خالد بن سلمان: إيران والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»

الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
TT

خالد بن سلمان: إيران والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»

الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية
الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خلال حديثه لشبكة «فايس» الأميركية

أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، أن النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية «وجهان لعملة واحدة»، مشيراً إلى أنه «ليس بالضرورة إيمانهم بالآيديولوجية ذاتها. كلاهما لا يؤمن بسيادة الدول، يؤمن بإقامة دولة آيديولوجية عابرة للحدود، كما أنهما لا يحترمان القانون الدولي».
وأوضح الأمير خالد بن سلمان، أن إيران تريد تصدير ثورتها، ولديها أفكار توسعية، ولا ترغب في حدوث أي شراكة بين دول المنطقة، وإنما أن تكون تلك الدول ضمن مشروعها التوسعي، مضيفاً: «هذا هو الفارق الكبير فيما بيننا. نحن لدينا (رؤية 2030) التي تحركنا للأمام، أما إيران فلديها رؤية 1979 (وهي السنة التي بدأ يحكم فيها الملالي) تحاول من خلالها إعادة السعودية والمنطقة إلى الخلف».
وتابع بالقول: «ما نريد أن نقوم به في السعودية هو أن نعمل من خلال رؤيتنا 2030 على إصلاح اقتصادنا، والاستفادة من الإمكانات غير المستغلة، وفتح قطاعات جديدة في السعودية، وتحقيق الازدهار والتقدم لشعبنا. في سبيل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، وإلى زيادة تعاوننا الاقتصادي مع دول الجوار».
وأشار نائب وزير الدفاع السعودي إلى أن بلاده لم تدعم الحكومة اليمنية لبدء حرب في اليمن، بل لإنهاء الحرب الجارية هناك، مشدداً على أنه «يتوجّب على الحوثيين الاختيار بين أن يكونوا ميليشيا إيرانية في اليمن ويكونوا (حزب الله) آخر في اليمن يطلق الصواريخ البالستية ويمتلك أسلحة ثقيلة، أو أن يكونوا حزبًا سياسيًا في اليمن»، مضيفاً: «نحن نريدهم أن يكونوا جزءًا من اليمن لا جزءًا من إيران».
وشدد على أن «العلاقات السعودية الأميركية قوية، وكانت كذلك طوال السبعة عقود الماضية، ولطالما كان هناك تعاون قوي بيننا، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة في سبيل تعزيز هذه العلاقة الهامة، ومن أجل بناء قواتنا المسلحة التي تساهم في مكافحة الإرهاب والعناصر التخريبية في منطقتنا».

جاء ذلك في لقاء للأمير خالد بن سلمان أجراه معه موقع «فايس» الأميركي قبل التصعيدات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وبثته قناة «العربية» اليوم (الجمعة)... فإليكم التفاصيل:

الأمير خالد بن سلمان: شكرًا لك، من دواعي سروري التواجد معكم.

المحاور شين سميث: سأبدأ مباشرة بسؤالك عن سبب توجه الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، أحب أن أؤكد على أن العلاقات السعودية الأمريكية قوية، وكانت كذلك طوال السبعة عقود الماضية، حيث أنها بدأت مع الرئيس الديمقراطي روزفلت، وتم تعزيزها منذ ذلك الحين في ظل مختلف الرؤساء الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وما هذه الزيارة إلا امتداد للعلاقة التاريخية القوية التي قامت بحماية شعبي البلدين على الصعيد الأمني، وأما من الجانب الاقتصادي فإنها خلقت العديد من الوظائف والفرص في كلا البلدين مما حفز اقتصاديهما. إن زيارة الرئيس ترامب هامة بالنسبة للعالم الإسلامي، وأعتقد أنه من المهم جدًا للولايات المتحدة أن تحظى بعلاقة قوية مع المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، كما أعتقد أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس في تلك الزيارة كان مشجعًا جدًا للعالم الإسلامي، حيث تحدث عن مكافحة الإرهاب، وقال أن أغلب ضحايا داعش والمنظمات الإرهابية هم من المسلمين، كان أمرًا هامًا جدًا أن يسمع العالم الإسلامي ذلك من رئيس الولايات المتحدة.

المحاور شين سميث: ماهي السياسات التي نوقشت في تلك الرحلة؟ من الواضح أن مكافحة الإرهاب كان في طليعة جدول الأعمال، حيث أعتقد أنكم قمتم بافتتاح مركز مكافحة الإرهاب في الرياض أثناء تلك الزيارة، لكن ماهي السياسات الأخرى؟
الأمير خالد بن سلمان: لقد تحدثنا عن سبل تعزيز تعاوننا المشترك في المجال الأمني والدفاعي والاقتصادي. نحن مستمرون في العمل مع الإدارة الحالية، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة في سبيل تعزيز هذه العلاقة الهامة.

المحاور شين سميث: لقد كان هناك جزء متعلق بمبيعات الأسلحة في تلك الرحلة، ما الذي حدث؟
الأمير خالد بن سلمان: لطالما كان هناك تعاون قوي بين السعودية والولايات المتحدة على صعيد مشتريات الأسلحة، نحن شركاء مهمين للشركات الأمريكية، وقد خلقنا العديد من الوظائف من خلال تعاوننا في مجال مشتريات الأسلحة، وسنواصل العمل مع الولايات المتحدة والشركات الأمريكية من أجل بناء قواتنا المسلحة التي تساهم في مكافحة الإرهاب والعناصر التخريبية في منطقتنا.

