السفير السعودي في لندن: الاسترضاء استراتيجية لم تنجح مع إيران

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان (تلغراف)
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان (تلغراف)
TT

السفير السعودي في لندن: الاسترضاء استراتيجية لم تنجح مع إيران

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان (تلغراف)
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان (تلغراف)

قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان، إن التدخلات الإيرانية في المنطقة تُمثل تحدياً مهماً مثل برنامجها النووي، مؤكداً أن السعودية لا تبحث عن الصراع ولا تسعى للتصعيد.
وقال الأمير خالد بن بندر بن سلطان لصحيفة «تلغراف» البريطانية: «قضيتنا ليست مع شعب إيران، بل مع النظام الذي يدير البلاد... لقد كنا دائماً من مؤيدي اتخاذ موقف حازم ضد إيران... لكننا لا نؤمن بالترضية... لم يثبت الاسترضاء في أي وقت من الأوقات أنه استراتيجية ناجحة... لا يمكنك الاستسلام لبلد مثل إيران لأنهم سيرون أنها علامة على الضعف».
وبخصوص المزاعم بشأن تورط السعودية في مؤامرة لاختراق هاتف جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون»، قال السفير السعودي إنه «من الصعب على السعوديين أن يدافعوا عن أنفسهم عندما لا يتم تزويدهم بكل الحقائق».
وأضاف: «من السهل جداً على الأشخاص إلقاء المزاعم التي لا أساس لها من الصحة ضد المملكة العربية السعودية لأنهم يعلمون أنه من الصعب جداً على الرياض الدفاع عن نفسها عندما لا يكون لديها إمكانية الوصول المناسب إلى التفاصيل».
وأكد الأمير خالد بن بندر بن سلطان: «نحن بحاجة إلى رؤية الأدلة قبل تقديم أي رد، لأن الأدلة التي تم نشرها حتى الآن غير مباشرة». وأضاف: «في السعودية، لا نمثل أنفسنا دائماً بشكل جيد للغاية لأننا شعب متحفظ وثقافتنا لا تدفعنا إلى التحدث عن أنفسنا... نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل لنُظهر للعالم ما نحن عليه بالفعل».
وأشار الأمير خالد بن بندر بن سلطان إلى أن «التحدي الأكبر الذي تواجهه المملكة في الوقت الحالي هو أمر داخلي»، حيث قال: «لدينا بلد نحاول فيه تغيير نوعية الحياة بشكل جذري للسعوديين للأفضل... هذه أهداف طموحة للغاية... لقد رأيتها في (رؤية 2030) التي أطلقها ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان... إنه برنامج طموح للغاية».
وقال السفير السعودي الذي وصفته «تلغراف» بأنه «ديناميكي»، أي «فعّال ونشيط ومليء بالقوّة والحيويَّة»، إن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المملكة العربية السعودية. وأكد: «نريد أن يأتي الناس لرؤية المملكة بأنفسهم، وألا يعتمدوا على ما قرأوه أو سمعوه في مكان ما لتشكيل رأيهم عن البلاد»، مضيفاً: «هناك الكثير لرؤيته، وستجدون دفئاً وأناساً مضيافين في انتظاركم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».