استمر الجدل والنقاش حول فوائد ومزايا وعيوب الرؤية الأميركية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب ظهر الثلاثاء بالبيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر جارد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، في تصريحات لشبكة {فوكس نيوز} التلفزيونية الأميركية: {سجل الفلسطينيين كامل حافل بعدم قدرتهم على إبرام أي صفقة، ولكن هذه الفرصة لم يتحها سوى قيادة الرئيس ترمب}. وأضاف أن الخطة سوف تفي بمطالب الفلسطينيين واتهمهم بـ{اللعب بورقة الضحية} لخمسة وعشرين عاماً، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وقال: {إذا أرادوا السلام فيعلمون أين يمكنهم أن يتصلوا بنا}.
وصدرت أمس مواقف معارضة من سياسيين أميركيين لخطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أعلنها الرئيس ترمب. وفيما ركّز المنتقدون على اعتبارها غير منصفة، أيدها سياسيون جمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب.
وانقسم مرشحو الانتخابات الرئاسية 2020 في آرائهم ما بين منتقد لهذه الخطة وما بين صامت لم يعلن موقفاً. ومن بين الصامتين بيرني ساندرز (يهودي يساري) وإليزابيث وارين وأندرو يانغ وآمي كلوباتشار وتولسي غوبارد. وضمت الأصوات المعارضة من بين المرشحين الديمقراطيين جو بايدن وبيت بوتيجيج ومايكل بلومبرغ الذين جادلوا بأن الخطة غير عادلة ولا يمكن تطبيقها، ولم تقدم حلولاً.
وقال بيت بوتيجيج إن «صفقة القرن» التي قال الرئيس ترمب إنها ستحل السلام في الشرق الأوسط، تُعتبر مثلها مثل أشياء كثيرة أخرى قام بها الرئيس في السياسة الخارجية، وهي تجعل المواقف المعقدة أسوأ. وأكد أن السلام يتطلب وجود الطرفين حول طاولة الحوار.
بدوره، استغل جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي السابق ومرشح الانتخابات الرئاسية، هذا الإعلان قائلاً إنه أمضى عمره في العمل على تعزيز الأمن والبقاء لدولة إسرائيل التي وصفها بـ«يهودية ديمقراطية»، إلا أنه انتقد الخطة كونها تتطلب أن يجتمع فيها الجانبان. وأضاف: «هذه حيلة سياسية يمكن أن تثير تحركات أحادية لضم الأراضي وتعطيل السلام أكثر».
من جهته، غرّد السيناتور كريس ميرفي، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، على حسابه في «تويتر»، إن البيت الأبيض لم يتفاوض على هذه الخطة مع أي شخص سوى الإسرائيليين، وبالتالي فهي ليست خطة سلام على الإطلاق، على حد قوله. وقال إن تحقيق السلام يكون من خلال الاتفاق بين إسرائيل والشعب الفلسطيني.
أما السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فقال إنه يشيد بالرئيس ترمب وفريقه بعدما اطلع في البيت الأبيض على تفاصيل خطة السلام الإسرائيلية - الفلسطينية. وقال ريش: «كان البحث عن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعيد المنال، إلا أن هذه الخطة تسعى إلى تأمين سيادة حدود إسرائيل وتوفر طريقاً لدولة طال انتظارها للفلسطينيين، ولديها القدرة على فتح الباب أمام الازدهار الاقتصادي في مقابل الخروج عن العنف. أشجع إسرائيل على احتضان جارتها الفلسطينية. أشجع الشعب الفلسطيني على التطلع نحو مستقبل أكثر إشراقاً والتخلي عن سياسات الماضي الفاشلة. معاً فقط يمكننا تحقيق سلام دائم».
من جهته، قال السفير مارتن إنديك، المبعوث الأميركي السابق لقضية السلام بالشرق الأوسط في إدارة باراك أوباما، إنه يجب على الولايات المتحدة تحديد موقعها واهتماماتها من الشرق الأوسط ومن قضية السلام، ففي السابق كانت الاهتمامات الحفاظ على أمن إسرائيل ومساعدتها في تأمين نفسها من أي خطر يهددها، واليوم فإن هذه الأهداف تحققت وبشكل أكثر مما كان المتوقع، لذا حان الوقت لإعادة النظر في هذا الموضوع.
وأشار إنديك في تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إلى أن أي محاولة أميركية في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تأخذ في الاعتبار وجهات نظر الطرفين، ومراجعة التاريخ والالتزامات على كل طرفين، مضيفاً أن «الفلسطينيين لن يرضوا باتفاق مع إسرائيل طالما عمليات الاستيطان والاحتلال مستمرة، كما أن الإسرائيليين لن يتعاملوا مع الفلسطينيين ما دام أنهم يتعاملون بطرقهم القديمة وعدم الرغبة في التجديد». وأضاف أن «عملية السلام ولدت ميتة وهذا قدر جميع المحاولات الأميركية على مر التاريخ أن تموت محاولاتهم في أرض فلسطين وألا تتحقق، ومحاولة الرئيس ترمب الأخيرة فاشلة لأنها أقصت الجانب الفلسطيني بالكامل من طاولة الحوار والمناقشات».
انتقادات لخطة ترمب من مرشحين للرئاسة الأميركية
انتقادات لخطة ترمب من مرشحين للرئاسة الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة