اتفاق مرتقب في واشنطن حول «سد النهضة»... وتوقعات بحضور ترمب التوقيع

مصر تنشد تعاوناً واسعاً مع «حوض النيل» لتلافي العجز المائي

TT

اتفاق مرتقب في واشنطن حول «سد النهضة»... وتوقعات بحضور ترمب التوقيع

استبقت مصر اجتماعاً حاسماً حول «سد النهضة»، انطلق في واشنطن، أمس، بدعوة دول حوض النيل للتعاون وفق مبدأ «الشفافية والحرص على المصالح المشتركة»، باعتباره «أمراً حتمياً ليس من قبيل الرفاهية»، بحسب وصف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي نوه لمعاناة مصر من «عجز مائي».
وبدأ في العاصمة الأميركية، أمس، اجتماع ضم وزراء الخارجية والمياه لدول مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة ممثلي البنك الدولي ووزارة الخزانة الأميركية كـ«مراقبين»، بهدف صياغة اتفاق نهائي شامل بشأن قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة»، بعد أن توصلت الدول الثلاث، منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري، إلى توافق على نقاط أساسية.
وتضمن اتفاق منتصف يناير المبدئي، توافقاً على ملء السد على مراحل، خلال موسم الأمطار بطريقة «تكيفية وتعاونية» تأخذ في الاعتبار «الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المُحتمل للتعبئة على الخزانات الموجودة في اتجاه مجرى النهر»، دون تحديد عدد سنوات الملء.
ووفقا لمصادر أميركية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن «هناك رغبة قوية لدى الأطراف المتفاوضة في حسم النقاط الخلافية التي سبق تأجيلها». وتوقعت المصادر حضور الرئيس ترمب التوقيع على الاتفاق النهائي، الذي قد يؤدي إلى فتح آفاق التعاون فيما بين الدول الثلاث.
واعتبرت المصادر أن المساعي الأميركية للتدخل هدفها الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية والصديقة مع الدول المشاركة في هذه المفاوضات والتي لها بالفعل مصالح قوية مع الولايات المتحدة في المنطقة.
وتدشن إثيوبيا السد منذ 2011 على النيل الأزرق (الرافد الرئيسي لنهر النيل) بهدف توليد الكهرباء، وقد أنجز نحو 70 في المائة من بنائه. لكن مصر تترقب تأثيره على حصتها من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب.
وقال مدبولي، أمس، إن بلاده «تعتمد بصفة أساسية على نهر النيل بنسبة 97 في المائة مقارنة بأشقائها في دول الحوض، حيث تعمل مصر على الوفاء بالاحتياجات المائية لأكثر من 100 مليون مواطن مصري يرتبط وجودهم بهذا المورد الرئيسي».
ووفق تصريحات رسمية، فإن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي، التي يقل فيها نصيب الفرد عن ألف متر مكعب سنوياً، حيث تبلغ حصة الفرد المائية نحو 500 متر مكعب سنوياً، فضلاً عن توقعات بزيادة سكان مصر عام 2050 إلى 170 مليون نسمة.
وأشار رئيس الوزراء المصري، خلال لقائه جاستن موتوري رئيس الجمعية الوطنية الكينية (البرلمان)، الذي يزور مصر لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إلى أن «التعاون بين دول حوض النيل أمر حتمي وليس من قبيل الرفاهية، واقتناع مصر بأهمية إعلاء مبدأ الشفافية والحرص على المصالح المشتركة بما يمكن الجميع من الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة في حوض نهر النيل».
ولا تمانع مصر إقامة دول حوض النيل (11 دولة) مشاريع تنموية على طول النهر، بشرط التنسيق المسبق بين دول المنبع والمصب (مصر والسودان).
وتمنح اتفاقية موقعة عام 1929 بين مصر وبريطانيا العظمى، التي كانت تمثل مستعمراتها في شرق أفريقيا، القاهرة حق الاعتراض على أي مشروع تقام على مجرى النهر يمكن أن يؤثر على نصيبها من المياه. غير أنه ومع استقلال دول القارة بدأت دول الحوض الحديث عن توزيع أكثر تكافؤا لمياه النهر لدعم مشروعات توليد الكهرباء والتنمية الزراعية.
وخلال لقائه رئيس الجمعية الوطنية الكينية، نوه مدبولي بالتعاون المثمر مع كينيا، إحدى دول حوض النيل، قائلا إن «العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد زخماً متزايداً وزيارات متبادلة من مسؤولي البلدين تكللت بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى كينيا في فبراير (شباط) 2017».
وأكد رئيس الوزراء دعم الدولة المصرية لجهود التنمية في كينيا في القطاعات التي تمثل أولوية بالنسبة للجانب الكيني وفقاً للبرنامج الرئاسي (الصحة، والإسكان منخفض التكلفة، والتصنيع والأمن الغذائي)، فضلاً عن تشجيع الشركات المصرية على المشاركة في النهوض بقطاع البنية التحتية الكيني.
من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الكيني، عن سعادته بمستوى التطور في العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، مُؤكداً مساندة بلاده جهود تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية، في رأب الصدع وحل النزاعات.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.