تلويح فلسطيني بحل {السلطة} رداً على الخطة الأميركية للسلام

هنية: جاهز للقاء عاجل مع فتح لمواجهة مؤامرة {صفقة القرن}

عناصر من «كتائب عز الدين القسام» خلال استراحة في خان يونس جنوب غزة أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب عز الدين القسام» خلال استراحة في خان يونس جنوب غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

تلويح فلسطيني بحل {السلطة} رداً على الخطة الأميركية للسلام

عناصر من «كتائب عز الدين القسام» خلال استراحة في خان يونس جنوب غزة أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «كتائب عز الدين القسام» خلال استراحة في خان يونس جنوب غزة أمس (أ.ف.ب)

لوح ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أمس الأحد، بحل السلطة الفلسطينية، رداً على الخطة الأميركية المرتقبة للسلام مع إسرائيل، المعروفة باسم «صفقة القرن».
وصرح نبيل أبو ردينة، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، بأن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعات داخلية على كافة المستويات، لبحث الموقف عند طرح «صفقة القرن» الأميركية. وقال إنه سيتم بحث كافة الخيارات، بما فيها مصير ومستقبل السلطة الفلسطينية، على أن يكون أي قرار متخذ مدعوماً عربياً ودولياً لرفض أي استهداف للحقوق الفلسطينية. وحذَّر أبو ردينة أي جهة مع التعاطي مع الخطة الأميركية «لما تحمله من إلغاء لملفات القدس واللاجئين والحقوق الثابتة للفلسطينيين، والانتباه للتداعيات الخطيرة التي ستحل على المنطقة بأسرها».
من جهته، صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، بأنه لن يتم الاعتراف فلسطينياً بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل ملفات اللاجئين والمستوطنات والحدود.
واعتبر مجدلاني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن الإعلان المرتقب عن «صفقة القرن» له وظيفة سياسية في هذا التوقيت، وهي خدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في مارس (آذار) المقبل.
وأضاف أن «الجديد في الموضوع هو محاولة لترسيم هذا المشروع التصفوي، بصيغة تظهر كأن الوضع النهائي سيتم ترسيمه بمعزل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني». وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي والدول العربية بـ«التمسك بقرارات الشرعية والقانون الدوليين؛ لأن الهدف من هذا المشروع التصفوي هو خلق مرجعية بديلة عنهم».
إلى ذلك، جدَّد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه القاطع لأي خطط، أو مشروعات صفقات، أو محاولات للمس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، التي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكفلتها مبادئ وأحكام القانون الدولي.
وطالب المجلس الوطني - في بيان صحافي صدر عنه أمس الأحد، ونقلته وكالة «وفا» الفلسطينية - الدول العربية والإسلامية، وبرلماناتها، والاتحاد البرلماني العربي، والبرلمان العربي، والاتحاد البرلماني الإسلامي، بالتمسك والالتزام بما أقرته القمم العربية والإسلامية المتتالية، واتخاذ القرارات والخطوات الكافية، لرفض ومواجهة أي إعلان أو خطة أو مشروع ينتهك الحقوق الفلسطينية، في تقرير المصير، والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ناجزة السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما طالب الاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية بإعلان موقفها الرافض لمحاولات المس بحقوق الشعب الفلسطيني، في الحرية والاستقلال والعيش بدولته المستقلة كباقي شعوب الأرض، واتخاذ الإجراءات العملية لمساندة الشعب الفلسطيني، في دفاعه عن حقه في تقرير مصيره على أرضه.
ودعا البيان الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته التي نص عليها الميثاق، في الدفاع عن قرارات المؤسسة الأممية، واتخاذ الإجراءات القانونية، لمساءلة كل من ينتهك هذه القرارات، ومن يسعى لتدمير أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، وزرع مسببات الفوضى وعدم الاستقرار فيها، وتعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر.
من ناحية ثانية أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أمس الأحد، جاهزيته للقاء عاجل مع حركة فتح لبحث «مواجهة» صفقة القرن الأميركية للسلام مع إسرائيل.
وقال هنية في بيان: «إن فلسطين وطننا وأرضنا، وهي درة الأمة الثمينة غير قابلة للمساومة أو البيع والشراء، وإننا نعلن بوضوح رفض مؤامرة صفقة القرن واعتبارها معركة التراجع فيها حرام علينا». وأضاف: «إننا جاهزون للقاء عاجل مع الإخوة في حركة فتح وجميع الفصائل في القاهرة لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا، ولنعلنها مدوية أن الصفقة لن تمر، وستسقط الهجمة الاستعمارية الجديدة، وسينتصر الوطن ويندحر الغزاة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.