ضابط إسرائيلي يشكك في جدوى منظومة الليزر لإسقاط الصواريخ

بعد أيام من احتفال وزارة الأمن بالاختراع الجديد

TT

ضابط إسرائيلي يشكك في جدوى منظومة الليزر لإسقاط الصواريخ

بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الأمن الإسرائيلية بشكل احتفالي «عن تطوير منظومة حديثة لاعتراض الصواريخ والطائرات المُسيّرة بواسطة أشعة الليزر، تؤدي إلى ثورة في عالم حرب الصواريخ، وتحدث تغييراً استراتيجياً في قدرات الدفاع الجوية الإسرائيلية، وتوفر لها دفاعاً جوياً بسرعة الضوء»، خرج أحد الخبراء المعتبرين في الصناعات العسكرية، إيلي بار أون، مشككاً في جدوى هذه المنظومة.
وبار أون هو خبير في تحليل المنظومات العسكرية، وينشط في السنوات الأخيرة في جمعية الدفاع عن سكان البلدات المحيطة في قطاع غزة. وقال إن ما نشرته الوزارة حول المنظومة الجديدة، استفزه واستفز كل خبراء المنظومات الصاروخية، لأن فيه مبالغة وعدم دقة.
وقال: «صحيح أن الخبراء والعلماء ينشغلون في دول الغرب، بما في ذلك إسرائيل، بتطوير أسلحة قليلة التكلفة لمواجهة حروب الصواريخ. لكن الولايات المتحدة سبقت الجميع في هذه المهمة، وطورت قبل 13 سنة منظومة تعمل بالليزر لإسقاط الصواريخ. لكن هذه المنظومة ما زالت في بدايتها. وقد وجدت أن المنظومة التي تعمل بالليزر الكهربائي غير مجدية، ولا تغطي أكثر من 30 في المائة من المهمات المطلوبة. ولذلك، غيّر الأميركيون الاتجاه وراحوا يطورون الليزر الكيميائي. ويبدو أنه سيكون أنجع. وأنا وغيري نعتقد أن على الجيش الإسرائيلي أن يسلك طريق الأميركيين، ويفضل أن يكون شريكاً مع الأميركيين في هذه المهمة».
يذكر أن الوزارة الإسرائيلية كانت قد أعلنت في الأسبوع الماضي تطوير منظومة جديدة، تعمل على اعتراض الهجمات الصاروخية بما في ذلك الطائرات المُسيّرة وقذائف الهاون وصواريخ مضادة للدبابات، كما تحسّن من أداء الدفاعات الجوية لمهامها القتالية. وأكدت أن المنظومة الجديدة لا تشكل بديلاً لمنظومة «القبة الحديدية»، بل تعمل إلى جانبها لتحسين قدرتها، نظرا لعجزها عن إصابة صواريخ وإسقاطها في الحالات التي تسود فيها أحوال جوية غائمة أو مغبرة. وبحسب الوزارة، فإن المنظومة الجديدة تمتاز بتكاليف استعمالها الرخيصة، والمقدرة بدولارات معدودة لكل عملية اعتراض، وذلك مقارنة بالتكاليف الباهظة لاستخدام منظومة القبة الحديدية، التي بلغت العام الماضي نحو مليار شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل). وقالت الوزارة إن اختبارات التشغيل الأولية للمنظومة الدفاعية الجديدة ستبدأ خلال النصف الثاني من العام 2020 الحالي، على أن تصبح عملية في مطلع العام المقبل. وقال وزير الأمن نفتالي بنيت، إن تكنولوجيا الليزر هذه «ستجعل النظام الدفاعي قاتلاً وأكثر قوة وتقدماً. وهذه دعامة هامة لتحصين دولة إسرائيل».
وقال مدير قسم البحث والتطوير في إدارة البحوث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية (مفات)، التابعة للجيش الإسرائيلي، يانيف روتم، إن «المنظومة الجديدة ستضاعف من قدرات إسرائيل الدفاعية وقدرتها على المناورة»، واعتبر أن «هذا الاختراق يتيح المجال لإطلاق 3 مخططات متوازية لتطوير منظومات ليزر شديدة القوة، بالتعاون مع شركتي (رفائيل) و(ألبيت معرخوت)، التابعتين للصناعات العسكرية الإسرائيلية».
لكن بار أون يرى أنه لا يقلل من أهمية البحوث الإسرائيلية، لكنه يرى أنها في هذه الحالة أخطأت الهدف من اللحظة الأولى، ونصحها أن تعود إلى التعاون مع الولايات المتحدة حتى تحقق النتائج المرجوة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.