هل سولسكاير الرجل المناسب لتصحيح مسار يونايتد أم هو مدرب يقدم حججاً واهية للجماهير؟

الحديث عن إعادة بناء الفريق مرة أخرى بلاعبين جدد يبدو كلاماً نظرياً أكثر منه حقيقة يمكن تطبيقها على أرض الواقع

TT

هل سولسكاير الرجل المناسب لتصحيح مسار يونايتد أم هو مدرب يقدم حججاً واهية للجماهير؟

أكد النرويجي أولي غونار سولسكاير أن تدريب مانشستر يونايتد يتطلب قوة ذهنية وعقلية أكثر مما يتطلبه العمل في أي نادٍ آخر، ويصرّ على أنه سيواصل التحدي والعمل بكل قوة.
لقد أعرب سولسكاير عن تفاؤله بعد خسارة فريقه في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد؛ حيث أشار المدير الفني النرويجي إلى أنه كان يواجه أفضل فريق لسيتي في تاريخه. وبعد الخسارة أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد» بهدفين دون رد، أشاد سولسكاير بفريقه لأنه ظل نداً قوياً لمتصدر الدوري حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة. ومرة أخرى، ورغم الهزيمة بهدفين نظيفين أمام بيرنلي على ملعب «أولد ترافورد» وسط غضب جماهيري غير مسبوق وأسوأ بداية للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 30 عاماً، ظهر المدير الفني لمانشستر يونايتد وهو حريص كل الحرص على الحديث عن الأمور الإيجابية والجوانب المشرقة.
ويأمل المدير الفني النرويجي في تفادي الخسارة عندما يواجه سيتي مجدداً اليوم في إياب نصف نهائي كأس الرابطة. ورغم أن يونايتد حقق انتصاراً كبيراً على ترانمير روفرز 6 - صفر في كأس إنجلترا الأحد، فإن الجماهير تدرك تماماً أن ذلك ليس مقياساً لتحسن أداء الفريق، وما زال سولسكاير يواجه كثيراً من علامات الاستفهام بشأن قدرته على قيادة الفريق.
وتجب الإشارة إلى أن ديفيد مويز ولويس فان غال، كانا مقتنعين تماماً بأنهما سيحصلان على الوقت الكافي لإعادة مانشستر يونايتد إلى المسار الصحيح، لكنهما أقيلا في نهاية المطاف.
وعندما سئل سولسكاير عن لماذا يعتقد أن وضعه سيكون مختلفاً، رد قائلاً: «عندما تبدأ شيئاً ما، فإنه يتعين عليك أن تلتزم بالخطة الموضوعة. هذه هي الحال بالنسبة لي على الأقل. ولن أغير طريقتي في العمل بعد 6 أو 9 أو 10 أشهر من العمل وأبدأ في العمل بطريقة مختلفة».
وأضاف: «سألتزم بما أوكل إليّ من قبل النادي، وآمل أن يكون ذلك جيداً بما فيه الكفاية ويمكنهم رؤية ما نفعله بشكل صحيح. إننا نعرف الطريقة التي تعمل بها كرة القدم هذه الأيام (أنها متقلبة وغير مستقرة)، لكن كل محادثاتي مع النادي كانت إيجابية».
وتابع: «لا يمكن أن يكون رد فعلنا مبنياً على الضوضاء الموجودة بالخارج، لأنه دائماً ما ستكون هناك انتقادات. يتعين عليك أن تتقبل الانتقادات وتتعامل معها عندما تعمل في هذا النادي، فالعمل في يونايتد يتطلب منك أن تكون أقوى من الناحية الذهنية بالمقارنة بأي مكان آخر في العالم. أشعر بأنني والنادي قويان للغاية، كما أن الموظفين الذين قابلتهم يتمتعون بقوة ذهنية كبيرة، لذلك فنحن ملتزمون بما نؤمن به، ولدينا إيمان تام بما نفعله».
وقد أنفق المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني على تدعيم صفوف مانشستر سيتي خلال السنوات الأربع التي تولى فيها قيادة الفريق، لكن سولسكاير يعرف جيداً أن مانشستر يونايتد لن يسمح له بالقيام بالشيء نفسه.
وقال سولسكاير عن ذلك: «لدينا طريقة مختلفة للتعامل مع الأمور. يمكنك أن ترى فرقاً أخرى قد حققت أداءً جيداً. لقد استغرق الأمر أربع سنوات حتى يتمكن الألماني يورغن كلوب من بناء الفريق الحالي لليفربول، وهم الآن يحققون نتائج جيدة. وبالتالي، لن يكون الحل سريعاً، ولن يتم التعاقد مع 8 أو 10 لاعبين في فترة انتقالات واحدة من أجل تحسين أداء الفريق. لم يكن لدينا سوى فترة انتقالات واحدة مناسبة، في فصل الصيف، لأن الأمور تكون صعبة في فترة الانتقالات الشتوية، لكننا ما زلنا نحاول القيام بشيء الآن».
