انتعاش متوسط أسعار القطاع العقاري السعودي مدفوعة بخطط «الإسكان»

توفير كميات ضخمة من الخيارات العقارية المتنوعة بأجواء تنافسية أبقت الأسعار مستقرة

وزارة الإسكان أطلقت خلال الفترة الماضية برنامجاً حكومياً متخصصاً لتوفير خيارات سكنية للمواطنين من بينها تسهيل عملية الحصول على التمويل بدعم من الدولة (تصوير: خالد الخميس)
وزارة الإسكان أطلقت خلال الفترة الماضية برنامجاً حكومياً متخصصاً لتوفير خيارات سكنية للمواطنين من بينها تسهيل عملية الحصول على التمويل بدعم من الدولة (تصوير: خالد الخميس)
TT

انتعاش متوسط أسعار القطاع العقاري السعودي مدفوعة بخطط «الإسكان»

وزارة الإسكان أطلقت خلال الفترة الماضية برنامجاً حكومياً متخصصاً لتوفير خيارات سكنية للمواطنين من بينها تسهيل عملية الحصول على التمويل بدعم من الدولة (تصوير: خالد الخميس)
وزارة الإسكان أطلقت خلال الفترة الماضية برنامجاً حكومياً متخصصاً لتوفير خيارات سكنية للمواطنين من بينها تسهيل عملية الحصول على التمويل بدعم من الدولة (تصوير: خالد الخميس)

