حمدوك: نؤسس لشراكة مع العسكر لتجنب سيناريوهات المنطقة

حمدوك: نؤسس لشراكة مع العسكر لتجنب سيناريوهات المنطقة
TT

حمدوك: نؤسس لشراكة مع العسكر لتجنب سيناريوهات المنطقة

حمدوك: نؤسس لشراكة مع العسكر لتجنب سيناريوهات المنطقة

نفى رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وجود خلافات بين المدنيين والعسكريين في مؤسسات السلطة الانتقالية، مشيراً إلى أن حكومته تسعى لتأسيس شراكة، تكون نموذجاً في الإقليم والعالم، يجنّب الشعب السوداني تكرار التجارب التي حدثت في ليبيا وسوريا واليمن.
ووصف حمدوك أداء الوزراء في الحكومة بالمُرضي، مشيراً إلى أن إجراء تعديل وزاري، وارد إذا اقتضت الضرورة، بالتشاور مع قوى إعلان الحرية والتغيير، المرجعية السياسية للحكومة، حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية. ومن المقرر أن يجري حمدوك خلال الأيام المقبلة جولة خارجية تشمل ثلاث دول هي الكويت، وكينيا، وجيبوتي.
وقال حمدوك في مقابلة مع التلفزيون الوطني، إن الحكومة شرعت في تنفيذ برنامج اقتصادي إسعافي، لتوفير السلع الاستراتيجية، مُقرّاً بالمعاناة التي يعايشها المواطنون محدودو الدخل جراء تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد
. وأكد حمدوك توفر المواد الضرورية من الوقود ودقيق الخبز، مشيراً إلى الأزمة تكمن في توزيعها، وليس في انعدامها. وقال إن الحكومة تعمل على حل هذه المشكلة. وأرجع رئيس الوزراء، تدني قيمة الجنيه السوداني، مقابل الدولار في السوق الموازية (السوداء) إلى المضاربات وتجار العملة الذين يبحثون عن مصالح شخصية للاستفادة من هذه الأزمة.
وقال رئيس الوزراء السوداني، إن بلاده ليس لديها احتياطيات من النقد الأجنبي لحماية قيمة الجنيه، وإنه يوجد «خلل هيكلي».
وبِيع الدولار الأميركي مقابل 100 جنيه سوداني في التعاملات النقدية يوم الاثنين مقارنة مع 88 جنيهاً قبل أسبوع، مع استمرار اتساع الفجوة مع السعر الرسمي البالغ 45 جنيهاً للدولار. وقال حمدوك، إن سعر الدولار في التعاملات النقدية اليوم بلغ 95 جنيهاً.
وقالت وزارة المالية في بيان ميزانية 2020، إن بنك السودان المركزي يطبع الجنيهات بما يعادل 200 مليون دولار شهرياً لشراء وتصدير الذهب لتمويل السلع المدعومة، وبصفة أساسية الوقود والقمح؛ وهو ما أدى إلى «حالة من التضخم الجامح مع تراجع شبه مستمر لسعر الصرف في السوق الموازية». وقال حمدوك في المقابلة مع التلفزيون القومي، إن السودان لديه احتياطيات استراتيجية من السلع الأساسية تكفي لأكثر من شهر. وقال أيضاً، إن حكومته تعمل على قانون جديد لبنك السودان، مضيفاً أن البنك المركزي ينبغي أن يتبع مجلس الوزراء وليس مجلس السيادة.
في غضون ذلك، حققت نيابة مكافحة الفساد مع النائب الأسبق للرئيس المعزول، علي عثمان محمد طه، في بلاغ مقدم من وزارة الشباب والرياضة، في تجاوزات متعلقة بالتعدي والتصرف في أراضي المدينة الرياضية. وقالت النيابة العامة في تعميم صحافي أمس، إن المتهم طلب إمهاله حتى الجلسة المقبلة لتذكر تفاصيل الوقائع نسبة لطول الفترة الزمنية. وتقدمت وزيرة الشباب والرياضة، ولاء البوشي، بعريضة للنيابة تتهم عدداً من رموز النظام المعزول، بارتكاب تجاوزات وتعديات على أراضي المدينة الرياضية، واستقطاع أجزاء منها لصالح منظمات وهيئات وإحدى الجامعات.
وكشفت الوزيرة عن مستندات تورط قيادات في النظام المعزول ببيع مساحات كبيرة من أراض المدينة لأفراد وجهات مجهولة، من بينهم وزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين وآخرون. ويواجه العشرات من رموز النظام المعزول، بلاغات في نيابة الثراء الحرام والمشبوه، وتهماً جنائية بالاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين والإرهاب والانقلاب على الحكم الديمقراطية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».