وأضاف: «تعرف جماهيرنا ما بدأناه، وقد منحني النادي الثقة اللازمة للقيام بهذه المهمة. وبالنسبة لي، فإن إعادة بناء الفريق لا تسير في اتجاه واحد طوال الوقت، فنحن نقوم بعمل رائع وعظيم في حقيقة الأمر».
وتابع: «يجب وضع أسس العمل وإعداد الثقافة اللازمة بشكل صحيح، ومع هذه المجموعة أشعر بأن لدي مجموعة جيدة من اللاعبين الذين يثقون بأنفسهم وبما نفعله. إنني أثق بأنهم لاعبون جيدون وقادرون على قيادتنا للأمام؛ مع بعض التدعيمات الجديدة بطبيعة الحال وعودة اللاعبين الآخرين من الإصابة».
ونشر ماركوس راشفورد مؤخراً تغريدة على حسابه الخاص على «تويتر» قال فيها إنه رغم غيابه عن الملاعب لفترة طويلة بسبب إصابته في الظهر، فإنه سيشارك في أكبر عدد ممكن من اجتماعات الفريق. كما يغيب بول بوغبا عن الملاعب بسبب إصابته في الكاحل. وعندما سئل سولسكاير عما إذا كان يرغب في أن يفعل اللاعب الفرنسي الشيء نفسه ويشارك في أكبر عدد من اجتماعات الفريق، رد قائلاً: «إننا نريد من الجميع السير بشكل جيد، لكن لدينا طرق مختلفة لإظهار مدى اهتمامنا».
وقال سولسكاير إن هناك حالة من التفاؤل تسيطر على النادي رغم الخسارة أمام بيرنلي، وإن رد الفعل كان جيداً أمام وترانمير روفرز، وأضاف: «في ملعب التدريب، ما زالت الحالة المزاجية جيدة».
لكن الجمهور الذي وقف بعد مرور 60 دقيقة من عمر مباراة مانشستر يونايتد أمام بيرنلي ليردد هتافات وأغنيات تنتقد أداء الفريق، يرى أن تصريحات سولسكاير ليست إلا استهلاكاً للوقت، وأنه ليست لديه القدرة على تصحيح الأوضاع. ومن بين الأغنيات التي رددها الجمهور ما كانت تطالب بالعمل على إعادة الفريق إلى مكانته القديمة، بينما كانت أغنية أخرى تنتقد نائب المدير التنفيذي للنادي، إيد وودوارد، وتطالب بإقالته، وهي الانتقادات نفسها التي وجهها جمهور النادي لعائلة غليزر الأميركية فور استحواذها على النادي في صيف عام 2005. وردد قطاع آخر من الجمهور هتافات تطالب الجماهير بالوقوف إذا كانوا يكرهون عائلة غليزر، وبالفعل وقف الآلاف من المشجعين فور سماعهم هذه الكلمات. لكن لكي نكون منصفين، يجب أن نشير إلى أن عدداً آخر من الجمهور كان يقف استعداداً للخروج من ملعب المباراة بعد الأداء المخيب للآمال من جانب لاعبي مانشستر يونايتد.
ولم يكفّ المدير الفني لمانشستر يونايتد عن الحديث عن الأمور الإيجابية والجوانب المشرقة، وقال: «نحن ما زلنا نشارك في جميع المسابقات. ما زلنا ننافس في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ونحتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، في تحسن عن الموسم الماضي. وقد تأهلنا للدور التالي في مسابقة الدوري الأوروبي».
وإذا نظرنا للأمور من هذه النظرة الإيجابية التي لا تتزعزع من جانب المدير الفني النرويجي، فيمكن النظر إلى أكبر العيوب والمشكلات على أنها شيء إيجابي، فيمكننا أن نقول مثلاً إن آلاف الجماهير قد تركت ملعب المباراة بعد تسجيل بيرنلي هدفه الثاني، لكن هذا شيء جيد لأنهم تمكنوا في المقام الأول من شراء تذاكر حضور المباراة!
ويمكننا بهذا المنطق أن نقول أيضاً إن مانشستر يونايتد قد خسر أمام بيرنلي بهدفين دون رد، لكنه نجح في الضغط على منافسه بكل قوة طوال 39 دقيقة! ويمكننا بالمنطق نفسه أن نقول أيضاً إن لاعب بيرنلي جاي رودريغيز قد أحرز الهدف الثاني بطريقة رائعة تكريماً لحارس مرمى مانشستر يونايتد، ديفيد دي خيا، لأنه حارس كبير ولا يستقبل سوى الأهداف الجميلة! هل هذه هي الطريقة التي ينظر بها سولسكاير إلى الأمور في مانشستر يونايتد؟
في الحقيقة، هذا هو كل ما يستطيع سولسكاير القيام به في الوقت الحالي: تبريرات واهية وابتسامات في غير وقتها، ووعود غامضة ومؤلمة بأن الأمور ستكون أفضل في يوم من الأيام، وبطريقة ما!
في الوقت الحالي، يبدو المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مناسباً تماماً لمانشستر يونايتد. بالتأكيد هناك بعض البيانات والإحصاءات التي تشير إلى أمور أخرى خلاف ذلك، حيث تشير البيانات المتعلقة بـ«الأهداف المتوقعة» إلى أن دفاع الفريق يحتل المرتبة الثانية في الدوري الإنجليزي وليست السادسة، لكن يمكن تفسير ذلك بسهولة على أنه إشارة إلى تراجع مستوى ديفيد دي خيا على المدى الطويل. وفي الوقت نفسه، فإن الإحصاءات الوحيدة التي يتصدّرها مانشستر يونايتد هي عدد ركلات الجزاء التي احتسبت ضد الفريق، والتسديدات من مسافات بعيدة، ونسبة الأهداف التي استقبلتها شباك الفريق من الضربات الثابتة. كل ذلك يتوافق مع شكل الفريق غير المنظم تحت قيادة سولسكاير.
وقد أشارت إحصائية حديثة الأسبوع الماضي إلى أن عدد المباريات التي خسرها سولسكاير كان أكبر من عدد المباريات التي حقق فيها الفوز منذ تعيينه مديراً فنياً بصفة دائمة. لكن إذا أضفنا الفترة التي حقق فيها نتائج ممتازة عندما كان مديراً فنياً مؤقتاً، فسنجد أنه قاد الفريق للحصول على 1.64 نقطة في المباراة في المتوسط، وهي النسبة التي تقل قليلاً عن تلك التي حققها المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز مع الفريق (1.68 نقطة للمباراة الواحدة)، مقابل 1.79 في المباراة للمدير الفني الهولندي لويس فان غال، و1.89 في المباراة للمدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو. وفي الحقيقة، فإن هذه النسب تتطابق بشكل وثيق مع كيفية تقييم معظم الناس للقدرات التدريبية لهؤلاء المديرين الفنيين.
وهذا هو بيت القصيد، فكل المديرين الفنيين الذين تولوا تدريب مانشستر يونايتد بعد تقاعد السير أليكس فيرغسون قد حققوا النتائج المتوقعة منهم، وحتى اللاعبون الذين ضمهم الفريق لم يقدم أي منهم مستويات تفوق ما كان متوقعاً منهم، فكلنا نعرف، على سبيل المثال، أن المدافع الإنجليزي هاري ماغواير لاعب واعد، لكنه مدافع يرتكب كثيراً من الأخطاء أيضاً. كما نعرف أن بول بوغبا لاعب جيد، لكنه يحتاج إلى أن يلعب الفريق بمحوري ارتكاز من خلفه حتى يمكنه تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر. ونعرف أيضاً أن إيريك بايي مدافع موهوب، لكنه يتعرض للإصابات كثيراً. وعلاوة على ذلك، فنحن نعلم - أو كان يجب أن نعلم - أن سولسكاير سفير جيد للنادي، لكنه لا يملك الخبرات التي تؤهله لقيادة فريق كبير بحجم مانشستر يونايتد، وهو الأمر الذي كان يجب وضعه في الحسبان عند تعيينه مديراً فنياً دائماً للفريق في قرار اتخذ على عجل بعد نجاح يونايتد في إطاحة باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا بفضل قرار من تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار).
حتى الآن تبدي إدارة مانشستر يونايتد دعمها الكامل لسولسكاير، رغم أن الفريق خسر تحت قيادته 8 مرات في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ويتخلف بفارق 30 نقطة كاملة عن متصدر جدول الترتيب، ليفربول.
وأكدت إدارة مانشستر يونايتد أنها ليس لديها أي نية لإقالة سولسكاير، بل ستمنحه مزيداً من الوقت لتحسين الأداء وإعادة بناء الفريق، الذي يتخلف بفارق 6 نقاط عن تشيلسي صاحب المركز الرابع، وأنها لن تنصاع لطلبات غضب المشجعين في ملعب «أولد ترافورد» خلال مباراة الفريق أمام بيرنلي.
