«الإدارة الكردية» السورية تنظم «الدفاع الذاتي» في مناطقها

TT

«الإدارة الكردية» السورية تنظم «الدفاع الذاتي» في مناطقها

أعلنت «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا تحديد عمر 20 عاماً للالتحاق بالتجنيد الإلزامي ضمن واجب الدفاع الذاتي في المناطقة الخاضعة لنفوذها.
وقالت في بيان، إن «سن التكليف في جميع مناطق سيطرتها يحدد بمواليد تاريخ 1 يناير (كانون الثاني) 1990 وما بعد ذلك»، وأشار البيان إلى توحيد أعمار جميع المكلفين لأداء واجب الدفاع الذاتي في 7 إدارات مدنية، وهي بمثابة هياكل حكم محلية تدير مناطق شرق الفرات بدءاً من تاريخ صدور القرار.
وقال زيدان العاصي، رئيس مكتب الدفاع لدى الإدارة المدنية، إن واجب الدفاع الذاتي هو: «خدمة إلزامية يخضع لها الذكور من أبناء مناطق الإدارة ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر، وعليه الالتحاق بالقطعات العسكرية»، منوهاً إلى توحيد مواليد الدفاع الذاتي: «بما يعادل 29 سنة وإذا لم يكمل الشخص 18 سنة لن يُطلب إلى واجب الدفاع الذاتي»، وبخصوص المواليد المعفية من القرار، أوضح قائلاً: «التي تتراوح أعمارها بين عامي 1987 و1989 فما دون قد أصدر أمر إعفائهم من الخدمة نهائياً إن كان داخل سوريا أو خارجها يستطيع أن يعود»، لافتاً بأن القرار لا يطبق بأثر رجعي على المكلفين حالياً في واجب الخدمة.
وكان مواليد أداء واجب الدفاع الذاتي في مناطق الجزيرة وعين العرب (كوباني) يبدأ بعام 1986، بينما كان سن التكليف في الرقة ودير الزور محددة بمواليد عام 1990، أما في منبج فكان سن التكليف محددة بمواليد عام 1988. وكان المجلس العام للإدارة الذاتية، صادق منتصف العام الماضي على قانون الدفاع الذاتي، ويتألف من ثلاثين بنداً حددت بموجبها مدة الخدمة 12 شهراً، وإعفاء الإعاقات والابن الوحيد، ومن لم يثبت له نسب، ومراعاة وضع طلبة الجامعات والمدارس الثانوية والأخذ بأسباب التأجيلات الدراسية، كما أقرت واجب الاحتياط عند استدعائه بناءً على مقتضيات الحاجة الضرورية للالتحاق بالخدمة.
ويلزم القانون كل أسرة بتقديم أحد أفرادها الذكور لأداء الخدمة، في حين طالبت المادة 26 من القانون نفسه الشباب المهاجرين حاملي الإقامات والجنسيات الغربية والأوروبية، الذين تعود أصولهم إلى مناطق الإدارة الذاتية بدفع مبلغ مالي وقدره 400 دولار أميركي في كل زيارة لمسقط رأسهم، واستثنت حاملي الإقامات التركية والعراقية.
وفي مدن وبلدات مدينة دير الزور كانت مظاهرات مناهضة خرجت في أبريل (نيسان) العام الماضي، طالبت بإلغاء التجنيد الإجباري والاكتفاء بالمتطوعين، وتدخلت القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، لدى وجهاء وشخصيات عربية اجتماعية بهدف إقناع المحتجين بتحديد سن التجنيد الإجباري؛ الأمر الذي دفع أبناء مدن وبلدات منبج والطبقة والحسكة المعاملة بالمثل وخرجت حركات احتجاجية طالبت بتوحيد العمر، وتخضع الجهة الشمالية الشرقية من حوض نهر الفرات بمدينة دير الزور لسيطرة القوات حيث تديرها مجلس عسكري وآخر مدني.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.