انتعش أداء القطاع العقاري السعودي خلال الشهر الأول من العام الحالي بشكل كبير مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو الأمر الذي يعكس الإصلاحات الحكومية الحقيقية التي أجرتها الحكومة المحلية فيما يخص معالجة ملف الإسكان الذي يعتبر أحد الملفات الاقتصادية الشائكة.
وسجل متوسط سعر المتر السكني ارتفاعاً يلامس الـ6 في المائة، كما انتعش متوسط أسعار الفلل بـ6.4 في المائة، وفيما يخص الشقق السكنية سجلت ارتفاعاً طفيفاً لم بتجاوز الـ1.4 في المائة.
وشرعت وزارة الإسكان التي تحمل على عاتقها هذا الملف في توفير الكثير من الخيارات المتاحة للمواطنين بمختلف احتياجهم وشرائحهم، وهي خطوة عملية ضمن خطوات تحقيق «رؤية السعودية 2030» التي تسير على نحو متسارع فيما يخص تملك المواطنين، وهو رفع النسب التملك بشكل متصاعد 70 في المائة بحلول «الرؤية»؛ وهو ما دفع الوزارة إلى إطلاق أكبر خطط تملك متنوعة من الخيارات، وعلى رأسها برنامج «سكني» الذي تم إطلاقه مطلع 2017 بتخصيص 280 ألف وحدة سكنية على مستوى المملكة كوحدات سكنية جاهزة وتحت الإنشاء وتوزيع أراضٍ سكنية وإصدار أرقام جديدة لصندوق التنمية العقارية، وتم تخصيص 300 ألف وحدة سكنية في 2018.
وقال محمد التميمي، المدير العام لشركة التعدد العقاري، إن وزارة الإسكان نجحت بشكل كبير في إنعاش القطاع العقاري ورفع نسب التملك بعد سنوات عجاف من الفجوة بين أسعار المشترين وقدرات البائعين؛ وهو ما أدى إلى تضخم كبير في الطلب مع بقاء العرض على ما هو عليه أو بزيادة طفيفة في العرض نتيجة ذلك، إلا أن ما قامت به الوزارة من تعدد البرامج وتنوعها لأكثر من 6 خيارات متعددة وتسييل ملايين الأمتار من الأراضي في المدن الرئيسية لضمان نزول العرض، كانت خطوات وقائية قبل ضخ القروض العقارية المليارية التي نجحت الحكومة في الفصل بين الضخ الهائل للتمويلات العقارية للوزارة وعلى انعكاس ذلك بشكل سلبي على أسعار العقار نحو الارتفاع، وهو الأمر الذي سيشكل عائقاً أكبر للتملك.
وأضاف: «كان التحدي الأكبر هو تلبية مئات الآلاف من الطلبات العقارية السكنية للمواطنين بشكل مستعجل، دون أن ينعكس ذلك على التضخم الذي قد يحصل نتيجة ضخ هذه الكميات من الطلبات بشكل مفاجئ، إلا أن تسييل ملايين الأمتار من الأراضي وهو السبب الأول في السيطرة على الأسعار ودخول الوزارة بصفتها مطوراً عقارياً بأسعار منافسة أجبر السوق على النزول إلى المستوى الطبيعي وعدم تمكينها من الارتفاع؛ وذلك لوجود خيارات أخرى وفرتها «الإسكان» مثل الضغط على العقاريين بضريبة رسوم الأراضي في حال التمسك بمساحات شاسعة».
وسجل المتوسط العام ربع السنوي لسعر المتر المربع للأراضي السكنية منذ بداية العام ارتفاعاً سنوياً بـ6 في المائة، مقارنة بمستواه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، ليستقر المتوسط حتى نهاية الفترة الراهنة من الربع الأول 2020 عند مستوى 284 دولاراً للمتر المربع، وسجلت المدن الكبرى انخفاض متوسط الأسعار، حيث سجلت الرياض تراجعاً بنسبة 5.8 في المائة، بينما سجل ارتفاعاً قياسياً في جدة 18.2 في المائة وارتفع المتوسط السنوي في الدمام 13.2 في المائة.
وفي صلب الموضوع، تحدث علي التميمي، وهو مستثمر يمتلك شركته العقارية الخاصة، بأن هناك ثقة كبيرة في السوق السعودية وضخ كميات هائلة من التمويل عبر الاتفاقية المعروفة بين البنوك والإسكان ساعد بشكل كبير في القفزة الحاصلة في السوق، إلا أن الأسعار لم تشهد تغيراً ملحوظاً؛ وذلك لتنوع احتياجات العملاء، وإطلاق الوزارة الكثير من المبادرات والبرامج التي أجبرت فيها المطورين على البيع بأسعار منافسة، عبر توفير خيارات ضخمة جعلت المطورين يرضخون للواقع، خصوصاً أن هناك نسبة وعي كبيرة، وتقييد الوزارة القطاعات المساندة العقارية بشكل كبير مثل نظام إيجار، وأن ما تفعله الإسكان هو عبارة عن منظومه متكاملة من الإجراءات نجحت في تطبيقها.