سولسكاير الذي اعترف «بخيبة أمله» بعد الخسارة أمام بيرنلي، هو نفسه ليس لديه علم بما إذا كان في مقدوره التعاقد مع أي مهاجم لتدعيم صفوفه في غياب راشفورد المصاب، رغم أن سوق الانتقالات الشتوية باتت قريباً جداً من الإغلاق. وتخشى الجماهير أن يكون الفوز الكبير الذي حققه يونايتد على فريق ترانمير روفرز المغمور في كأس الاتحاد الإنجليزي سيجلب الاطمئنان للمدرب رغم أن التجربة لا تعكس المستوى الحقيقي لفريق ينافس بالدرجة الممتازة آخر بالدرجة الثانية. لكن بالتأكيد المواجهة القوية خارج ملعبه أمام مانشستر سيتي اليوم في مباراة الإياب للدور نصف النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة (بعدما خسر يونايتد المباراة الأولى على ملعب «أولد ترافورد» بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد)، ستكون هي المقياس الحقيقي لفريق سولسكاير.
لقد وجه المدافع السابق لمانشستر يونايتد، ريو فرديناند، نداء لإدارة ناديه بسرعة التحرك من أجل تصحيح مسار الفريق، وقال عقب مباراة بيرنلي: «أشعر بالحرج من الأداء الذي قدمه مانشستر يونايتد، لقد غادر المشجعون ملعب المباراة بعد الدقيقة الـ85. يتعين على المسؤولين في المناصب العليا بالنادي أن يروا ذلك وأن يجروا التغييرات اللازمة وأن يضعوا خطة لإعادة النادي للمسار الصحيح. الأطفال الصغار في المدارس في جميع أنحاء البلاد لن يرتدوا قمصان مانشستر يونايتد، ولن تكون لديهم رغبة للمجيء إلى هنا ورؤية ذلك».
بالإضافة إلى ذلك، فنحن نعرف كل شيء أيضاً عن نائب الرئيس التنفيذي للنادي، إيد وودوارد، فهو شخص بارع في عقد الصفقات التجارية اعتماداً على قيمة النادي التاريخية، لكن من المؤكد أنه يدمر هذه القيمة الآن. ويصب جمهور مانشستر يونايتد جام غضبه على عائلة غليزر الأميركية التي استحوذت على النادي قبل 15 عاماً، وجعلته مديوناً بملايين الجنيهات. وعندما تسير الأمور بشكل جيد، فإن الأغلبية تظل صامتة ويتم تجديد التذاكر الموسمية بكل سعادة ويتم شراء القمصان المقلدة كل موسم، وتسير الأمور التجارية كافة بشكل جيد.
لكن المشكلة تكمن في أن هذه العلاقات المتشابكة بين الأمور الكروية والتجارية لا يمكن فصلها بسهولة. ومن المفارقات أنه عندما كان سولسكاير لاعباً فإنه كان من أشد المعارضين لاستحواذ عائلة غليزر على النادي، وكان داعماً أساسياً لمجموعة «شيرهولدرز يونايتد» الجماهيرية، التي تعارض استحواذ العائلة الأميركية على النادي.
لكن في الوقت الحالي، يعمل المدير الفني النرويجي مع العائلة الأميركية بعد أن حصل على فرصة تدريب مانشستر يونايتد، وهي الفرصة التي يعلم جيداً أنها تأتي مرة واحدة فقط في العمر ولن تتكرر أبداً. ومن المؤكد أن مانشستر يونايتد سيعتمد على الغالبية العظمى من لاعبيه الحاليين خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإن الحديث عن إعادة بناء الفريق مرة أخرى بلاعبين جدد يبدو كلاماً نظرياً أكثر من حقيقة يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
وفي الوقت نفسه، فإن فشل سولسكاير في تحقيق نتائج إيجابية ينعكس بشكل كبير للغاية على وودوارد، لأنه هو من عينه في هذا المنصب. ورغم ذلك، فإن الانصياع للضغوط الجماهيرية وتهميش دور وودوارد لن يكون هو الخطوة الأكثر ذكاء من جانب عائلة غليزر، نظراً لأن وودوارد يساعد النادي كثيراً في إتمام كثير من الصفقات التجارية من جهة؛ كما أنه يكون دائماً في مرمى الانتقادات، بالشكل الذي يجعله درعاً واقية للعائلة الأميركية أمام انتقادات الجماهير من جهة أخرى. باختصار؛ إنهم جميعاً مرتبطون بعضهم ببعض، في الوقت الحالي على الأقل.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».