اعترفت منظمة الطيران المدني الإيرانية بأن صاروخين أطلقا باتّجاه الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت في وقت سابق هذا الشهر وفق تقرير صدر عن التحقيقات الأولية ونشر على موقع الهيئة في وقت متأخر أمس (الاثنين)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد التقرير بأن «المحققين اكتشفوا أن صاروخين من طراز (تور - إم1) أطلقا باتّجاه الطائرة»، مضيفاً أن التحقيق لا يزال جارياً لتقييم تأثيرهما.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت الأسبوع الماضي لقطات مصورة سجلتها كاميرا أمنية، تظهر إصابة صاروخين إيرانيين الطائرة الأوكرانية المنكوبة، بفارق 30 ثانية الواحد عن الآخر، بعد إقلاعها من طهران في الثامن من يناير (كانون الثاني).
وكان «الحرس الثوري» الإيراني قد اعترف في البداية بأنه تم إسقاط الطائرة بصاروخ قصير المدى، وذلك بعد ساعات من إطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين في العراق يستخدمهما الجيش الأميركي رداً على مقتل قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد في 3 يناير.
كما قالت هيئة الطيران المدني الإيرانية إن إيران طلبت أجهزة من السلطات الأميركية والفرنسية حتى يتسنى لها تفريغ محتويات صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين لكنها لم تتلق ردا إيجابيا بعد، بحسب وكالة «رويترز».
وكانت كندا وأوكرانيا ودول أخرى فقدت رعايا في حادث الطائرة قد طلبت من إيران إرسال مسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات إلى خبراء بالخارج لفحصهما. وقالت إيران إنها أسقطت الطائرة بطريق الخطأ في الثامن من يناير (كانون الثاني) في حادث راح ضحيته كل من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 شخصا.
وصدرت عن إيران إشارات متضاربة بشأن ما إذا كانت سترسل الصندوقين الأسودين للخارج. وقالت كندا، التي فقدت 57 من رعاياها في الحادث، إن فرنسا ستكون الخيار الأمثل لإرسال الصندوقين الأسودين إليها لأنها إحدى الدول القليلة القادرة على قراءة بياناتهما.
وعزوف إيران عن تسليم الصندوقين الأسودين قد يصيب بعض الدول التي لها قتلى في الحادث بالإحباط. وتواجه طهران بالفعل مطالبات بالتعويض وإجراء تحقيق كامل في إسقاط الطائرة.
وفي ثاني تقرير لها منذ كارثة إسقاط الطائرة، قالت هيئة الطيران المدني الإيرانية إنها لا تملك الأجهزة اللازمة لتفريغ البيانات من ذلك النوع من الصناديق الخاصة بالطائرة المنكوبة، وهي من طراز «بوينغ 737» ومصنوعة في الولايات المتحدة.
وأسقطت الدفاعات الجوية في إيران الطائرة وسط حالة من التأهب في البلاد بعد ضربة إيرانية استهدفت قوات أميركية ردا على هجوم أميركي أسفر عن مقتل قائد إيراني كبير.
وذكرت الهيئة الإيرانية أن طهران طلبت الأجهزة من المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل ومن مكتب تحقيقات سلامة الطيران المدني في فرنسا (بي.إي.إيه) لكنها لم تتلق ردا إيجابيا.