تل أبيب تسمح بإدخال آليات ثقيلة إلى قطاع غزة في إطار تفاهمات مع {حماس}

فلسطيني من رفح بقطاع غزة ينقل أنبوبة على موتوسيكل لملئها بغاز الطبخ (رويترز)
فلسطيني من رفح بقطاع غزة ينقل أنبوبة على موتوسيكل لملئها بغاز الطبخ (رويترز)
TT

تل أبيب تسمح بإدخال آليات ثقيلة إلى قطاع غزة في إطار تفاهمات مع {حماس}

فلسطيني من رفح بقطاع غزة ينقل أنبوبة على موتوسيكل لملئها بغاز الطبخ (رويترز)
فلسطيني من رفح بقطاع غزة ينقل أنبوبة على موتوسيكل لملئها بغاز الطبخ (رويترز)

في إطار التسهيلات التي قررت إسرائيل تقدمها لقطاع غزة، في إطار التفاهمات مع حماس، ورغم التهديدات الإسرائيلية بغارات شديدة، تم إدخال خمس معدات ثقيلة لمصلحة المياه الفلسطينية في القطاع، أمس (الأربعاء).
وقد تم إدخال هذه الآليات عبر معبر كرم أبو سالم في الجنوب. وسيتم استخدامها لأعمال الحفر والصيانة. وقال مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، منذر شبلاق، إنه «تم شراء هذه المعدات في عام 2015 بتمويل من البنك الدولي ضمن مشروع غزة لتحسين أنظمة المياه والصرف الصحي (WSSSIP) بقيمة إجمالية تقدر بـ876.350 دولاراً عبر سلطة المياه الفلسطينية، ولصالح مصلحة مياه بلديات الساحل من أجل تحسين كفاءتها في أعمال التشغيل والصيانة. لكن إسرائيل رفضت إدخالها تحت حجج وذرائع مختلفة رغم تدخل العديد من الجهات الدولية للسماح بإدخالها، وقد تم تخزين المعدات في مخازن دائرة المياه برام الله التابع لسلطة المياه لحين السماح بإدخالها». واشترطت إسرائيل وضع أجهزة تحديد مواقع (GPS) على هذه الآليات حتى تراقب تحركاتها وعدم استخدامها لحفر أنفاق.
وكانت أجواء متوترة سادت بين إسرائيل وقطاع غزة، في أعقاب إرسال بالونات حارقة نحو البلدات الإسرائيلية. واعتبرتها إسرائيل «استئنافاً للعمليات الإرهابية». وهددت بتنفيذ غارات شديدة على القطاع إذا لم تتوقف فوراً. وفي الليلة الماضية، الثلاثاء - الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل ثلاثة فلسطينيين على الحدود مع القطاع، زاعماً أنهم حاولوا التسلل إلى إسرائيل لتنفيذ عملية مسلحة.
ووجهت إسرائيل تحذيراً إلى «حماس» من ردّ قاسٍ على أي عمل خصوصاً خلال «مهرجان أوشفتس الدولي»، الذي يحضره 46 زعيماً دولياً، بينهم 4 ملوك و26 رئيس دولة.
ولكن التحذيرات الإسرائيلية لم تمنع السلطات في تل أبيب من مواصلة التسهيلات. وبالإضافة إلى إدخال الآليات سمحت إسرائيل بنقل أموال نقدية من قطر إلى غزة، تم توزيعها أمس على 70 ألف عائلة غزية.
وكان رئيس المخابرات العامة، نداف أرغمان، الذي يختلف مع الجيش الإسرائيلي في منح التسهيلات قد أدلى بتصريحات، قال فيها إن قواته تمكنت خلال السنة الماضية من منع 560 عملية مسلحة للفلسطينيين ضد إسرائيل، بينها 10 عمليات انتحارية، و4 عمليات خطف جنود، و300 عملية إطلاق نار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.