المحاور شين سميث: دعنا نتحدث عن الإرهاب في المنطقة، ما هو أكبر تهديد تواجهه المملكة العربية السعودية حاليًا؟
الأمير خالد بن سلمان: التهديد الأكبر الذي تواجهه المنطقة والأمن الدولي هو النظام الإيراني وميليشياته في المنطقة من جهة، وداعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية من جهة أخرى، إنهما وجهان لعملة واحدة، فهم جميعًا يؤمنون بنفس المبدأ، وليس بالضرورة إيمانهم بالأيديولوجية ذاتها. كلاهما لا يؤمنان بسيادة الدول، ويؤمنان بإقامة دولة أيدولوجية عابرة للحدود، كما أنها لا يحترمان القانون الدولي، ورغم أنهما يتنافسان أحيانًا ويتقاتلان، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بنا فإنهما يتعاونان علينا باعتبارنا عدوهما المشترك ويتعاونان في ذلك

المحاور شين سميث: لماذا يعدونكم عدوهما المشترك؟
الأمير خالد بن سلمان: بسبب كوننا عامل استقرار وسلام وازدهار في المنطقة. ما نريد أن نقوم به في السعودية هو أن نعمل من خلال رؤيتنا ٢٠٣٠ على إصلاح اقتصادنا والاستفادة من الإمكانات غير المستغلة، وفتح قطاعات جديدة في السعودية، وتحقيق الازدهار والتقدم لشعبنا. في سبيل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، وإلى زيادة تعاوننا الاقتصادي مع دول الجوار. أما إيران فهي تريد تصدير ثورتها، ولديها أفكار توسعية، ولا ترغب في حدوث أي شراكة بين دول المنطقة بحيث تكون تلك الدول ضمن إطار مشروعها التوسعي. هذا هو الفارق الكبير فيما بيننا، نحن نملك خطة تقدمية للمستقبل تتمثل في "رؤية 2030"، أما إيران فخطتها هي "رؤية 1979" التي تحاول إعادة السعودية والمنطقة إلى الخلف.

المحاور شين سميث: قرأت مقالًا كتبته أنت مؤخرًا تقارن فيه بين إيران وألمانيا النازية، من حيث الأفكار التوسعية، وأننا نقوم إلى حد ما باسترضاء سياسة إيران التوسعية، هل يمكنك التفصيل أكثر بهذا الشأن؟
الأمير خالد بن سلمان: ما طرحته في ذلك المقال هو أنه كان يوجد أفكار ودول توسعية في العالم ولاسيما في أوروبا أثناء فترة الثلاثينات، حيث شاهدنا ألمانيا النازية تحتل النمسا وأجزاء من تشيكوسلوفاكيا، وأن النهج الذي تم اتباعه في ذلك الوقت لحل الأزمة والمتمثل في استرضاء ألمانيا النازية بدلًا من مواجهتها قد قاد للمزيد من الأعمال التوسعية، ورأينا اتفاق ميونخ الذي عاد به رئيس الوزراء تشامبرلين إلى بريطانيا حاملًا ورقة الاتفاقية ووصفها بأنها بداية عصر السلام، لكن الأمور لم تنجح، حيث قادت لغزو فرنسا وتم قصف لندن بعد ذلك. نحن نرى المبدأ التوسعي ذاته في المنطقة من خلال النظام الإيراني، ونريد ايقافه الآن بدلًا من جعله يقودنا لصراعات أكبر. عندما ننظر إلى التوجهات في المنطقة خلال الأربعين سنة منذ الثورة الإيرانية، شاهدنا كيف أن إيران بدأت ببناء ميليشيات إرهابية طائفية في لبنان قامت بقصف السفارات والثكنات البحرية ...

المحاور شين سميث: حزب الله
الأمير خالد بن سلمان: ... واغتالوا رئيس الوزراء اللبناني، وحاول الإيرانيون استنساخ هذا النموذج واستخدام الأساليب ذاتها في سوريا والعراق واليمن، وقد أفلتوا من العقاب في جميع أفعالهم تلك. والآن نراهم أطلقوا أكثر من 160 صاروخ باليستي على دولة ضمن دول مجموعة العشرين وهي السعودية، لذلك إذا لم يتم ردع تلك الأفعال، فسنشهد ظهور المزيد من الميليشيات الإرهابية في المنطقة. وعلينا ان نتذكر أن حزب الله لا يشكل تهديدًا محليًا فقط، بل هو تهديد عابر للحدود؛ حيث نرى أنشطة غسيل الأموال التي يمارسها حزب الله حول العالم، في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها، وكذلك أنشطتهم المتعلقة بالمخدرات حول العالم، ولذلك نحن لا نريد أن يظهر حزب الله آخر خاصة في اليمن، مثل الحوثيين و هي جماعة أخرى في المنطقة تردد شعار "الموت لأمريكا" ، كما أنها تهديد عابر للحدود نحاول وضع حد له، كما أنها تؤثر على أمن البحر الأحمر الذي تمر من خلاله 15% من التجارة العالمية.

