لم تدخل رياضة تسلق الصخور في السعودية المسار الاحترافي إلّا في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فقد أصبحت من الوسائل الترفيهية التي يفضلها كثيرون خصوصاً السياح والمقيمين في السعودية.
وتطورت الرياضة في السنوات الأخيرة ليتم إنشاء اتحاد لها في السعودية (الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج)، وسبق ذلك مبادرات من مجموعة صغيرة من البريطانيين والأميركيين كانوا يعملون في السعودية منذ تسعينيات القرن الماضي صنعوا من هواية تسلق الجبال والصخور الملساء مصدراً للترفيه وممارسة الرياضة في المملكة، التي تتطلب قوة جسدية ولياقة عالية.
انضم إلى هذه المجموعة في العام 2014 متسلق جبال أميركي، جاء إلى السعودية للعمل أستاذا للغة الإنجليزية في جامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز، والذي تسلق مختلف الصخور والجبال حول العالم ومختلف مدن السعودية.
قال الأميركي راين أولسون لـ«الشرق الأوسط»، إنّه يمارس رياضة تسلق الصخور منذ أكثر من 20 عاماً، وخاض تجارب في تسلق مختلف أنواعها في دول عدة، حتى صار جزءاً من مجموعة هواة يستكشفون صخور وجبال السعودية.
بدأ أولسون (35 سنة) هوايته وهو في سن العاشرة بولاية أوريجن الأميركية، في الأندية الرياضية عبر تسلق الجدران، حتى تطور الأمر وصار من عاداته الذهاب إلى الجبال والتخييم عندها، مع مجموعات صغيرة وكانوا يتسلقون الجبال غالبا في أيام الصيف، مبيناً أنّها أنشطة صيفية، ولا يمكن ممارستها خلال الأمطار.
وعن ممارسته لهذه الهواية في السعودية، قال أولسون الذي يفضل تسميته «ريان» ليكون متناغماً مع الأسماء العربية، إنّه انتقل للعمل في السعودية عام 2014. وتعرّف على مجموعة من هواتها وبدأ بالخروج معهم، مشيراً إلى تاريخ بداية هذه الهواية في السعودية كانت في تسعينيات القرن الماضي، حين تشكلت مجموعة هواة التسلق من أميركيين وبريطانيين في السعودية وواصلوا استكشاف المناطق المناسبة للتسلق، لافتاً إلى أنّ أحد أصدقائه اكتشف مكاناً للتسلق في محافظة الحريق جنوب العاصمة الرياض.
وتطرق متسلق الصخور الأميركي إلى أنّه عندما وصل إلى السعودية كانت معظم الأماكن الصالحة للتسلق استكشفت من الهواة، مشيراً إلى أنه مارس رياضة تسلق الجبال والصخور في الرياض ومدن أخرى بالسعودية، لكنّه يفضل التسلق في «وادي موان» جنوب الرياض الذي يكون التسلق فيه على صخور ضخمة يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار.
ويوجد ثلاثة أنواع لتسلق الصخور وهي، الضخمة من دون تجهيز مسارات فيها، ويُعتبر تسلق الجبال باستخدام المثقاب لفتح المسارات ووضع المسامير الطريقة الأكثر أماناً وشعبية، بينما تعدّ الطريقة الثالثة تقليدية ويكون لها أدوات خاصة للحماية من السقوط.
وأكد راين أنّ تطورات تحدث في هذه الرياضة منذ عامين، فقد أنشأت الحكومة (الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج)، وقد بدأ بدعوة فرق مختصة من مختلف دول العالم لوضع مسارات تسلق الجبال، ووُضعت في ثلاث مناطق مختلفة، هي الشفا (محافظة الطائف)، وتنومة (أبها)، والحريق (الرياض).
وبعد مرور خمس سنوات على وجوده في السعودية، أوضح راين أنّه لاحظ تطورات في وسائل الترفيه، ففي عام 2014، لم يكن هناك خيارات كثيرة لممارستها، بينما الآن هناك الكثير من الأشياء للقيام بها، خصوصاً مع المواسم الترفيهية الأخيرة مثل «موسم الرياض» و«موسم الدرعية» وغيرها من الرياضات والفعاليات، مشيراً إلى أنّه شارك في وضع مسارات للعبة تسلق الجدران ضمن أحد مواقع «موسم الدرعية».
وقد تسبب هذه الرياضة مخاطر كبيرة لغير المختصين، إذ يؤكد متسلق الصخور الأميركي أنّها تتطلب معرفة ما يفعله المتسلق ووضع وسائل أمان مثل الحبال والمسامير وغيرها من الأدوات التي تحمي من السقوط ومعدات للسلامة مصممة خصيصاً لها.
رياضة تسلق الصّخور تجذب أميركيين وأوروبيين لاستكشاف جبال السعودية
هواية تتطلب لياقة عالية وخبرة واستخدام معدات خاصة
رياضة تسلق الصّخور تجذب أميركيين وأوروبيين لاستكشاف جبال السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة