تجنباً للرقابة... صينيون ينتقدون تعامل حكومتهم مع «كورونا» بـ«الشفرة»

لجأ مواطنون صينيون إلى استخدام رسائل مشفرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه انتقادات للحكومة والرئيس شي جينبينغ، حول طريقة تعاملهم مع تفشي فيروس «كورونا» الجديد.
وارتفع عدد الوفيات في الصين بسبب فيروس «كورونا» الجديد بشكل حاد، اليوم (الأربعاء) إلى 132 حالة، مع تسجيل نحو 1500 إصابة جديدة، ليصل إجمالي عدد المصابين إلى 5974 حالة.
وتسيطر الحكومة الصينية على وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت في البلاد، ودائماً ما تفرض رقابة على أي شكل من أشكال النقد.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد وجد المواطنون حيلة ذكية لتفادي هذه الرقابة، من خلال استخدام كلمات مشفرة في حديثهم عن الفيروس وطريقة تعامل الدولة معه.
فعلى سبيل المثال، استبدل مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «ويبو»، البديل الصيني لـ«فيسبوك» و«تويتر»، باسم الرئيس الصيني اسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما أشاروا إلى الفيروس بكلمة «تشيرنوبل»، وهي الكارثة النووية الأسوأ في العالم، والتي وقعت في عام 1986 بأوكرانيا، وقامت الحكومة السوفياتية آنذاك بالتعتيم على الأخبار الخاصة بها.
ومنذ أن سجلت بكين أول إصابة بالفيروس الجديد في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2019، دفعت السلطات الجمهور إلى الاعتقاد بأنه «فيروس بسيط وتحت السيطرة» كما فعلوا مع انتشار وباء «سارس» في عام 2002.
وبعد بضعة أسابيع، كشف المسؤولون عن أن الفيروس سريع الانتشار، وأنه لم يكن بسيطاً من البداية؛ بل كان قاتلاً.
ومع ذلك، فإن الحكومة كانت متحفظة جداً في نشرها للأخبار الخاصة بالفيروس الجديد؛ حيث حذفت كثيراً من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن تفشي الفيروس، وعدد حالات الوفاة والإصابات.
وقامت وسائل الإعلام التابعة للدولة، مثل شبكة «تشاينا غلوبال تي في»، بمشاركة مقاطع فيديو، تشيد بأسلوب تعامل الدولة مع الفيروس، وبشجاعة الأطباء والممرضات الذين يرعون المرضى.
وأمس (الثلاثاء)، شدد الرئيس الصيني على وضع مصالح الشعب في الاعتبار كأولوية قصوى في المعركة الحالية، لمنع انتشار الالتهاب الرئوي الناتج عن «كورونا»، قائلاً إنه يجب على الصين الاعتماد على الشعب للفوز بالمعركة ضد الفيروس الجديد.