هيكل حوت مصري يعود لموطنه بعد 14 عاماً من الترميم

الحوت في أثناء عرضه بمعرض جامعة ميتشغان عام 2011 (جامعة ميتشغان)
الحوت في أثناء عرضه بمعرض جامعة ميتشغان عام 2011 (جامعة ميتشغان)
TT

هيكل حوت مصري يعود لموطنه بعد 14 عاماً من الترميم

الحوت في أثناء عرضه بمعرض جامعة ميتشغان عام 2011 (جامعة ميتشغان)
الحوت في أثناء عرضه بمعرض جامعة ميتشغان عام 2011 (جامعة ميتشغان)

استقبل المتحف الجيولوجي بالقاهرة أول من أمس، شحنتين تضمان 49 قطعة من هيكل الحوت المصري (الباسيلوصورس)، قادمة من جامعة ميتشغان بالولايات المتحدة الأميركية.
كانت أجزاء من الحوت قد اكتُشفت عام 1987، ثم تم اكتشاف باقي الأجزاء في عام 2005، عبر فريق بحثي يتبع جامعة ميتشغان، وتم إرسالها إلى الجامعة في 2006 بغرض الترميم وإجراء الدراسات والأبحاث عليها، وذلك في إطار اتفاقية موقّعة بين هيئة المساحة الجيولوجية والتعدين المصرية، وجهاز شؤون البيئة بمصر، وجامعة ميتشغان.
ويقول د.محمد يوسف، مدير المتحف الجيولوجي بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إنه مع اكتمال وصول باقي الأجزاء الخاصة بهذا الحوت، الذي يبلغ طوله 50 قدماً (نحو 16 متراً) ويرجع تاريخه إلى 37 مليون عام، سيتم عرضه، ليكون أول حوت كامل يُعرض بالمتحف، أسوةً بعينة شبيهة لنفس الحوت معروضة بمتحف الحفريات بوادي الحيتان، التابعة لوزارة البيئة.
كانت الدراسات التي أُجريت على هذا الحوت قد أثبتت أنه يسد الفجوة بين الحيتان الحالية التي تعيش في الماء، وحفريات الحيتان التي اكتُشفت في باكستان، والتي كانت تعيش على اليابسة.
ويقول د.محمد سامح، مدير محميات المنطقة المركزية بالفيوم لـ«الشرق الأوسط»، إن «حوت (الباسيلوصورس)، كانت أقدامه الخلفية قصيرة جداً، وهو ما كان مؤشراً على حدوث ضمور لها بسبب عدم الاستخدام، وجعل ذلك العلماء يؤكدون أنه يسد الفجوة بين الحيتان الحالية وتلك التي كانت تعيش على اليابسة».
وإضافة إلى طول هذا الحوت، فإنه يتميز بالشراسة التي تبدو واضحة في شكل أسنانه، وكان حجمه ضخماً، يشبه حجم الحوت الأزرق حالياً، وتميز أيضاً بعدد كبير من الفقرات، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد خطأً بأنه ديناصور، فأخذ اسم (الباسيلوصورس) الذي يوحي بأنه ديناصور، قبل أن يكتشف العلماء مع مزيد من الفحص والدراسة أنه حوت، كما يوضح د.سامح.
كان تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ميتشغان في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2010، قد كشف قصة هذه الحوت الذي بدأت مصر تستقبل أجزاءه، وذلك بمناسبة تجهيزه للعرض في معرض يحكي تطور الحيتان، تم افتتاحه في أبريل (نيسان) من عام 2011.
وقال آمي هاريس مدير متحف المعارض بجامعة ميتشغان الأميركية خلال التقرير، إن الحوت (الباسيلوصورس) يمثل عقوداً من أعمال التحري عن الحفريات التي قام بها فريق بقيادة فيليب غنغريتش، مدير متحف جامعة ميتشغان للحفريات منذ الثمانينات من القرن الماضي.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.