وحول تأثير وفرة الخيارات السكنية على قطاع التأجير مثلاً، قال إن السوق السعودية كانت في حاجة ماسة في بعض الأحيان إلى قرارات تنظيمية أكثر من ضخ مالي لتنظيم أدائها الذي لطالما عانى من عدم التنظيم، تماماً مثل برنامج «إيجار» الذي قام بإعادة تهذيب القطاع من جديد، خصوصاً أن السوق حجمها كبير ومترامي الأطراف، وتفتقر بشدة إلى هيكلة واضحة في نظامها الأساسي، الذي يسير حالياً بتخبط وعشوائية لا يتناسبان مع حجم السوق الكبيرة التي يفترض أن تكون مرتبة ومتناسقة»، في ظل شغور أعداد كبيرة من الوحدات السكنية نتيجة خروج نسبة كبيرة من الوافدين وتسهيل عملية تملك المساكن.
وبلغ المتوسط العام لأسعار الفلل السكنية منذ بداية العام ارتفاعاً سنوياً بـ6.4 في المائة، مقارنة بمستواه خلال الربع الأول من العام الماضي، حيث بلغت قيمة متوسط الفيلا 290 ألف دولار ريال للفيلا السكنية الواحدة، وسجل المتوسط العام لأسعار الشقق السكنية منذ بداية العام ارتفاعاً سنوياً محدوداً لم يتجاوز 1.4 في المائة، مقارنة بمستواه خلال الربع الأول من العام الماضي، ليستقر حتى نهاية الفترة الراهنة من الربع الأول 2020 عند مستوى 121 ألف دولار للشقة السكنية الواحدة.
من جانبه، أشار بندر النملة، الخبير العقاري، بأن الجميع متوجس من أن يلقي رفع نسب التملك بشكل كبير كما يتم بظلاله سلباً على القيمة، إلا أن ما حدث يعتبر نادراً وهو عدم ترك المطورين في السوق يقررون قيم الوحدات في ظل انفرادهم وكميات الطلب المهولة، لكن ما حدث كان تدريجياً لاحتواء الطلب وضخ العرض بكميات ضخمة قبل التلويح بالطلب، حيث شرعت الحكومة إلى فرض ضريبة الأراضي وضريبة العقار التجاري للضغط على المحتكرين من أجل تسييل السوق، كما أن دخول الوزارة بالكثير من الخيارات المختلفة من توفير الوحدات بأسعار منافسة للشقق والفلل قامت ببنائها، بالإضافة إلى توفير خيار الأراضي المجانية والبناء الذاتي، وهو ما وسع السوق ليستوعب العرض الضخم دون تأثر يذكر.
وأشار بأن هناك نقطة قد تكون غير محسوبة إلى حد كبير تكاد تكون الوحيدة، وهو شح العمالة أو محدوديتهم في ظل التوسع الكبير الحاصل في السوق، لافتاً بأن الحل لذلك هو استقدام شركات مقاولة عالمية ضخمة لضخ العرض عبر أسعار تنافسية وأيضاً تقديم أفكار جديدة ومبتكرة في البناء والإنشاء عبر البصمة التي تتميز بها هذه الشركات التي لن تكون مؤثرة على الشركات المحلية التي سيتسع لها السوق ولكن بسعر عادل.
وكانت وزارة الإسكان خلال الفترة الماضية قد أطلقت برنامجاً حكومياً متخصصاً لتوفير خيارات سكنية للمواطنين، من بينها تسهيل عملية الحصول على التمويل بدعم من الدولة، عبر تقديم الدعم للمواطنين بتحمل الأرباح عن القروض العقارية، للإسهام في رفع نسبة التملك إلى 70 في المائة بحلول عام 2030، وسجّل التمويل العقاري المقدم للأفراد خلال شهر فبراير (شباط) الماضي زيادة قياسية في حجم التمويل بنحو 121 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي 2018، وبذلك بلغ إجمالي حجم التمويل العقاري المقدم من البنوك السعودية والشركات التمويلية الأخرى.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
TT