المحاور شين سميث: دعنا نتحدث عن اليمن، لقد قلت بأن شعار الحوثيين هو "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الموت لليهود"، لكن يظل لهذه الحرب أضرار جانبية يطلق عليها الآن "أزمة إنسانية"، كما تفشى وباء الكوليرا هناك، مما قاد الأمم المتحدة للتدخل، حتى أنه تم تسمية هذه الحرب بـ "فيتنام المملكة العربية السعودية"، ما الذي يحدث هناك؟ وهل بإمكانكم الانتصار في هذه الحرب؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، نحن لم ندعم الحكومة اليمنية لبدء حرب في اليمن، بل دعمناها لإنهاء الحرب الجارية في اليمن. الطرف الذي بدأ الحرب هو ميليشيا الحوثي الإيرانية، وقد بدأوها في عام 2014 عندما انتقلوا من منطقتهم إلى العاصمة، وقتلوا وذبحوا اليمنيين وهددوا الحكومة المركزية لليمن، وكان الخيار أمامنا في تلك اللحظة إما دعم الحكومة المركزية الشرعية لليمن ضد جميع الأطراف الإرهابية غير الحكومية مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة، أو لن يكون لدينا في اليمن إلا منظمتين إرهابيتين غير حكوميتين تتمثلان في الحوثيين وتنظيم القاعدة في حال سقطت الحكومة المركزية الشرعية لليمن. وسيستفيد الحوثيون وتنظيم القاعدة من حالة عدم الاستقرار والفراغ تلك، مما سيخلق مزيد من الأعمال الإرهابية المزعزعة للاستقرار. لذلك كان خيارنا الوحيد هو دعم الحكومة اليمنية لاستعادة سيطرتها على البلاد، من أجل إصلاح الاقتصاد اليمني، وخلق الوظائف، وتحقيق الازدهار لليمن، وتحسين الحالة الإنسانية التي تدهورت بعد العدوان الحوثي، هذا هو هدفنا، وقد نجحنا في حملة الضغط على الحوثيين لكي يجلسوا على طاولة الحوار في سبيل إيجاد حل لهذه المشكلة والتوصل إلى حل سياسي طويل الأمد. إن تبرعات السعودية لليمن تتجاوز مجموع تبرعات بقية دول العالم مجتمعة، وسنواصل دعم الجهود الإنسانية، كما أن السعودية والإمارات قد تبرعتا خلال زيارة ولي العهد الأخيرة بأكبر تبرع في تاريخ الأمم المتحدة من أجل أعمال المنظمة الإنسانية في سبيل إيجاد حل للأزمة الإنسانية، كما فعلنا في العراق بالمشاركة مع الولايات المتحدة، حيث لم يكن بإمكاننا حل الأزمة الإنسانية في الموصل حتى تم تحرير الموصل، وعادت المؤسسات الحكومية إلى الموصل. لقد اشرت في سؤالك إلى مثال "فيتنام"، إن فيتنام تبعد عن الولايات المتحدة 7 آلاف ميل، أما اليمن فهي جارتنا، ونشترك معها في حدود يتجاوز طولها الألف ميل، أتساءل ماذا كانت ستفعل الولايات المتحدة لو أنه كان على حدودها الجنوبية ميلشيات إيرانية و أطلقوا 160 صاروخ باليستي باتجاه الولايات المتحدة بما في ذلك واشنطن؟

المحاور شين سميث: بالتأكيد. إن [الإشارة إلى فيتنام] هي إشارة إلى حرب لا يمكن الفوز بها. لأنه من جهةٍ، لديكم المتمردون الحوثيون الذين يقولون "الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل..." ولكنهم أيضًا يستخدمون الناس كدروع ضد الصواريخ البالستية... إلخ؛ لذا سيكون لديكم أضرارٌ جانبية، وهناك أزمة إنسانية، ووباء الكوليرا، والملايين من اللاجئين... إلخ.
الأمير خالد بن سلمان: إن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الوضع الإنساني وللأبد هو التوصّل إلى حلٍ سياسيٍ دائم قائم على القرار الأممي 2216 الذي يُقرّ - وبشكل واضح - بوجوب استرداد الحكومة اليمنية لسيطرتها على البلاد. ولطالما كنا داعمين وبقوة لجميع مبادرات الأمم المتحدة السابقة للتوصل إلى حلٍ سياسي. لقد سبق وأعلنّا عن وقف إطلاق النار في سبع مناسبات، ودعمنا جميع مبادرات الأمم المتحدة، وكان الحوثيون هم الطرف الذي ينتهك وقف إطلاق النار في كل مناسبة، وكانوا – في الواقع - الطرفَ الذي يقف عائقًا دون الوصول إلى سلامٍ في اليمن. وقد ذكر المبعوث الأممي السابق في خطابه الأخير في الأمم المتحدة أنه دائمًا ما كانت المملكة العربية السعودية تجلس على طاولة المفاوضات، وكان الحوثيون دائمًا ما يتهربون منها. لذا فهُم من يمثلون العقبة والعائق، والكرة في ملعبهم الآن. يتوجّب عليهم الاختيار بين أن يكونوا ميليشيا إيرانية في اليمن ويكونوا "حزب الله" آخر في اليمن يطلق الصواريخ البالستية ويمتلك أسلحة ثقيلة، أو أن يكونوا حزبًا سياسيًا في اليمن. نحن نريدهم أن يكونوا جزءًا من اليمن لا جزءًا من إيران.

