رفضت قيادات البلدات العربية في منطقة المثلث خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التي تقضي بسحب الجنسية الإسرائيلية منهم وجعلهم مواطنين في الدولة الفلسطينية العتيدة. وانضموا إلى موقف سائر القيادات في «القائمة المشتركة» و«لجنة المتابعة العربية العليا»، الذين وقفوا بالإجماع ضد الخطة، وبدأوا، أمس، مظاهرات ووقفات احتجاج.
وقال رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، إن البند المتعلق بنقل بلدات المثلث إلى الدولة الفلسطينية يدل على أن خطة ترمب ليست جدية. وأضاف: «يقررون نقلنا من دولة إلى أخرى من دون توضيح كيف ولماذا. هذه خطة أفيغدور ليبرمان، الذي كان أول من تحدث عن التخلص منا وإزاحة الحدود من شرق بلداتنا إلى غربها وتحويلنا إلى مواطنين في الدولة الفلسطينية. وهي خطة عنصرية استعمارية واستعلائية».
المعروف أن قرى المثلث تضم اليوم 250 ألف نسمة، وتمتد من كفر قاسم جنوبا إلى سالم شمالا. وهي تضم عدة بلدات، مثل أم الفحم والطيبة والطيرة وباقة الغربية وعارة وعرعرة وكفر قرع وزيمر وجلجولية، في سنة النكبة 1948، كانت خارج تخوم إسرائيل. وفي مفاوضات وقف إطلاق النار في رودس، سنة 1949، تم نقلها من الأردن وضمها إلى إسرائيل، وكان عدد سكانها آنذاك 50 ألف نسمة. وقد نفذت قوات الجيش الإسرائيلي مذبحة كفر قاسم سنة 1956 بهدف تخويفهم وترحيلهم إلى الأردن. ثم وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة كبيرة لنهب أراضيهم الخصبة، فصادرت معظمها، ومع ذلك فإن مزارعيها يواصلون العمل فيما تبقى من الأرض وينتجون محاصيل مميزة وتتطور لديهم حالياً صناعة الهايتك (التكنولوجيا العالية) وتوجد لديهم «أكاديمية القاسمي» التي تعتبر أهم مؤسسة أكاديمية عربية في إسرائيل ولديهم واحدة من أنجح المدارس العلمية (في أم الفحم)، ومؤخرا تم تعيين أحد أبنائهم الدكتور سامي حاج يحيى، رئيسا لمجلس إدارة بنك «ليئومي»، أكبر بنك في إسرائيل.
وحسب رئيس بلدية أم الفحم، سمير محاميد، فإن هذه الخطة تعبر عن «حالة هستيرية تصيب أصحابها وليس فيها أي مشروع سلام ولا حتى صفقة». وقال النائب يوسف جبارين من القائمة المشتركة، وهو أيضاً ابن أم الفحم، إن هذه الخطة «فاشلة ولن تمر. فالمواطنون هناك منزرعون في أراضيهم وبيوتهم ومتمسكون بنمط حياتهم ولهم حقوق تاريخية في الدولة العبرية، التي نهبت أراضيهم واستغلت زنود عمالهم وأكف مزارعيهم طوال 70 سنة ولن يسمحوا لأحد برميهم من دولة لأخرى على هواه».
واهتمت وسائل الإعلام العبرية في موقف هذه الشريحة السكانية من فلسطينيي 48، وبعثت بمراسليها لإعداد التقارير وسمعت كثيرا فيها جملة «مستعدون للتضحية بحياتنا في مقاومة صفقة وحشية كهذه».
يذكر أن «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قد أصدرت بياناً عبرت فيه عن رفضها للخطة الأميركية وقالت إنها «لا ترى فيها حتى أساساً للتفاوض، بل هي مخطط لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني».
«سكان المثلث» من فلسطينيي 48 يرفضون التنازل عن مواطنتهم الإسرائيلية
«سكان المثلث» من فلسطينيي 48 يرفضون التنازل عن مواطنتهم الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة