شاهد... الحزن يسيطر على لاعبي دوري كرة السلة الأميركي بعد وفاة براينت

أوستن ريفرز وتايسون تشاندلر وبي جيه تاكر لاعبو هيوستن روكتس يبكون براينت أمس (أ.ب)
أوستن ريفرز وتايسون تشاندلر وبي جيه تاكر لاعبو هيوستن روكتس يبكون براينت أمس (أ.ب)
TT

شاهد... الحزن يسيطر على لاعبي دوري كرة السلة الأميركي بعد وفاة براينت

أوستن ريفرز وتايسون تشاندلر وبي جيه تاكر لاعبو هيوستن روكتس يبكون براينت أمس (أ.ب)
أوستن ريفرز وتايسون تشاندلر وبي جيه تاكر لاعبو هيوستن روكتس يبكون براينت أمس (أ.ب)

لم تكن هناك رغبة لدى لاعبي سان أنتونيو سبيرز وتورونتو رابتورز بالوجود في الملعب بعد معرفتهم بخبر مصرع أسطورة لوس أنجليس ليكرز السابق كوبي براينت عن 41 عاماً في حادث تحطم مروحية، لكنهم استغلوا اللقاء الذي حسمه الضيف الكندي أمس (الأحد) في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، من أجل تكريمه بأفضل ما يمكنهم.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ارتأى الفريقان أن ارتكاب انتهاك بعدم التسديد حتى مرور الـ24 ثانية المخصصة للهجمة في أول اللقاء الذي جمعهما، سيكون بمثابة تكريم لبراينت الذي ارتدى الرقم 24 في المراحل الأخيرة من مسيرته الأسطورية بعد أن كان يرتدي سابقاً الرقم 8.
ولقي براينت، المتوج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز، إضافة إلى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه الأحد نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، جنوب ولاية كاليفورنيا.
وعبر لاعب ارتكاز الضيوف الإسباني مارك غاسول عن حزنه الشديد بعد معرفته بالحادث، وصرح قائلاً: «تفكر بعائلته وأصدقائه والوضع الذي يمرون فيه. كل ما تريد فعله هو العودة إلى منزلك من أجل تقبيل أولادك وزوجتك. كل شيء آخر لا يهم في الوقت الحالي».
https://www.youtube.com/watch?v=SJX7yoZZ4Wg
وكانت ابنة براينت جيانا، البالغة من العمر 13 عاماً، من بين الضحايا التسع الذين سقطوا في الحادث، وقد علم لاعبو سان أنتونيو سبيرز وتورونتو رابتورز بهذا الخبر المفجع قبل ساعة فقط من صافرة بداية اللقاء.
وكشف مدرب سان أنتونيو، غريغ بوبوفيتش الذي شاهد فريقه يتلقى هزيمته الخامسة والعشرين في 45 مباراة بعد أن عجز أي من لاعبيه عن الوصول إلى حاجز الـ15 نقطة، أن «الجميع كان متأثراً بشأن المأساة التي حصلت لكوبي. جميعنا يعرف العظمة التي كان عليها كلاعب، لكنه تجاوز حدود اللعب الرائع. لقد كان لاعباً تنافسياً لا مثيل له».
ووصف ما حصل بأنه «شيء مأساوي. لا توجد كلمات يمكن أن تصف كيف يشعر الجميع حيال ذلك. كلنا نفكر في الأسرة والوضع التي تمر به الآن. هذا هو المكان الذي يجب أن تنصب فيه كل أفكارنا».
https://www.youtube.com/watch?v=3FRM0rTcgOg
وبدا التأثر واضحاً على أسطورة سبيرز، تيم دانكن، الذي يعمل حالياً مساعداً لبوبوفيتش، فيما حاول ديمار ديروزن مواساة زميله صانع الألعاب لوني ووكر، رغم أنه شخصياً كان أكثر المتأثرين برحيل براينت لأنه ترعرع في كومبتون، كاليفورنيا، وهو يشاهد أسطورة كرة السلة يقود ليكرز إلى خمسة ألقاب قبل أن يصبح لاحقاً من أعز أصدقائه.
ولدى سؤاله عما يعنيه له براينت، أجاب ديروزن: «كل شيء، كل شيء. كل ما تعلمته كان من كوبي، كل شيء. لو لم يكن كوبي موجوداً، لما كنت هنا، لما أحببت اللعبة، لما تمتعت بالشغف، الاندفاع. كل شيء جاء منه».
من جهته، انهار حارس أتلانتا هوكس تراي يونغ قبل مباراة فريقه ضد واشنطن ويزاردز، وقام بتغيير ملابسه ليرتدي رقم 8 بدلاً من رقم 11 المعتاد تكريماً لبراينت.
https://twitter.com/Ria_Martin/status/1221551180075225096?s=20
وخلال الاستعداد للمباراة، التي سجل فيها 45 نقطة و6 كرات مرتدة و14 تمريرة حاسمة، شوهد يونغ وهو يعانق والدته وينفجر بالبكاء، كما أنه نشر صورة له بصحبة كوبي على حسابه الرسمي على «تويتر» بعد المباراة وعلق عليها قائلاً: «كل الدروس، كل النصائح، كل كلمة قلتها لي... ستظل عالقة بذهني إلى الأبد. شكراً لك كوبي».
https://twitter.com/TheTraeYoung/status/1221523394530889730?s=20
من جانبه، ظهر لونزو بول، لاعب نيو أورليانز بيليكانز خلال مباراة فريقه مع بوسطن سيلتك وهو يرتدي حذاء مكتوب عليه «ارقد في سلام يا كوبي».