المحاور شين سميث: دعنا نتناول تلك الدول التي تحدثنا عنها كلٌ على حدة، لدينا حزب الله في لبنان، ولدينا تواجدٌ إيراني متنامٍ في العراق، ولديكم الحوثيون في اليمن، إذًا فلديكم نوعٌ من التواجد الإيراني الذي يحيط بالمملكة العربية السعودية. ما أعنيه هو أنه لديكم الآن... دعنا نقل ثلاثة صراعات بالوكالة، ماذا سيحدث عندما لا يصبح الصراع صراعًا بالوكالة؟
الأمير خالد بن سلمان:.إن ما نريده نحن في المنطقة يختلف عمّا تريده إيران في المنطقة، نحن نريد شركاء، ونريد الاستقرار، ونريد الأمن، نريد دولًا تكون مستقلة. إن السعودية لا تمتلك أي ميليشيات في الشرق الأوسط. في المقابل لا أحد بمقدوره أن يعدد جميع الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط في جملة واحدة، ولا أظن أن شعوب العراق واليمن ولبنان تريد أن تكون جزءًا من الثورة الإيرانية وجزءًا من طهران، بل يريدون أن يكونوا دولًا مستقلة وأن يمضوا قدمًا ويريدون إصلاح اقتصاداتهم. لذا لا أظن من المقبول أن تتحكم إيران بالشعب العراقي أو بالعراق، بل أظن أنه يجب على الشعب العراقي أن يتحكم بالعراق، وكذا على الشعب اللبناني أن يتحكم بلبنان. وسأعطيك مثالًا على دور السعودية في المنطقة، انظر إلى لبنان على سبيل المثال، لطالما كانت السعودية داعمةً جدًا للاستقرار السياسي في لبنان، كما دعمت السعودية في التاريخ القريب لبنان بما يزيد على 5 مليار دولار، و في مؤتمر باريس لدعم لبنان تبرّعت السعودية بمبلغ 2 مليار دولار، والتبادل التجاري للسعودية مع لبنان يبلغ 626 مليون دولار، كما أن السياح السعوديين كانوا يشكلون أكثر من 20% من السياح في لبنان. لذا فإننا لطالما كنّا الطرف البنّاء والمفيد في لبنان، نحن نرسل السياح إلى لبنان، وإيران ترسل الإرهابيين إلى لبنان، نحن نرسل رجال الأعمال، وإيران ترسل المستشارين العسكريين، نحن نبني الفنادق وقطاع السياحة ونخلق فرص العمل، وإيران تخلق الإرهاب، نحن نريد للبنان أن تكون بلدًا أفضل وأقوى وأكثر استقرارًا ونريد للشعب اللبناني التقدم وأن يكونوا بلدًا مزدهرًا، وإيران تريد من لبنان أن تخوض حربها نيابة عنها وتريد منها أن تقوم بمشاريع طهران التوسعية. وإذا كان ما يريده المرشد الأعلى في إيران يتعلق بالدين فحسب، فلماذا نرى دائمًا أن الولي الفقيه... المرشد الأعلى يكون من إيران؟ لماذا لا نرى مرشدًا أعلى لبنانيًا أو عراقيًا ويتّبعه ملالي إيران في المقابل؟ لن ترى هذا قط، لأن إيران تريد استخدام لبنان والعراق وشعوبها كأدوات لسياساتهم التوسعية.

المحاور شين سميث: إذن، إذا نظرت إلى لبنان، فستجد السنة في جانب – طبقا للدستور في الواقع – والشيعة والدروز في الجانب الأخر، و سبق وأن أجرينا مقابلة مع الحريري وقال، إننا نواجه مشكلة تكمن في أنه ليس لدينا تنظيم حزب الله فحسب، بل لدينا مليوني مهاجر سوري داخل البلاد، علاوةً على المهاجرين الفلسطينيين، إنه أشبه بـحصن العقلانية، حيث يبدو أنه أحد الأمور الوحيدة التي تجعل الدولة متماسكة، كما أن والده تعرض للاغتيال كما هو معروف وهو يحاول أن يجعل الدولة متماسكة، ولكن كان هنالك شيء من اللغط مؤخرًا أثناء وقبل الانتخابات وذلك عندما دُعي إلى السعودية، البعض قال إنه اُختطف، كما أنني سألته ونفى ذلك. إذن ما الذي حدث هناك، لماذا دُعي إلى السعودية، ما الذي حدث في السعودية، قبل أن يعود إلى هناك؟
الأمير خالد بن سلمان: أعتقد أنك سألت سعد الحريري، وأعتقد أن أفضل إجابة يمكن أن تتلقاها من سعد الحريري نفسه. دعني أخبرك كيف ننظر إلى لبنان وسعد الحريري نفسه. سعد الحريري ووالده كانا حلفاء للسعودية، وهما حلفاء للسعودية بالفعل، وسيستمران كحلفاء للسعودية. إننا نرغب باستقرار لبنان، إننا نقدّم المساعدة للبنان لتصبح دولة أكثر ازدهارًا، ونريد خلق الوظائف فيها، وأن تمضي قُدمًا. ولكن انظر إلى الطرف الذي يزعزع الاستقرار وهو ليس السعودية، إنه الطرف الذي اغتال رئيس وزراء لبنان، وهو الطرف الذي استغل الشعب اللبناني في صراعٍ لا علاقة له في الأمن الوطني للبنان، ألا وهما حزب الله وإيران.

المحاور شين سميث: إذن إذا ألقينا نظرة على الوضع، نرى أن هنالك نوعٌ من وقفٌ للتصعيد في الصراع الإسرائيلي، بينما هنالك تصعيدٌ في الصراع الإيراني، حيث لا يقتصر على السعودية فحسب، بل مع إسرائيل ودول عدة أخرى. إذن، فالسؤال الهام الذي لدي عندما نتحدث عن السلام في الشرق الأوسط الذي يعد من المسائل الهامة لعدة سنوات، وأخذا بالاعتبار تشبيهك للوضع مجازيا مع ألمانيا النازية، يبدو أننا نسلك الطريق الخاطئ، فيبدو أن إيران توسعية، وأنها تدعم الجماعات الإرهابية، فهناك صراع في اليمن، وصراع في لبنان، وصراع في سوريا، وصراع في إيران. متى سينتهي هذا الأمر؟ كيف سنصل إلى السلام في الشرق الأوسط؟ كيف سنصل إلى ما أشبه بالحل العقلاني؟ لأنه يبدو أننا نسلك الطريق الخاطئ.
الأمير خالد بن سلمان: هذا سؤال مهم جدا وينبغي أن يُطرح على النظام الإيراني

