غضب فلسطيني من إرسال فتية لتنفيذ عمليات و«حماس» تشكك في رواية إسرائيل

قوات الاحتلال قتلت 3 فلسطينيين على حدود غزة

TT

غضب فلسطيني من إرسال فتية لتنفيذ عمليات و«حماس» تشكك في رواية إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته قتلت بالرصاص ثلاثة فلسطينيين ألقوا عبوة ناسفة باتجاه القوات بعد أن حاولوا عبور الحدود من غزة. وأضاف الجيش، أن القوات طوقت منطقة قريبة من الطرف الجنوبي لقطاع غزة بعد رصد «ثلاثة من المشتبه بهم» يعبرون الحدود.
وقال الجيش في بيان «فتشت (القوات) المنطقة بحثاً عن المشتبه بهم الذين ألقوا قنبلة يدوية أو عبوة ناسفة على القوات» التي فتحت النار على الفلسطينيين الثلاثة. وأكدت متحدثة باسم الجيش مقتل الثلاثة. وأكد الجيش أن دبابة ساندت الجنود بـ«القضاء على الإرهابيين».
وأجرى جنود الجيش أعمال تمشيط في المنطقة، بواسطة قطع جوية ومروحية هليكوبتر، للتأكد من عدم وجود مسلحين آخرين في المنطقة. ولم تقع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقال الناطق بلسان الجيش، إن الحادث لم يُشكّل أي خطر على البلدات الإسرائيلية، القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
وذكر مصدر بالشرطة في غزة، أن اثنين من القتلى في عمر الثامنة عشرة والثالث عمره 17 عاماً. وأضاف المصدر، أنهم مدنيون ولا ينتمون إلى أي فصيل من الفصائل المسلحة في غزة.‭‭‭ ‬‬‬وهاجم فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي الجهات التي ترسل أطفالاً وفتية إلى الحدود. وهؤلاء هم أول قتلى يسقطون في القتال عبر الحدود منذ العنف الذي تصاعد على مدى يومين في نوفمبر (تشرين الثاني) بين إسرائيل و«حركة الجهاد الإسلامي» والذي أسفر عن مقتل 34 فلسطينياً وإصابة عشرات الإسرائيليين.
لكن حركة «حماس» شككت في الرواية الإسرائيلية. واعتبرت الحركة قتل الاحتلال للفلسطينيين الثلاثة على حدود قطاع غزة، بمثابة جريمة بشعة، وشكل من أشكال الإجرام والإرهاب الإسرائيلي المنظم الذي يمارسه بحق الشعب الفلسطيني على مدار عقود من الزمن. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة في تصريح صحافي، إنه تم قتل الثلاثة بدم بارد، وأن الاحتلال تستر خلف روايات كاذبة للتهرب من المسؤولية.
وعملت أمس طواقم الإسعاف ومواطنين للبحث عن الفتية الثلاثة الذين أطلقت عليهم دبابات الاحتلال الإسرائيلي النار والقذائف الليلة الماضية عند السياج الحدودي شرق مخيم المغازي قبل أن يعلن جيش الاحتلال احتجاز جثامين الثلاثة. ونقلت القناة السابعة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله «ستبقى جثامين الفلسطينيين الثلاثة في أيدي إسرائيل».
وطالبت عوائل الفتية الثلاثة بالكشف عن مصيرهم. ويقطن الفتية في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وهم: محمد أبو منديل، وسالم النعامي، ومحمود سعيد.
وتمتلك عوائل الأطفال الثلاثة، أراضي زراعية قرب الحدود الشرقية لمخيم المغازي وسط القطاع. وقالت شقيقة الطفل سعيد لعدد من الصحافيين من أمام منزلهم، إنهم لا يملكون أي معلومات تؤكد استشهاد ابنهم وأصدقائه. مطالبة المؤسسات الحقوقية بالتحرك للكشف عن مصيرهم.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.