كوشنر: واشنطن تفضّل أن تجري إسرائيل انتخاباتها قبل ضم المستوطنات

ترمب وكوشنر وإيفانكا في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
ترمب وكوشنر وإيفانكا في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

كوشنر: واشنطن تفضّل أن تجري إسرائيل انتخاباتها قبل ضم المستوطنات

ترمب وكوشنر وإيفانكا في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
ترمب وكوشنر وإيفانكا في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)

قال جاريد كوشنر، المستشار البارز في البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن واشنطن ترغب أن تنتظر إسرائيل إلى ما بعد انتخاباتها المقررة في الثاني من مارس (آذار) قبل أن تقوم بأي تحرك نحو ضم مستوطنات الضفة الغربية.
وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، عندما سئل كوشنر، في مقابلة بالفيديو مع «جي. زيرو ميديا» التابعة لمؤسسة «أوراسيا غروب» لتحليل الأخطار السياسية، هل ستدعم واشنطن إسرائيل إذا مضت قدما وضمت المستوطنات؟ أجاب: «لا لقد اتفقنا معهم على تشكيل فريق فني للشروع في الدراسة والأخذ بالخريطة المتصورة».
وردا على سؤال عن احتمال بدء إسرائيل عملية ضم قريبا ربما في مطلع الأسبوع المقبل، قال كوشنر، وهو من المشاركين في وضع خطة السلام الأميركية التي رحبت بها إسرائيل ورفضها الفلسطينيون: «لنر ماذا سيحدث»، وأضاف: «نأمل أن ينتظروا إلى ما بعد الانتخابات وسنعمل معهم لمحاولة الوصول إلى شيء».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال للصحافيين، الثلاثاء، بعدما أعلن ترمب خطة السلام، إنه سيطلب من مجلس الوزراء الأسبوع المقبل الموافقة على تطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ويمكن لهذه الخطوة أن تكون خطوة أولى نحو ضم المستوطنات رسميا، إلى جانب غور الأردن في الضفة الغربية، وهي مناطق أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب عام 1967 ويريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المستقبلية.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الحكومة، أمس (الأربعاء) إلى فرض السيادة على نحو ثلث الضفة الغربية المحتلة.
وتتصور خطة ترمب حلا قائما على دولتين تعيش بموجبه إسرائيل ودولة فلسطينية جنبا إلى جنب، لكن بشروط صارمة يرفضها الفلسطينيون.
والانتخابات المقبلة هي الثالثة في إسرائيل خلال أقل من عام وتأتي بعد اقتراعين غير حاسمين، ويواجه نتنياهو، وهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في المنصب، اتهامات بالفساد ويحاول الاحتفاظ بالسلطة من خلال تحالف يميني يعتبر أراضي كثيرة في الضفة الغربية حقا للشعب اليهودي.
وسوف ينظر المدعي العام في ما إذا كانت حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة نتنياهو تتمتع بالسلطة القانونية اللازمة لتنفيذ خطوات الضم.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.