المحاور شين سميث: لقد سألناهم
الأمير خالد بن سلمان: لأننا الطرف الذي لم يُطلق أي رصاصة تجاه إيران، فلم نُطلق صواريخ باليستية تجاه إيران، بل إنهم هم الطرف الذي يقوم بهذه الأنشطة التخريبية كافة في الشرق الأوسط. ما أقوله هو أننا بحاجة إلى ممارسة الضغط على النظام الإيراني؛ لكي نوقف هذه الأنشطة التي ستفضي بنا إلى خوض صراعاتٍ أكبر. فإن بقينا مكتوفي الأيدي، مثلما كنا في السنوات الماضية، فسيفضي بنا ذلك إلى خوض صراعاتٍ أكبر، لأنه لم يتم إطلاق صواريخ باليستية تجاه السعودية قبل 5 سنوات، ولم تكن هنالك ميليشيا إيرانية في العراق قبل 20 سنة. فالاتجاه السائد هو تصعيدٌ إيراني مستمر في المنطقة والذي سيفضي إلى خوض صراعاتٍ أكبر. ولكن في الوقت نفسه، فإن النظام الإيراني يواجه مشاكل، إذ أنه قوة تخريبية، ويخلق عدم الاستقرار في المنطقة. كما أنه يواجه مشاكل مع شعبه، حيث يستخدم سياسته الداخلية من أجل خدمة سياسته الخارجية الرامية للتوسع، بدلًا من خدمة شعب بلده. انظر إلى العملة الإيرانية في الوقت الحالي، إنها في أسوأ أوضاعها. وأنظر إلى الاقتصاد الإيراني وإلى أين يتجه. أعتقد أنه ينبغي على النظام الإيراني أن يتوقف عن الأنشطة التخريبية ويركز على شعب بلده، مثلما نقوم به في السعودية، فنحن في السعودية نقوم بعكس ما يقومون به تماما منذعام 1979. لقد ضاعفنا الناتج المحلي الإجمالي عشرة أضعاف ما كان عليه في عام 1979 وكان في حينها ناتجنا المحلي مساوي تقريبا للناتج المحلي الإيراني، والآن نحن نزيد عن إيران بأكثر من الضعف. انظر إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، فالناتج المحلي الإجمالي للفرد السعودي أكثر بكثير مقارنة بالفرد الإيراني. انظر إلى متوسط العمر المتوقع، فإن كان المرء يعيش في السعودية، فإنه سيعيش أربع سنوات أكثر مقارنةً بمن يعيش في إيران. انظر إلى نظامنا الصحي والتعليمي. وانظر إلى إصلاحاتنا الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. ففي السعودية، لم يتم حظر أي منصة تواصل اجتماعي قط، بينما بالنسبة لإيران، فإنها تستمر في حظر منصات التواصل الاجتماعي. إننا دولة تريد أن تكون جزءًا من النظام العالمي. إننا نفتخر بقيمنا، ونفتخر بعاداتنا. ونحن نسعى للتماشي مع روح العصر دون انتهاج طابع الغرب أو الشرق، وإننا نمضي قُدمًا بناءً على قيمنا. الأهم أننا نسير إلى الأمام، لدينا رؤية تمضي قُدمًا، بينما لديهم رؤية رجعية. لدينا رؤية 2030، بينما هم لديهم رؤية 1979، وهذه هي المشكلة، إنه صراعٌ في الرؤى بين السعودية وإيران.

المحاور شين سميث: لقد كان هناك قرار مثير للجدل من قِبل إدارة ترامب بالانسحاب من صفقة إيران النووية، وأنا أقول عنه مثير للجدل لأنه كان مثيرًا للجدل في الداخل إضافة إلى أن الأوروبيين قرروا عدم مجاراة أمريكا، وعندما تحدثت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن هذا شيء جيد لكنه قال إن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى زيادة القدرة النووية لإيران، وفي تلك الحالة يتوجب على إسرائيل أن تتصرف، ما هو موقف السعودية بخصوص الانسحاب من الصفقة؟ وما هي بعض التبعات لو حاولت إيران تسريع برنامجها النووي؟
الأمير خالد بن سلمان: حسنًا في بادئ الأمر، نحن نقول بشكل صريح أننا ندعم قرار الرئيس لأنه على حق، إنه محق. ما فعلته الصفقة هو الإيقاف المؤقت لسلاح لا يمتلكه النظام الإيراني، ولكنها زادت بالمقابل من قوة كل سلاح آخر يمتلكه النظام، وزادت قدرتهم على إطلاقهم حروب غير تقليدية وزيادة ميزانية الحرس الثوري الإيراني وزيادة ميزانية حزب الله وزيادة ميزانية الحوثيين، إن عدد الصواريخ البالستية التي تم إطلاقها على المملكة بعد الصفقة النوويةاكبر من تلك التي قبل الصفقة النووية.

المحاور شين سميث: إذا للإيضاح، من الممكن أنها أبطأت أو أوقفت قدرتهم على امتلاك سلاح نووي ولكنها زادت من تمويل الجماعات الإرهابية مثل حزب الله والحوثيين.
الأمير خالد بن سلمان: أجل، وما أقوله هو أننا ربما تمكنا بشكل مؤقت من إيقاف أسلحة الدمار الشامل، ولكننا خلقنا دمارًا شاملًا في الشرق الأوسط. وعندما دعمنا قرار الرئيس أوباما بالتوقيع على الصفقة توقعنا من إيران أن تكون أحد الفاعلين الذين يتحلون بالمسؤولية في المنطقة وتوقف أنشطتها التخريبية. ولكننا رأينا نتيجة عكس ذلك، رأينا إيران تزيد من حدة أنشطتها التخريبية وتزيد من دعمها للميليشيات في المنطقة وتزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. ولهذه الأسباب نحن ندعم قرار الرئيس بالانسحاب من الصفقة النووية.

المحاور شين سميث: إذا انسحبت من الصفقة والآن هناك نوع من النزاع بين الولايات المتحدة وأوروبا على هذا الشأن، إيران تزيد من أنشطتها العنيفة وإسرائيل تستعد بشكل ما لهذا الأمر وربما هو الحال مع السعودية وكذلك دول الخليج. ألا يعني ذلك بأننا نذهب في الاتجاه الخاطئ؟ ألا يعني ذلك بأننا نبتعد عن السلام ونتجه نحو حرب تقليدية؟
الأمير خالد بن سلمان: حسنًا، في سؤالك أنت تقول بأننا نسير في الاتجاه الخاطئ، دعني أقول لك ماذا كان الاتجاه الذي كنا نسير فيه قبل الانسحاب من الصفقة النووية؛ كنا نرى أنشطة مدمرة بشكل أكبر في سوريا وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في العراق وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في لبنان وأنشطة مدمرة بشكل أكبر في اليمن، 160 صاروخ باليستي تم اطلاقها تجاه السعودية من ضمنها العاصمة – أحدى دول مجموعة العشرين – إذا فإن أفعال إيران هي ما كان يؤدي نحو صراع أكبر، إذا قمنا بالضغط على إيران وجعلناهم يدفعون الثمن نظير ما فعلوه فسيؤدي ذلك إلى العكس، فبشكل أساسي سوف يؤدي ذلك إلى إيقاف تصعيد إيران المستمر الذي كان سيؤدي بنا إلى صراع أكبر في المنطقة، ولهذا السبب يجب أن نستعمل كل الأدوات المتاحة لدينا وأن تكون جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

المحاور شين سميث: وما هي تلك الأدوات؟
الأمير خالد بن سلمان: في بادئ الأمر يجب علينا أن نحل هذه المسألة دبلوماسيًا، ويجب علينا أن نزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران للوصول لوضع أفضل في الشرق الأوسط.

المحاور شين سميث: في أمريكا يبدو أن هناك مأزق، فكما تعرف هناك العديد من الفاعلين والعديد من الأسماء والعديد من المترادفات، وفي كثير من الأحيان يتم التبسيط إلى أن الشيعة ضد السنّة. ما أكبر شيئين يمكنك تبسيطهما قد يؤديان إلى.. لن أقول السلام في الشرق الأوسط فذلك يبدو.. ولكن إلى التخفيف من حدة التصعيد والتوترات؟
الأمير خالد بن سلمان: في البداية، الخلاف بين السعودية وإيران ليس متعلّق بالسنة والشيعة بل هو عبارة عن تصادم في الرؤى كما قلت. فنحن لدينا رؤية ذات نظرة مستقبلية لتحسين اقتصادنا وجعل حياة مواطنينا أفضل في المملكة والدفع بمجتمعنا للأمام، ولنتمكن من تحقيق ذلك الهدف نحن نريد أن يكون لدينا منطقة مستقرة ومسالمة ومزدهرة ونحن نريد زيادة التعاون التجاري. ولكن إيران تريد أن تفعل العكس، فلديها سياسة توسعيّة حيث يريدون بشكل أساسي السيطرة على بلدان في المنطقة كما أن لديهم نشاطات مدمرة في المنطقة تؤدي إلى العودة بالمنطقة للخلف وليس الدفع بها للأمام، وهذا هو سبب الخلاف. لقد دعمنا الحكومة العراقية في محاربة داعش، وفي الجهة الأخرى نحن ندعم الحكومة اليمنية في محاربة الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. إيران دومًا ما تكون على الجانب الطائفي، ونحن في السعودية دومًا ما نكون على الجانب الحكومي والمؤسساتي، وهناك اختلاف كبير بين موقفنا والموقف الإيراني.

المحاور شين سميث: سيقول الإيرانيون إن السعودية مولت لنشر الوهابية؛ وبالتالي، هي غذت التطرف من الجانب السني، ما هو ردك على ذلك؟
الأمير خالد بن سلمان: هذا قطعًا غير صحيح. من كان عدو أسامة بن لادن الأول؟ من هو عدو داعش الأول؟ ما ينبغي عليك فعله هو الاستماع لهم، استمع لهؤلاء الإرهابيين وما يقولون. إن عدوهم الأول هو السعودية والولايات المتحدة. لم تقم القاعدة بشن أي هجوم على إيران. بينما تعرضت السعودية عبر تاريخها لأكثر من 130 هجوم إرهابي، بما في ذلك على الحكومة السعودية. لذا، من غير المنطقي أن نقوم بتمويل أي شيء قد يهدد بلادنا بشكل أساسي. بالإضافة إلى ذلك، لقد قال أسامة بن لادن بوضوح في وثائقه التي عثرت عليها الولايات المتحدة في أبوت أباد إن إيران كانت ممولا لأنشطتهم بالأساس، وأضاف بأن إيران تساعدهم لوجستيًا، وفي مجمل حديثه عن إيران وصفها بالشريك ضد السعودية والولايات المتحدة. استمع لما يقوله أسامة بن دلان وأنظر إلى وثائقه واسمع أيضًا لما يقولونه في تسجيلاتهم الصوتية، إنهم يستهدفون السعودية والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، كان يتواجد ابن أسامة بن لادن، حمزة، في إيران وكان يصدر تسجيلات صوتية ضد السعودية من هناك.