وفي كولورادو، بدأت مباراة دنفر ناغتس وهيوستن روكتس في ملعب «بيبسي سنتر» بدقيقة صمت، قبل أن يهتف الجمهور «كوبي! كوبي! كوبي!».
وبعد خسارة فريقه، قال أوستن ريفرز لاعب روكتس: «بصراحة، لم أكترث لما حصل. هذا الألم لن يذهب في المستقبل القريب. لا تحتاج أن تكون مشجعاً لكرة السلة لتشعر بالأمر (الحزن)».
https://www.youtube.com/watch?v=3RsgZTxIK8M
بدوره، قال الصربي نيكولا يوكيتش لاعب دنفر ناغتس بعد اللقاء: «لم أصدق الخبر. إنه أسطورة هنا، إنه أسطورة في العالم بأجمعه. خسرنا إنساناً عملاقاً، مثالاً يحتذى به. إنها خسارة فادحة للجميع».
https://www.youtube.com/watch?v=6DgQI2iQ-P0
وارتدى ملعب «ماديسون سكوير غاردن» اللونين الأصفر والأرجواني الخاصين بالغريم ليكرز تكريماً لبراينت، أثناء مباراة نيويورك نيكس مع بروكلين نتس.

وفي فلوريدا، فاز أورلاندو ماجيك على لوس أنجليس كليبيرز، وبدا التأثر كبيراً على دوك ريفرز، مدرب لوس أنجليس كليبيرز، قبيل المباراة قائلاً: «ضحكنا ومزحنا بشأن ذهنية الـ(مامبا)، (لقب اشتهر به براينت نسبة إلى الأفعى العملاقة السامة). كلنا بحاجة إلى هذه الذهنية في الوقت الحالي».
https://www.youtube.com/watch?v=RAjBeiH1sM0
وأعرب مفوض الدوري آدم سيلفر عن حزنه الكبير لوفاة براينت، قائلاً: «عائلة الـ(إن بي إيه) (الرابطة الوطنية لكرة السلة» حزينة للوفاة المأساوية لكوبي براينت وابنته جيانا. على مدى 20 موسماً، أظهر كوبي ما هو ممكناً حين تلتقي الموهبة مع الرغبة الكبيرة للفوز. كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ لعبتنا، محققاً إنجازات أسطورية... ولكننا سنتذكره بشكل أكبر لأنه ألهم الأشخاص من حول العالم لالتقاط كرة سلة والمنافسة بأفضل ما لديهم».
ولم يكن رأي أسطورة شيكاغو بولز مايكل جوردن الذي لطالما شُبِهَ براينت به، مختلفاً عن سيلفر إذ نعى «بلاك مامبا» بالقول إنه سيتم تذكر براينت كأحد أعظم اللاعبين في اللعبة، مضيفاً: «لا يمكن للكلمات أن تصف الألم الذي أشعر به».
وأضاف جوردن المتوج بلقب الدوري ست مرات «أحببت كوبي، لقد كان بمثابة الأخ الصغير بالنسبة لي».
وتكررت هذه المشاعر من قبل العملاق شاكيل أونيل الذي توج بثلاثة ألقاب بصحبة براينت في زمالة شابتها بعض التوترات.
وقال أونيل في حسابه على «تويتر»: «لا توجد هناك كلمات تعبر عن الألم الذي أشعر به جراء كارثة خسارة ابنة أخي جيجي وأخي. كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك. تعازي الحارة لعائلة براينت وعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث. أشعر بالإعياء في الوقت الحالي (من شدة الحزن)».
https://twitter.com/SHAQ/status/1221549914766954496?s=20
وبالنسبة لأسطورة بوسطن سلتيكس لاري بيرد فإن «نجم براينت كان مستمراً في الارتفاع يومياً ولم يكن يعرف حدوداً بسبب مواهبه الفكرية والإبداعية الكثيرة ورغبته في رد الجميل للآخرين. كان شغفه باللعبة وعائلته والآخرين واضحاً في كل ما أنجزه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».