جرح عناصر شرطة أثناء تفريق مظاهرة في هونغ كونغ

جرح عناصر شرطة أثناء تفريق مظاهرة في هونغ كونغ
TT

جرح عناصر شرطة أثناء تفريق مظاهرة في هونغ كونغ

جرح عناصر شرطة أثناء تفريق مظاهرة في هونغ كونغ

تعرّض شرطيون في هونغ كونغ لاعتداء عنيف من طرف متظاهرين منادين بالديمقراطية، أمس، بعد اندلاع عنف أثناء مظاهرة تطالب بمزيد من الحريات، في وسط المدينة.
واندلعت المواجهات عندما أمرت الشرطة بفضّ المظاهرة المرخص لها عقب إلقاء متظاهرين غاضبين زجاجات مياه وعلب دهان على عناصر شرطة، أثناء إجرائهم عمليات تفتيش في طرق مجاورة. وهاجم متظاهرون ملثمون عناصر شرطة بملابس مدنية أثناء حديثهم مع منظمي المظاهرة، واعتدوا عليهم بمظلات وعصي، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وشوهد شرطيان مصابين برأسيهما، فيما تحلق زملاؤهما حولهما لحمايتهما من اعتداءات أخرى.
واعتقل أحد منظمي المظاهرة لإعاقته عمل الشرطة، وفق ما أعلنت الأخيرة وقادة آخرون للحركة الاحتجاجية.
وقال المتحدث باسم الشرطة المحلية: «ندين بشدة كل مثيري الشغب وكل الأعمال العنيفة». وانتشرت قوات مكافحة الشغب في المكان، وأطلقت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق الحشود. وأعقب ذلك عمليات كر وفر وجيزة بين المتظاهرين والشرطة التي أوقفت عدداً منهم، بينهم متظاهر كانت الدماء تسيل من رأسه.
ودخلت مظاهرات هونغ كونغ شهرها السابع بعد اندلاعها على خلفية مقترح تم التخلي عنه، يسمح بتسليم المطلوبين للبر الرئيسي الصيني، حيث النظام القضائي غير الشفاف للحزب الشيوعي. وتحوّلت المظاهرات سريعاً إلى حركة أوسع تطالب بمزيد من الحريات، لتتحول إلى التحدي الأكبر لحكم بكين منذ تسلمها المستعمرة البريطانية السابقة عام 1997.
وتجمع الآلاف في مظاهرة أمس وسط الحي التجاري الرئيسي، ورفعوا شعارات من قبيل «تضامنوا مع هونغ كونغ، حاربوا في سبيل الحرية». ورفع بعض المتظاهرين أعلام أميركا وبريطانيا وعلم هونغ كونغ الاستقلالي. وشاركت عدة عائلات وأطفال في جو ظلّ سلمياً، إلى حين أمرت الشرطة الحشود بالمغادرة.
وتراجعت وتيرة مظاهرات هونغ كونغ خلال الأشهر الأخيرة، لكن أجواء الاضطراب السياسي لا تزال حاضرة، من شعارات الغرافيتي المرسومة على الجدران إلى الحواجز الضخمة المحيطة بالمباني الحكومية. وصارت شرطة المدينة تلاقي شعوراً سلبياً لدى فئات واسعة من السكان، بحيث تقابلها الحشود بصيحات الاستهجان في مواقع التظاهر وداخل الأحياء. وتتهم الشرطة بالإفراط في استخدام العنف من دون أن يعاقب أي شرطي خلال أشهر التظاهر السبعة.
وتقول الشرطة إنها تلجأ إلى العنف في شكل يتناسب مع ما تواجهه من طرف متظاهرين متشددين يرمون ضباطها بالحجارة والزجاجات الحارقة. وألقت باللوم على أشرطة فيديو انتشرت بشكل واسع لضباط شرطة ينفذون عمليات توقيف خشنة، وعلى التغطية الإعلامية التي تعتبر أنها أضرت بسمعتها لدى سكان المدينة.
وبين المطالب الأساسية لحركة الاحتجاج، فتح تحقيق مستقل حول سلوك الشرطة، وتخلية 7 آلاف موقوف، وإجراء انتخابات مستقلة تماماً. ورفضت بكين ورئيسة السلطة المحلية كاري لام تقديم تنازلات إضافية، ودافعتا عن أسلوب عمل الشرطة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.