تباينات حول بند «المقاومة» في البيان الوزاري

TT

تباينات حول بند «المقاومة» في البيان الوزاري

اصطدمت مناقشات اللجنة الوزارية الخاصة بإعداد البيان الوزاري للحكومة اللبنانية بتباينات حول بند «المقاومة» في البيان، وتعددت الصيغ المطروحة لهذا البند، ولم تتوصل بعدُ لصيغة موحدة ترضي سائر الأطراف.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة الوزارية التي تجتمع منذ الأسبوع الماضي لإعداد البيان الوزاري «لم تتوصل بعد إلى صيغة بخصوص هذا البند»، علماً بأن الصيغة التي وردت في البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري المستقيلة، نصت على «تأكيد الحكومة على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة. مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي وردّ اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة».
وقالت المصادر: «هناك تباين حول الصيغة، ويحاول الرئيس دياب تدوير الزوايا للتوصل إلى صيغة مقبولة من كل الأطراف»، لافتة إلى أن «هناك آراء عدة» حول الصيغ المقترحة. وأشارت المصادر إلى أن المداولات لا تقتصر على اللجنة الوزارية، بل تشمل أيضاً على خطٍ موازٍ القوى السياسية المشاركة في الحكومة التي تقوم بمشاورات وتدفع باتجاه التوافق على صيغة مقبولة من الجميع تمثل قاسماً مشتركاً لإنجاز البيان الوزاري.
ويُنظر إلى البيان الوزاري على أنه مؤشر للانطلاق بالعمل الحكومي الذي سيبدأ بعد نيل الحكومة ثقة البرلمان على أساس هذا البيان. وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الأربعاء النيابي، على «أهمية إعادة الاعتبار للقانون الذي يحمي حقوق الناس ويحترم كرامة الجميع»، مشيراً إلى أنه «بعد إقرار الموازنة، سيستكمل الإطار المؤسساتي مساره عبر مثول الحكومة أمام مجلس النواب لنيل الثقة»، مؤكداً «حرص وجدية ودور وتعاون المجلس النيابي تشريعاً ورقابة ومحاسبة ومساءلة، لحسن سير تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية»، مشدداً على أن «التأثير الوحيد عليها سيكون مصلحة الوطن والمواطن».
وقال بري: «عملية الإنقاذ ليست مستحيلة وليست أيضاً بمنتهى الصعوبة، وأمام الحكومة فرصة من 3 إلى 4 أشهر بعد نيلها الثقة، شرط الابتعاد عن النزاعات والتوترات، خصوصاً أن لبنان لا يمكن أن يتقدم من خلال الممارسة الطائفية، بل من خلال الحفاظ على المؤسسات». وأكد أن «جلسة مناقشة البيان الوزاري بما تمثل من بعد سياسي وطني، هي دعوة للحراك الحقيقي لترسيخ مطالبه».
وأعلن وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله «أننا نحاول في أسرع وقت الانتهاء من صوغ البيان الوزاري، الذي سيلبي تطلعات الشعب اللبناني ومتطلباته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والمالية والصناعية والزراعية والصحية»، شارحاً أن «توجيهات رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب مع موافقة أعضاء اللجنة على إبقاء السرية على المداولات في مناقشة البيان الذي يعدّ»، مشيراً إلى أن «هناك اتفاقاً على عدم التسريب. وهذا ما يعمل عليه جميع أعضاء اللجنة. وسيحمل البيان الرؤية الحكومية إزاء الملفات السياسية والاقتصادية والمالية المطروحة، وسيطرح أيضاً سبل معالجة مطالب الناس والحراك المتعلقة بمحاربة الفساد والبطالة وإعادة الأموال المنهوبة». وتوقع أن «يشكل البيان الوزاري خطة عمل للمراحل القصيرة والمتوسطة والبعيدة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.