رهان على دور ناصيف حتي في تصحيح علاقات لبنان العربية

صورة من الأرشيف لوزير الخارجية الجديد ناصيف حتي مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى (أ.ف.ب)
صورة من الأرشيف لوزير الخارجية الجديد ناصيف حتي مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى (أ.ف.ب)
TT

رهان على دور ناصيف حتي في تصحيح علاقات لبنان العربية

صورة من الأرشيف لوزير الخارجية الجديد ناصيف حتي مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى (أ.ف.ب)
صورة من الأرشيف لوزير الخارجية الجديد ناصيف حتي مع الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى (أ.ف.ب)

لعل ناصيف حتي هو أحد الوزراء الذين تنطبق عليهم صفة «الاختصاصي» التي أرادها رئيس الحكومة حسّان دياب لكل عضو في حكومته. فالوزير حتي يجمع الخبرة في العمل الدبلوماسي في جامعة الدول العربية عندما كان مستشارا لأمينها العام، كما كان مديرا لمكتب الجامعة في باريس وشغل منصب مدير مكتب الجامعة لدى منظمة الأونيسكو ومارس التعليم الجامعي.
ويراهن كثيرون على أن حتي سيكون مؤهلاً ليلعب دورا حقيقيا في إعادة علاقات لبنان الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية إلى سابق عهدها، أي عندما كانت تقف إلى جانب لبنان عندما كان يتعرض لأزمات مالية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من سفير لبناني في وزارة الخارجية اللبنانية أن باستطاعة الوزير الجديد للخارجية أن يعيد الحرارة إلى العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وباقي الدول العربية بعد البرودة التي اعترتها نتيجة مواقف الوزير السابق جبران باسيل وتصرفاته لا سيما في عدد من اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب. وكان باسيل يعارض أي قرار يتخذه الوزراء بشأن «حزب الله»، كما أدت مواقف باسيل إلى فرملة الكثير من الاتفاقات التي كانت جاهزة للتوقيع بين لبنان وعدد من الدول العربية البارزة.
وقال السفير نفسه لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مهمة أخرى تنتظر حتي، وهي تصحيح التعاطي الدبلوماسي البارد بين بيروت وواشنطن على عكس التعاطي في الملف العسكري بسبب انحياز باسيل إلى محور سياسي إقليمي آخر وإلى محاولة استبدال التحالف مع واشنطن بموسكو». وأضاف: «يتوقع أيضا من حتي فتح خط سريع مع فرنسا وهي الدولة التي تشرف ونظمت مؤتمر سيدر واحتضنته من أجل الإسراع في البدء بتنفيذ مقرراته المتوقفة بانتظار إقرار الموازنة ومشروع إصلاحي متعلق بمكافحة الفساد».
وأشار إلى أن مهمات كثيرة ستكون ملقاة على عاتق حتي عربيا وأوروبيا وأميركيا، لكن المهم أن يفسح له المجال كي يقوم بما هو مطلوب منه وبما تحتاجه البلاد. ويقول: «من عرف حتي يدرك أنه محنك وشارك في الكثير من الاتصالات العربية - العربية ولعب دورا مهما في توطيد التعاون بين فرنسا وجامعة الدول العربية عندما كان رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس منذ العام 2000».
وينتظر أن يتم التسلم والتسليم بين حتي وسلفه باسيل بعد غد الاثنين بعدما تأخر ذلك بسبب قيام باسيل بزيارة إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.