بوتين يقدم إلى البرلمان مجموعة الإصلاحات الدستورية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة الجديد ميخائيل ميشوستين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة الجديد ميخائيل ميشوستين (أ.ب)
TT

بوتين يقدم إلى البرلمان مجموعة الإصلاحات الدستورية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة الجديد ميخائيل ميشوستين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة الجديد ميخائيل ميشوستين (أ.ب)

قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الاثنين) حزمة إصلاحات دستورية إلى البرلمان، بعد أقل من أسبوع على إعلانه خطة مفاجئة لإصلاح المنظومة السياسية.
ويشمل مشروع القانون المرتبط بالإصلاحات الذي نُشر على موقع مجلس النواب (الدوما)، من ضمن التعديلات التي يقترحها نقل بعض السلطات التي تتمتع بها الرئاسة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشمل الإصلاحات منح البرلمان سلطة تسمية رئيس الوزراء، وتحدد ولاية الرئيس بفترتين بالمجمل بدلاً من فترتين متتاليتين.
وأكد الرئيس الروسي في وقت سابق أنه من المهمّ ضمان «انتقال للحكم» في روسيا رافضاً نموذج القائد مدى الحياة الذي يعود تاريخه للحقبة السوفياتية. واقترح، وفق ما نقل عنه موقع الكرملين (السبت) الماضي، مراجعة الدستور للمرة الأولى منذ تبنيه عام 1993. وأحيا بذلك التكهّنات بشأن تحضير مصيره السياسي بعد انتهاء عام 2024 ولايته الرئاسية الأخيرة.
وسُئل بوتين خلال لقاء مع مقاتلين سابقين في الحرب العالمية الثانية في مسقط رأسه سان بطرسبورغ، هل من الممكن أن يفكر في إلغاء القيود على الولاية الرئاسية في الدستور، وبدا أنه يرفض هذه الفكرة. وقال: «برأيي، ستكون مقلقة جداً العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينات، عندما كان القادة يبقون في الحكم حتى آخر أيامهم ويرحلون من دون التأكد من إقامة الشروط الضرورية لانتقال السلطة». وأضاف: «أشكركم لكني أعتقد أنه من الأفضل عدم العودة إلى الوضع الذي كان سائداً في منتصف الثمانينات».
وتوفي القادة السوفيات ليونيد بريجنيف ويوري أندروبوف وقسطنطين تشيرنينكو عندما كانوا لا يزالون في الحكم. وكان آخر زعيم للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف، الذي خلف تشيرنينكو في مارس (آذار) 1985، مهندس التحرير من خلال سياسته الإصلاحية «البيريسترويكا» أي إعادة الهيكلة و«الغلاسنوت» أي الشفافية.
وأكد بوتين البالغ 67 عاماً أنه يتفهم ما وصفه بأنه «مخاوف» الشعب حيال استمرارية الحكم. وقال: «بالنسبة لكثيرين هذا مرتبط بمخاوف بشأن استقرار مجتمعنا واستقرار الدولة - الاستقرار في الخارج كما في الداخل - أتفهم ذلك تماماً».
وفاجأ بوتين (الأربعاء) الماضي الروس بإعلانه سلسلة إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات رئيس البلاد وتمنح البرلمان سلطات أوسع. وفي خطابه السنوي أمام البرلمان والنخب السياسية في البلاد، قال إنه يرى «بوضوح ظهور مطلب التغيير في قلب المجتمع».
وتلت هذه الاقتراحات استقالة رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف. وعيّن بوتين مدير مصلحة الضرائب ميخائيل ميشوستين، رئيساً جديداً للحكومة.
وستنتهي الولاية الرئاسية الأخيرة لبوتين الذي يحكم روسيا منذ عشرين عاماً، عام 2024. وليس لديه الحق بالترشّح مرة جديدة في ظل القوانين الحالية. ولم يتحدث الرجل القوي في روسيا حتى الآن عن أي خلف له.
واعتبر المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني أن بوتين يسعى إلى أن يبقى «الزعيم مدى الحياة» مهما كانت الوظيفة الرسمية التي سيتولاها.
وفي سياق موازٍ، أفاد الكرملين (الاثنين) بأن بوتين أقال المدعي العام النافذ يوري شيكا (68 عاماً) الذي شغل المنصب منذ عام 2006. وأكد أن شيكا نُقل إلى منصب آخر دون إعطاء تفاصيل.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».