لبنان الرسمي يتمسك بمبادرة السلام العربية

إضرابات واعتصامات في المخيمات الفلسطينية استنكاراً للخطة الأميركية

فلسطينيون يشاركون في احتجاجات ضد خطة ترمب للسلام في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (رويترز)
فلسطينيون يشاركون في احتجاجات ضد خطة ترمب للسلام في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (رويترز)
TT

لبنان الرسمي يتمسك بمبادرة السلام العربية

فلسطينيون يشاركون في احتجاجات ضد خطة ترمب للسلام في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (رويترز)
فلسطينيون يشاركون في احتجاجات ضد خطة ترمب للسلام في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب صيدا في جنوب لبنان أمس (رويترز)

أجمع لبنان الرسمي على رفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطة السلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم «صفقة القرن»، معلناً تمسكه بالمبادرة العربية للسلام، في وقت شهدت فيه المخيمات الفلسطينية إضرابات واعتصامات تستنكر الصفقة وترفضها.
وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال اتصال مع نظيره الفلسطيني محمود عباس «تضامن لبنان رئيساً وشعباً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التطورات التي نشأت عما بات يعرف بصفقة القرن»، مشدداً على «أهمية وحدة الموقف العربي حيال هذه التطورات»، ومجدداً «تمسك لبنان بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية التي انعقدت في بيروت في العام 2002، لا سيما لجهة حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس».
واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن «صفقة القرن تجهض آخر ما تبقّى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وأكد «أن لبنان واللبنانيين لن يكونوا شهود زور في حفلة الإعدام الجديدة للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة وفي مقدمها حق العودة، ولن يقبل تحت أي ظرف أن يكون شريكاً ببيع أو مقايضة أي من هذه الحقوق بثلاثين من الفضة».
واعتبر وزير الخارجية ناصيف حتّي في حديث تلفزيوني أن «الموقف اللبناني من صفقة القرن يستند إلى القمة العربية عام 2002، ويدعو لتحقيق سلام عادل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». من جهته، قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة: «إننا في لبنان لا نزال نتمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت، والتي كانت قد حظيت وما زالت تحظى بموافقة فلسطينية وإجماع عربي. وبالتالي فإننا نتمسك بحق الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية، ونساند رفضه لهذه الجريمة، ونرفض إلغاء هويته الوطنية وحقه في دولته السيدة والمستقلة، ونرفض توطين الفلسطينيين في لبنان».
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «ما يسمى بصفقة القرن هو تصفية للقضية الفلسطينية، وستكون محكومة بالفشل». وقال إن «المسلمين واللبنانيين يرفضون هذه الصفقة - العار والمخالفة لكل القوانين والشرائع الدولية وقرارات الأمم المتحدة».
وعلى مستوى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحرك الفلسطينيون في المخيمات في اعتصامات ومظاهرات رفضاً لـ«صفقة القرن». ونظّمت «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في منطقة صيدا (الجنوب) اعتصاماً في مخيم عين الحلوة، في حضور ممثلين عن القوى الفلسطينية وأحزاب لبنانية وحشد من أبناء المخيم. وأكد أمين سر حركة «فتح» في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، في كلمة له باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، أن «المؤامرة الأميركية - الإسرائيلية التي يقودها ترمب ونتنياهو لن تمر وستفشل بسبب الرفض الفلسطيني والموقف الواضح من القدس واللاجئين والثوابت الوطنية».
وفي صور، شهدت مخيمات وتجمّعات اللاجئين الفلسطينيين في المدينة ومنطقتها إضراباً عاماً وشاملاً، رفضاً واستنكاراً لخطة ترمب. وشهد مخيم البداوي، بشمال لبنان، إضراباً شاملاً في المؤسسات والمدارس. وفي بعلبك (شرق)، نظّمت مسيرة فلسطينية أمام مدخل مخيم «الجليل» في المدينة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.