الحكومة السودانية توقع اتفاقية سلام إطارية مع الحركة الشعبية في جوبا

حميدتي: نسعى لسلام شامل والتأسيس لعهد جديد

الفريق حميدتي وأحمد العمدة من «الحركة الشعبية شمال» بعد توقيع الاتفاقية  أمس (رويترز)
الفريق حميدتي وأحمد العمدة من «الحركة الشعبية شمال» بعد توقيع الاتفاقية أمس (رويترز)
TT

الحكومة السودانية توقع اتفاقية سلام إطارية مع الحركة الشعبية في جوبا

الفريق حميدتي وأحمد العمدة من «الحركة الشعبية شمال» بعد توقيع الاتفاقية  أمس (رويترز)
الفريق حميدتي وأحمد العمدة من «الحركة الشعبية شمال» بعد توقيع الاتفاقية أمس (رويترز)

وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة مالك عقار، في عاصمة دولة جنوب السودان، اتفاقاً إطارياً تضمن عدداً من البنود؛ أهمها بندا الترتيبات الأمنية ونظام الحكم.
ووقع الاتفاق عن الحكومة السودانية نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، فيما وقع عن الحركة الشعبية رئيس أركان جيشها الفريق أحمد العمدة بادي، إلى جانب توقيع رئيس الوساطة توت قلواك، وذلك بحضور رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالقصر الرئاسي بجوبا.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو عقب التوقيع أمس، إن توقيع الاتفاق يؤكد العزيمة وقوة الشراكة بين أطراف التفاوض، وأضاف: «وفد الحكومة لمفاوضات السلام يسعى للوصول إلى سلام شامل، يغير حياة الناس ويقضي على أسباب الظلم والتهميش، ويؤسس لعهد جديد».
ودعا الرئيس سلفاكير ميارديت في كلمة مقتضبة للالتزام بالاتفاق للوصول إلى سلام شامل، بين الحكومة وكل مكونات «الجبهة الثورية»، وإلى جعل عام 2020 عاماً للسلام في السودان وجنوب السودان، فيما وصف نائب رئيس الحركة ياسر عرمان توقيع الاتفاق الإطاري بأنه «بداية للسلام».
وتجري في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، منذ العاشر من الشهر الماضي برعاية الرئيس سلفاكير ميارديت، أعمال جولة السلام الثالثة، وذلك بعد توقيع على وثيقة أطلق عليها «إعلان جوبا» الخاص بقضايا تعزيز الثقة في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وجرى تجديد أجل إعلان جوبا في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويتضمن الإعلان وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتعويض المتضررين من الحرب.
وظلت الحركة الشعبية - شمال تقاتل القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، منذ عام 2011، وتتكون من شماليين اختاروا الانحياز لجنوب السودان إبان الحرب الأهلية.
بيد أن الحركة انشقت لقسمين بالاسم ذاته، يقود التيار الأكبر عبد العزيز آدم الحلو وتسيطر قواته على منطقة كاودا الجبلية الحصينة التي لم يصل إليها مسؤول سوداني منذ اندلاع الحرب، عدا الزيارة الشهيرة التي قام بها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للمنطقة في التاسع من الشهر الجاري، وتطالب بدولة علمانية أو منح سكان المنطقتين «حق تقرير المصير». فيما يقود الشق الذي وقع الاتفاق الإطاري أمس، مالك عقار وينوب عنه ياسر سعيد عرمان، وتقول الحركة إنها تسيطر على بعض المناطق في ولاية النيل الأزرق.
ويتفاوض الفرقاء في جوبا في 5 مسارات هي: «إقليم دارفور، ومسار المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، ومسارات شرق وشمال ووسط السودان».‎
ونصت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، على أن تتولى الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك مفاوضات سلام تفضي لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في غضون 6 أشهر من تاريخ توقيعها. وينتظر أن تتوصل الأطراف المتفاوضة في جنوب السودان، إلى توقيع اتفاقيات إطارية، قبل بدء تفاوض مشترك للوصول إلى اتفاق سلام شامل في غضون منتصف شهر فبراير (شباط) المقبل.
كما تجري في جنوب السودان، مفاوضات بين حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأسبق رياك مشار، بوساطة سودانية يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، وتهدف لإلزام الطرفين بتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) سبتمبر (أيلول) 2018.
ونصت الاتفاقية على إنهاء الحرب الأهلية بين أتباع الرجلين والمستمرة منذ 5 سنوات، بسبب اتهام سلفاكير ميارديت لنائبه بالتخطيط للانقلاب عليه، ما أدى لمقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء الملايين من شعب جنوب السودان في 2013.
وقادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مفاوضات شاقة بين الرجلين، توصلت إلى توقيع اتفاق سلام سابق، سرعان ما انهار في يوليو (تموز) 2016، وفرضت «إيغاد» الإقامة الجبرية على رياك مشار في الخرطوم. وتوصلت الأطراف الجنوبية إلى تكوين الحكومة الانتقالية، وإعادة توحيد ودمج قوات الطرفين في جيش واحد. والشهر الماضي، بدأت القوات التابعة للطرفين في دخول معسكرات الطرفين، بيد أنهما لا يزالان يختلفان على عدد ولايات البلد البالغة الآن 28 ولاية، ويصر رئيس جنوب السودان على بقاء الولايات بعددها الحالي فيما يتمسك نائبه الأسبق مشار بتقليص عدد الولايات.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.