بعد 16 عاماً من الاكتشافات... «ناسا» تودع تلسكوب «سبيتزر»

تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لـ«ناسا»
تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لـ«ناسا»
TT

بعد 16 عاماً من الاكتشافات... «ناسا» تودع تلسكوب «سبيتزر»

تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لـ«ناسا»
تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لـ«ناسا»

انتهت أمس الخميس، مهمة تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وحتى خلال الأسبوع الأخير من عمله، قام التلسكوب برصد عدد من الملاحظات الفريدة من نوعها.
ويقوم التلسكوب، وهو بحجم سيارة سيدان العائلية، بتتبع الأرض في مدارها حول الشمس، كما أنه يرصد أيضاً مسافة 158 مليون ميل خلف الأرض، وفي الآونة الأخيرة، قام «سبيتزر» بتسجيل قياسات حساسة للغبار الكوني الذي ينتشر بين الكواكب في النظام الشمسي، وذلك باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وستمكّن الصور التي اتخذها التلسكوب الباحثين من فهم السماء بشكل أفضل، حسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز».
ومنذ إطلاقه في 25 أغسطس (آب) 2003. قدم «سبيتزر» مساهمات فريدة من نوعها في العلوم، حيث قدم لنا صوراً جديدة للمجرات البعيدة، وللنجوم حديثة الولادة، والكواكب الخارجية القريبة، وكذلك الكويكبات والمذنبات وغيرها من الأشياء في نظامنا الشمسي، فقد سجلت كاميراته، باستخدام الأشعة تحت الحمراء، صوراً للكون في ضوء لا يستطيع الإنسان الرؤية خلاله، مما وفر رؤى واضحة للسماء لم يكن من الممكن الوصول إليها في عدم وجوده. وتوفر لحظة نهاية مهمة هذه المركبة الفضائية لحظة للتفكير، حيث يمثل وقفه عن العمل تحدياً كبيراً لعلماء الفلك، ويأمل كثير منهم في أنه لم يحن الوقت بعد لنقول وداعاً لهذا التلسكوب.
وتقول عالمة الفلك في جامعة ماساتشوستس، الأميركية، دانييلا كالزيتي، إنه «لا يوجد مجال بحثي لم يتم استخدام سبيتزر فيه»، فيما يقول عالم الفلك الذي كان جزءاً من عملية المراجعة في «ناسا» حول ما إذا كان ينبغي أن يستمر التلسكوب في العمل أم لا، جورج حلو: «من وجهة نظر تقنية بحتة، فإنه يمكننا الاستمرار في تشغيله، ولكن تم اتخاذ القرار في وقت بدا فيه أن المنطق يحتم علينا إنهاء المهمة الآن».
ويكلف «سبيتزر» وكالة ناسا أقل من 14 مليون دولار كل عام، وتم تقدير نفقاته الإجمالية بنحو 103 مليارات دولار أميركي، وقد تم استخدام المعلومات المستقاة من التلسكوب بالأشعة تحت الحمراء في أكثر من 8700 ورقة بحثية.
وتقول عالمة الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، هيذر كنوتسون، إن «الأمر يمثل حقاً نهاية حقبة، وذلك خاصة بالنسبة لي، فقد كان سبيتزر موجوداً منذ أن بدأت في دراسة العلوم».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.