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة

بعد سلسلة من المتغيرات التي شهدها قطاع الإسكان السعودي، يتجه القطاع إلى التوازن مع انخفاض التضخم الحاصل في الأسعار بمختلف فروع القطاع العقاري، وسط مبادرات سعت إليها وزارة الإسكان السعودية؛ الأمر الذي قلص الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية، حيث حققت الوزارة القيمة المضافة من خلال تلك المبادرات في رفع نسب التملك بالبلاد.
وتوقع مختصان أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النجاح الحكومي في مجال الإسكان، مشيرين إلى أن المواطن سيجني ثمار ذلك على مستوى الأسعار وتوافر المنتجات، التي تلبي مطالب جميع الفئات. ويمثل هذا النجاح امتداداً لإنجازات الحكومة، في طريق حل مشكلة الإسكان، عبر تنويع المنتجات العقارية وإتاحتها في جميع المناطق، مع توفير الحلول التمويلية الميسرة، والاستفادة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار المختصان إلى أن أداء الحكومة، ممثلة في وزارة الإسكان، كان وراء خفض أسعار المساكن بشكل كبير، وذلك بعد أن وفرت للمواطنين منتجات عقارية متنوعة تلبي أذواق جميع المستفيدين من برامج الدعم السكني. وقال الخبير العقاري خالد المبيض إن «وزارة الإسكان تمكنت من إيجاد حلول عقارية ناجعة ومتنوعة، أدت إلى تراجع الأسعار بنسب تشجع جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم المادية، على تملك العقارات»، مضيفاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النجاح في هذا الجانب».
وتابع: «أتذكر أن أول مشروع تسلمته وزارة الإسكان، كان يتعلق ببناء 500 ألف وحدة سكنية، بقيمة 250 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، ما يعني أن قيمة الوحدة السكنية 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). أما اليوم، فقد تمكنت الوزارة من إيجاد وحدات جاهزة بقيمة تصل إلى نصف هذا المبلغ وهو 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار)»، لافتاً إلى أن «الفرد يستطيع الحصول على هذه الوحدات بالتقسيط، مما يؤكد حرص البلاد على إيجاد مساكن لجميع فئات المجتمع السعودي».
وأضاف المبيض: «تفاوت أسعار المنتجات العقارية يمثل استراتيجية اتبعتها الوزارة في السنوات الأخيرة، ونجحت فيها بشكل كبير جداً». وقال: «أثمرت هذه السياسة زيادة إقبال محدودي الدخل على تملك المساكن، بجانب متوسطي وميسوري الدخل الذين يقبلون على تملك مساكن ومنازل وفيلات تناسب قدراتهم المادية، وهذا يُحسب لوزارة الإسكان ويمهد لإنهاء مشكلة السكن التي لطالما أرقت المجتمع في سنوات ماضية».
وتوقع الخبير العقاري أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في قطاع الإسكان. وقال: «يجب أن نضع في الاعتبار أن منتجات الوزارة التي تعلن عنها تباعاً، تحظى بإقبال الأفراد كافة، لا سيما أنها تراعي خصوصية الأسرة السعودية، كما أنها تلبي احتياجاتها في الشكل والمساحات».
وأضاف: «تمكنت الوزارة من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة، ومنازل مستقلة، وفيلات، ومنح أراضٍ وقروض لمن يرغبون في البناء بأنفسهم». وتابع «كل هذه الخيارات وفرتها الوزارة في صورة مبادرات متعددة، موجودة في برنامج (سكني)، وروجت لها بشكل جيد، ووصلت بها إلى المواطنين».
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن شراكة الوزارة مع شركات العقار السعودية تمثل خطوة استراتيجية تُحسب للحكومة في السنوات الأخيرة. وقال: «إحقاقاً للحق؛ أضاعت الوزارة عقب تأسيسها، بعض الوقت والجهد للبحث عن آليات تمكنها من بناء 500 ألف وحدة سكنية، لكنها عوضت ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص».
وأضاف الجعفري: «الوزارة في بداية عهدها لم تتعاون مع شركات التطوير العقاري السعودية لتنفيذ مشاريع السكن، ولو أنها سارعت بهذا التعاون، لكان لدينا اليوم عدد كبير من المنتجات العقارية التي تساهم في حل مشكلة السكن».
واستطرد: «الوزارة تداركت في السنوات الأخيرة هذا الأمر، واعتمدت على شركات التطوير السعودية، التي أصبحت بمثابة الذراع التنفيذية لتصورات الحكومة وتوجهاتها لحل مشكلة السكن»، مضيفاً: «اليوم الوزارة ترتكن إلى حزمة من المبادرات النوعية، التي وفرت كثيراً من التنوع في المنتجات العقارية، وهو ما أشاع جواً من التفاؤل بإمكانية حل مشكلة السكن في المملكة في وقت وجيز».
وأكد الجعفري ثقته باستمرار نجاح البلاد في إدارة ملف الإسكان. وقال: «أنا واثق بأن مؤشرات السكن اليوم أفضل بكثير منها قبل 8 سنوات مضت، بعد طرح الوزارة آلاف المنتجات العقارية وتسليمها إلى مستحقيها، بل ودخول عدد كبير منها إلى حيز الاستخدام».
وختم الجعفري: «نجاحات وزارة الإسكان تحقق مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى نسبة تمليك بين المواطنين تصل إلى 70 في المائة» على حد وصفه.
وكانت «مؤسسة النقد السعودي (ساما)» أشارت إلى أن عقود التمويل العقاري السكني الجديدة للأفراد واصلت صعودها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مسجلة أعلى معدلات إقراض في تاريخ البنوك السعودية من حيث عدد العقود ومبالغ التمويل بنحو 23 ألفاً و668 عقداً مقارنة بنحو 9 آلاف و578 عقداً في يناير 2019، من إجمالي القروض العقارية السكنية المُقدمة من جميع الممولين العقاريين من بنوك وشركات التمويل.
وأوضح التقرير الخاص بـ«ساما» أن النمو في عدد عقود التمويل العقاري السكني وصل لنحو 147 في المائة مقارنة مع يناير 2019، فيما سجل حجم التمويل العقاري السكني الجديد في يناير 2020، نمواً بمقدار 112 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، والذي سجل نحو 4.766 مليار ريال (1.270 مليار دولار)، كما سجلت قروض يناير السكنية ارتفاعاً بنسبة اثنين في المائة عن الشهر السابق ديسمبر (كانون الأول) 2019، والذي وصل حجم التمويل خلاله إلى نحو 9.86 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، فيما ارتفع عدد العقود بنسبة 1.5 في المائة عن شهر ديسمبر 2019، والذي شهد توقيع نحو 23 ألفاً و324 عقداً.
وأشار التقرير إلى أنه تم إبرام 94 في المائة من قيمة هذه العقود عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرمت 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري، فيما بلغ عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان في شهر يناير 2020 عن طريق الممولين العقاريين 22 ألفاً و432 عقداً وبقيمة إجمالية بلغت 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).