المحاور شين سميث: لقد زرت إيران والسعودية، إن الشيء الوحيد الذي فاجأني كعامل متشابه بين الثقافتين هو التركيبة السكانية الشبابية في السعودية وإيران. في السعودية يبدو وأن هناك توجه هائل من الشباب نحو التغيير والعصرنة وجميع أنواع التحركات الاجتماعية. وفي طهران، خصوصًا الشباب الذين يتابعون القنوات الفضائية ولديهم أقارب في لوس انجلوس أو لندن، والذين يحظون بنفس العقلية تقريبًا، لماذا هنالك اختلاف كبير سياسيًا. هناك شباب لدى كل الدولتين لا يبدون بعيدين كل البعد عن بعضهم البعض، ولكن من الناحية السياسة تبدو الدولتان في اتجاه مختلفٍ كليًا؟
الأمير خالد بن سلمان: إليك الفرق الكبير، وبالمناسبة أعتقد أن الشعب الإيراني شعبٌ عظيم وهو شعب يريد بناء بلاده فعلًا والمضي قدمًا بالبلاد، وهم يستحقون الأفضل، ولكن الفرق الكبير هو أن هناك متطرفين في السعودية ولكنهم أقلية تلاحقهم الدولة وهاربة من العدالة، بينما في ايران هناك متطرفين وهم أقلية لكنهم هم من يديرون البلاد. هذا هو الفرق الكبير بيننا وبين إيران. تمعن فيمن ذكرتهم من الشعب الإيراني الذين يعيشون في الخارج، بما في ذلك الولايات المتحدة. هناك الملايين من الإيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في أوروبا، هل رأيت أي أقلية سعودية تعيش في أوروبا أو الولايات المتحدة؟ لقد أرسلنا مئات الآلاف من الطلاب إلى الولايات المتحدة، ورجع أكثر من 98% منهم إلى البلاد، لماذا؟ ما هو السبب وراء ذلك؟ لأن لديهم أمل ويرغبون بتقدم بلدهم إلى الأمام، لأنهم يشعرون بأن بلدهم تسير في الاتجاه الصحيح، وحتى نسبة 1.5% من الطلاب الذين استمروا في البقاء بالولايات المتحدة، قابلت بعضهم ووجدت أنهم يعملون في جوجل ويوتيوب وغيرها من الشركات في الولايات المتحدة. إن مشاريعهم المستقبلية في السعودية وهم يريدون العودة لأن السعودية طموحة في خدمة شعبها والمضي قدما بالبلاد، إن السعودية مختلفة عن النظام المتطرف في إيران.

المحاور شين سميث: أعرف بأنك مشغول ولكن لدي بضعة الأسئلة فقط، إذا تحدثت للإيرانيين سيقولون إن السعودية لديها قواعد عسكرية أمريكية، وتركيا عضو في حلف الناتو، وباكستان معقل التطرف وطالبان، وأفغانستان لديها طالبان والجيش الأمريكي، إنهم يقولون بأنهم محاطون، ما قولك في ذلك؟
الأمير خالد بن سلمان: أولًا، ليس هناك قواعد أمريكية في السعودية حاليًا. ثانيًا، هل تخبرني بأن أنشطة ايران هي ردة فعلٍ؟ لا أعتقد بأن ذلك صحيح، إذا كانت ردة فعل، لماذا قاموا بتفجير مبنى في الأرجنتين عام 1994؟ لماذا قاموا باغتيال قائد معارضة في مطعم مكينوس في برلين في ألمانيا؟ لماذا حاولوا اغتيال السفير السعودي في واشنطن؟ لماذا أنشأوا ميليشيا طائفية على غرار حزب الله في نيجيريا ؟ إن ما يفعلونه مذكور في دستورهم، إنهم يريدون تصدير الثورة عبر أي وسيلة متاحة، وهذا ما كانوا يفعلونه منذ1979، إن هدفهم الاستراتيجي لم يتغير أبدًا، لقد تغيرت تكتيكاتهم خلال الأربعين عامًا التي مرت، وهذا ما يفعلونه منذ 1979.

المحاور شين سميث: قيل الكثير من الأمور حول القيادة الجديدة في بلدكم. مثلك ومثل أخيك. هل يمكنك فضلًا أن تخبرنا برأيك كيف ستكون المنطقة في الخمس والعشر سنوات القادمة؟
الأمير خالد بن سلمان: ما أراه في السعودية هو أنه تحت قيادة الملك وولي العهد، لدينا خطة طموحة ومشوقة لقيادة اقتصادنا نحو الأمام، لقيادة مجتمعنا نحو الأمام، لقيادة بلدنا نحو الأمام، لتطوير نظام التعليم، ونظام الصحة، وتطوير اقتصادنا، وتوفير بيئة للسياحة، وتوفير الترفيه، والاستثمار داخل السعودية وخارجها، وكنا ناجحين في ذلك منذ أن أُعلن عن رؤية 2030. وأنا اعتقد بأنه على الدول في المنطقة أن تكرر التجربة السعودية، يجب أن نكون دول تنظر نحو الأمام. نحن فخورون بماضينا، ماضينا مشرق، ولكن يجب أن ننظر إلى المستقبل على أنه أكثر إشراقًا. وتلك هي رؤيتنا، الناس في المنطقة لا يجب أن يتم استغلالهم من قبل داعش أو القاعدة، أو النظام الإيراني لخوض حروبهم الخاصة. عليهم أن يعملوا نحو تطوير بلدانهم. وقيادة بلدانهم نحو الأمام وأن يكون لديهم اقتصاد مزدهر. وخلق الوظائف، وخلق الفرص، وذلك هو ما نبحث عنه في السعودية.

المحاور شين سميث: ولكن إن كنت تسير نحو الأمام، ولنفترض أن الإمارات العربية المتحدة تسير نحو الأمام والبحرين تسير نحو الأمام. ماذا سيحدث لو قالت إيران لا، سنستمر في عملنا، سنستمر في التوسع سنستمر في رعاية...
الأمير خالد بن سلمان: علينا أن نعمل في السعودية سويًا مع المجتمع الدولي لردع أي بلد ينتهك القانون الدولي، أو يعيد العالم إلى الخلف، أو يقوم في بناء ميليشات إرهابية. هذا هو الخيار الوحيد. وذلك ما قلته تمامًا في مقالتي، علينا أن نردع هذه الأنشطة قبل أن يقع صراع أكبر لا نرغب به جميعا.

المحاور شين سميث: كما أنك اقتبست في مقالتك– وهو الأمر الذي أجده مثيرًا للاهتمام – من علي رضا زاكاني الذي قال: "هناك ثلاث عواصم عربية أصبحت بالفعل تابعة للثورة الإسلامية [الإيرانية]، وهي بيروت وبغداد ودمشق. إن كان هذا هو ما يحدث، إلى أي أحد سيصلون؟
الأمير خالد بن سلمان: في الواقع لقد ذكروا أربعة عواصم، بيروت وبغداد ودمشق، والرابعة هي صنعاء في اليمن. وأنا لا اعتقد بأن اليمنيين يريدون أن يحتل النظام الإيراني بلدهم. فهم يريدون أن يكون بلدهم مستقلا، ويجب أن يكون مستقلاً. لديهم بلد رائع وشعب عظيم. ولا أظن بأن الشعب اللبناني يريد أن يكون جزءًا من إيران. ومثلما قال حسن نصر الله قائد حزب الله في أحد مقاطع الفيديو القديمة بأنه لا يجب أن تكون لبنان دولة مستقلة، بل يجب أن تكون جزءًا من أيدلوجية إيران التوسعية. ولا اعتقد بأن الشعب اللبناني يريد ذلك. ولا اعتقد بأن الشعب العراقي يريد ذلك. ولا اعتقد بأن الشعب السوري يريد ذلك. ولا اعتقد أن أي أحد في المنطقة يريد أن يكون جزءًا من إيران. بل يريدون تحسين بلدانهم والمضي قدمًا.

المحاور شين سميث: يبدو بأن الناس تتحد وتقف في المنطقة ضد إيران. هل يدعم صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان تغيير الحكم في ايران؟
الأمير خالد بن سلمان: سياستنا في السعودية هي عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية للبلدان. والأمر يعود للشعب الإيراني كي يتخذوا القرار. والأمر ليس عائدًا لنا. ولكننا نرى بأن الشعب الإيراني يقوم بالمظاهرات، ونرى بأن الشعب غير سعيد. وذلك لأن النظام بدلًا من أن يصلح الاقتصاد، يقوم بصرف الأموال على أنشطة في المنطقة لا علاقة لها بالشعب الإيراني أو الاقتصاد الإيراني، ولا تخدم الأمن القومي الإيراني ولا الشعب الإيراني.



وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
TT

وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)

بحث وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، الخميس، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، استعدادات استضافة البحرين للقمة العربية المقررة الشهر المقبل.

واستعرض الوزيران في الكويت، حيث وصلها الزياني قادماً من الدوحة، العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، كما تناولا أوجه التعاون الثنائي، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وما من شأنه خدمة مصالحهما وأهدافهما المشتركة.

وشملت المباحثات مستجدات الحرب في قطاع غزة، وتطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، وفقاً لـ«وكالة أنباء البحرين».

وتطرق الجانبان إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والتشاور والتنسيق المشترك تجاه الموضوعات والقضايا المعروضة على جدول الأعمال بما يلبي متطلبات تعزيز العمل العربي المشترك.


لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
TT

لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني، أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان للدكتور الزنداني، في الرياض، وبحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحضور محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي ونظيره اليمني في الرياض (واس)


مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)

«أرسل لكم رسالة من القلب، نتمنى بها لكم الخير والسلام وأن تزول الغمة ويعم السلام»، هذه هي رسالة الطفل السعودي عبد العزيز، التي ستقطع المسافات والحدود، لتصل إلى أطفال غزة داخل صندوق ممتلئ بالمساعدات الغذائية، وهي واحدة من آلاف الرسائل التي كتبها الأطفال ضمن حملة «رسائل الأمل» التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

إحدى الرسائل الموجودة داخل السلال (تصوير: تركي العقيلي)

وتأتي الحملة التي تدعو الأطفال في السعودية إلى كتابة رسائل موجهة إلى أقرانهم في غزة، لإضافة «روح للمساعدات وإيصال المشاعر التي يكنها السعوديون تجاه أهالي غزة»، وفق ما أوضح المتحدث الرسمي للمركز، الدكتور سامر الجطيلي، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» في مقر الحملة بالرياض.

ويستمر المركز بتسيير الطائرات المحمّلة بالمؤنة والغذاء إلى مطار العريش تمهيداً لنقلها إلى معبر رفح.

وأكد الجطيلي أن عدد الطائرات التي شاركت في الجسر الإغاثي الجوي وصل إلى 47 طائرة، إضافة إلى 6 بواخر حمل جميعها أكثر من 6 آلاف طن من المساعدات الإغاثية، مشدداً على أن المركز سيعمل بكل الوسائل والطرق لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

أرسلت السعودية 6 آلاف طن من المساعدات منذ بداية الأزمة (تصوير: تركي العقيلي)

في سياق متصل أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن ترحيب المملكة بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التابعة للأمم المتحدة، الذي يؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وجدّدت الوزارة تأكيد السعودية «أهمية التزام الدول المانحة لوكالة (الأونروا) لضمان استدامة وفعالية كل أشكال الدعم للاجئين من الشعب الفلسطيني، بما يخفف حجم المعاناة التي يعانيها، خصوصاً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

الدكتور سامر الجطيلي (تصوير: تركي العقيلي)

ومع استمرار تدفق المساعدات إلى معبر رفح، أشار الجطيلي إلى أن «التعنت الإسرائيلي» ما زال يعوق وصول كثير منها إلى داخل غزة، مما أثّر سلباً على أهاليها الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه المواد الطبية والغذائية، مؤكداً أنه لو أزيلت هذه العوائق يستطيع المركز أن يصل إلى كل بيت في غزة.

يجدر بالذكر أن السلة الغذائية الواحدة يبلغ وزنها قرابة 36 كيلوغراماً تغطّي حاجة الأسرة المتوسّطة لمدة شهر تقريباً، وتتكوّن من عدد من الأكياس والعبوّات والمغلّفات، منها من الدقيق، والأرز، والسكّر، والتمور، والزيت، وملح الطعام، وغيرها.


اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.