لجنة مشتركة بين الخرطوم وجوبا للتحقيق في أحداث أبيي

إرجاء تمديد «حالة الطوارئ» لمشاورات بين البرهان وحمدوك

TT

لجنة مشتركة بين الخرطوم وجوبا للتحقيق في أحداث أبيي

اتفقت حكومتا السودان وجنوب السودان على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة في الأحداث التي شهدتها منطقة أبيي المتنازعة بين البلدين، خلّفت عشرات القتلى والجرحى وسط المدنيين، وفي غضون ذلك، أرجأ مجلس السيادة السوداني البت في تمديد حالة الطوارئ في البلاد، لمزيد من التشاور.
وأكد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في رسالة شفاهية، لرئيس حكومة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، على ضرورة احتواء الأحداث والوصول المتورطين فيها.
واعتبر نائب رئيس المجلس، محمد حمدان دلقو، الأحداث، عملاً تخريبياً يستهدف عملية السلام، ووعد بإجراء تحقيق شامل في الحادثة. وبحث دلقو مع سلفا كير في جوبا، الآليات الممكنة لحماية المدنيين بمنطقة أبيي، وقال إن بعثة السلام (اليونسفا) تتحمل مسؤولية التقصير في حماية المواطنين، خصوصاً أن المنطقة منزوعة السلاح من الجانبين.
وقال حميدتي عقب لقاء بالرئيس سلفا كير للصحافيين إن لجنة تحقيق ستجري تحقيقاً شاملاً حول الحادث، إلى جانب مشاورات بين حكومتي البلدين لإيجاد آلية لحماية المواطنين في منطقة أبيي، بما فيها من قوة مشتركة ترابط بالقرب من المنطقة، محملاً قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي (يونسفا) مسؤولية وقوع الحادث باعتبار أن تفويضها بحماية المواطنين في المنطقة منزوعة السلاح، التي لا توجد فيها قوات عسكرية، وشدد على البعثة الأممية القيام بمسؤولياتها في حماية المدنيين.
وأدانت حكومة جنوب السودان الأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة أبيي على حدود البلدين. وقال مستشار الرئيس سلفا كير للشؤون الأمنية، توت قلواك، إن حكومتي السودان وجنوب السودان اتفقتا على تكوين لجنة مشتركة للتحقيق في الحادثة.
وفي غضون ذلك، قال عضو مجلس السيادة والمتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، في تصريح صحافي، أمس، إن بعثة حفظ السلام المؤقتة تتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية بمنطقة أبيي.
وأضاف أن مجلس السيادة وافق على استقالة رئيس اللجنة الإشرافية بالمنطقة، ويجري التشاور لتعيين قيادة جديدة لإدارة الشؤون الأمنية والمعيشية.
وشنت مجموعة مسلحة، أول من أمس، هجوماً على قرية بمنطقة أبيي، راح ضحيته أكثر من 30 قتيلاً وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال. ودانت الحكومة الانتقالية، الأعمال الانتقامية ضد المواطنين من أي طرف، وأكدت رفضها التصعيد والتحريض القبلي الذي يؤدي إلى المزيد من التوتر وأعمال العنف.
ودعت الحكومة قوات حفظ السلام (اليونسفا) بالمنطقة للتدخل وضبط الأوضاع الأمنية وحماية المدنيين.
أثناء ذلك أرجأ مجلس السيادة الانتقالي اتخاذ قرار بشأن تمديد حالة الطوارئ، بغرض إجراء المزيد من المشاورات مع مجلس الوزراء، والاطلاع على تقارير الجهات المختصة حول الأوضاع الأمنية عامة في البلاد.
وقال الفكي إنه تم تفويض رئيس المجلس، لمناقشة الأمر مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، لاتخاذ قرار مشترك في الاجتماع المقبل.
وشهدت مدن سودانية تفلتات أمنية خلّفت عشرات القتلى والمصابين، كان آخرها تمرد قوات تابعة لجهاز المخابرات العامة، في يناير (كانون الثاني) الحالي.
وانتهت في 10 من يناير الحالي فترة تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد، التي تمت بموافقة «قوى إعلان الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية.
في سياق آخر، أكد مجلس السيادة استقلالية «بنك السودان المركزي»، للقيام بدوره الرقابي، وذلك على خلفية حديث لرئيس الوزراء بتبعية البنك للمجلس.
وأوضح الفكي أن «البنك المركزي» مؤسسة مستقلة لا تتبع مجلس السيادة، ولا سيطرة للعسكريين عليه، وأن «الوثيقة الدستورية» منحت رئيس الوزراء الحق في تعيين كبار الموظفين بالبنك.
ودعا الجهات ذات الصلة إلى إجراء تعديلات في القوانين لتعزيز دور البنك المستقل.
وأكد الفكي أن مجلسي السيادة والوزراء يعملان بانسجام تام، ويتشاوران باستمرار حول القضايا الوطنية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.