


مقالات ذات صلة

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد «مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد افتتاح منتجع «ديزرت روك» في وجهة البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يواصل استكشاف مكامن الفرص السياحية بالسعودية

يواصل «صندوق الاستثمارات العامة» استكشاف مكامن الفرص في قطاع الضيافة والسياحة السعودية، بعد إطلاق عدد من الشركات المتخصصة والمشاريع العملاقة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد أحد فنادق الضيافة في السعودية (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة» يطلق شركة تطَور علامات ضيافة سعودية جديدة

أطلق صندوق الاستثمارات العامة، الثلاثاء، شركة إدارة الفنادق (أديرا) التي تتخصص بإدارة وتشغيل الفنادق، مع المزج بين أعلى المعايير للقطاع وأصالة الضيافة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
TT

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة، بمقدار يبلغ نحو ربع المبلغ الحالي، وذلك نتيجة للتأثيرات المترتبة على السياسات التي توعد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وفقاً لما أشار إليه «معهد التمويل الدولي» يوم الأربعاء.

وأوضح «المعهد» أن التهديدات بفرض التعريفات الجمركية، وقوة الدولار الأميركي، والتباطؤ في خفض أسعار الفائدة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، بدأت بالفعل تؤثر على خطط المستثمرين في الأسواق العالمية، وفق «رويترز».

وفي تقريره نصف السنوي، قال «معهد التمويل الدولي»: «لقد أصبحت البيئة المحيطة بتدفقات رأس المال أكثر تحدياً، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية».

وأشار التقرير إلى أن هذا التحول يؤثر بشكل أكبر على الصين، بينما من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة خارج الصين تدفقاً «قوياً» للاستثمارات في السندات والأسهم، مدعوماً بشكل خاص من الاقتصادات الغنية بالموارد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد شهدت الصين في عام 2024 بالفعل أول تدفق خارجي للاستثمار المباشر الأجنبي منذ عقود، ومن المتوقع أن تتحول التدفقات الإجمالية للأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم إلى سلبية، حيث يُتوقع أن يصل حجم الخروج إلى 25 مليار دولار في عام 2025.

وأكد «المعهد» أن هذا التباين يُبرز مرونة الأسواق الناشئة غير الصينية، التي تُدعم بتحسن المشاعر تجاه المخاطر، وتحولات هيكلية مثل تنويع سلاسل الإمداد، والطلب القوي على الديون بالعملات المحلية.

وتوقع «معهد التمويل الدولي» أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.7 في المائة عام 2025، مقارنة بـ2.9 في المائة هذا العام، في حين يُتوقع أن تنمو الأسواق الناشئة بنسبة 3.8 في المائة.

ومع ذلك، فإن التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة من المتوقع أن تنخفض إلى 716 مليار دولار في عام 2025، من 944 مليار دولار هذا العام، ويرجع ذلك أساساً إلى الانخفاض الحاد في التدفقات إلى الصين.

وحذر «المعهد» بأن السيناريو الأساسي في تقريره يفترض تنفيذ التعريفات الجمركية بشكل انتقائي فقط. ومع ذلك، فإذا نُفذت التهديدات بفرض تعريفة بنسبة 60 في المائة على الصين و10 في المائة على بقية العالم، فإن الوضع سيتدهور بشكل كبير.

وأضاف «المعهد»: «تنفيذ التعريفات بشكل أسرع وأقوى من قبل الولايات المتحدة قد يفاقم المخاطر السلبية، مما يعزز الاضطرابات في التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، ويضع مزيداً من الضغط على تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة».