«السلال الليبية»... مسارات أمنية واقتصادية ومالية وسياسية

تشكيل حكومة جديدة وإطلاق مسار تحويل الهدنة إلى وقف للنار

المشير خليفة حفتر في اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في برلين (ا.ف.ب)
المشير خليفة حفتر في اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في برلين (ا.ف.ب)
TT

«السلال الليبية»... مسارات أمنية واقتصادية ومالية وسياسية

المشير خليفة حفتر في اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في برلين (ا.ف.ب)
المشير خليفة حفتر في اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في برلين (ا.ف.ب)

صدر عن قمة برلين ليل أمس بيان ختامي من تسع صفحات تناول الاتفاق الذي تم بين الدول المشاركة والتعهدات التي قطعتها في خصوص التزام تنفيذ حظر السلاح على ليبيا بموجب قرارات مجلس الأمن وأيضاً الخطوات التي سيتم البدء بها من أجل إطلاق مسار التسوية في ليبيا.
ولكن بالإضافة إلى البيان الختامي، صدر ملحق إضافي من أربع صفحات شرح بالتفصيل موضوع {السلال الليبية} التي ستعمل عليها بعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا والتي يقودها المبعوث الدولي غسان سلامة.
وتتألف هذه {السلال} من المواضيع الآتية:

سياسياً: تنص الوثيقة على أن الليبيين جميعاً يريدون توحيد أجهزة بلادهم التنفيذية والسيادية والاقتصادية والمالية والأمنية والعسكرية، وعلى أن بعثة الأمم المتحدة منخرطة في {استشارات مكثفة مع الأطراف الليبية، وأعضاء في مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة} ومع أطراف محلية أخرى بهدف {استكشاف خيارات إعادة تأسيس فرع تنفيذي فاعل}، في إشارة إلى إعادة تأسيس الحكومة الليبية.
وأوضح النص في هذا المجال أنه بناء على الاتفاق السياسي الليبي (اتفاق الصخيرات)، أطلقن بعثة الأمم المتحدة عملية لتأسيس منتدى للحوار السياسي الليبي على ان ينعقد خارج ليبيا بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري، ويتألف من 40 ممثلاً ليبيا سيتم اختيارهم بناء على مشاورات مع أطراف ليبية أساسية. وأضاف ان المنتدى سينعقد لمناقشة احتمالات اصلاح {المجلس الرئاسي} (يقوده فائز السراج) واختيار رئيس جديد للوزراء ونائبين له وسيكون من مهمته {تشكيل حكومة بناء على التفاهمات التي تم التوصل اليها في نوفمبر 2017 في تونس} في خصوص المجلس الرئاسي والحكومة التابعة له. وأوضح النص أيضاً أن الحكومة الجديدة ستعرض على مجلس النواب (في شرق ليبيا) لنيل الثقة، وأن قيام الحكومة الجديدة {سيتطلب في شكل طبيعي موافقة جميع الأطراف على حل السلطات التنفيذية الحالية}.
وتابع أن مجلس النواب الليبي سيكون عليه بعد ذلك اقرار الشتريعات المطلوبة لانهاء المرحلة الانتقالية، بما في ذلك الانتهاء في تشكيل المفوضية العليا للانتخابات.

اقتصاديا ومالياً
تنص الوثيقة هنا على أهمية توحيد وتعزيز مؤسسات ليبيا الاقتصادية والمالية، وجعلها أكثر شفافية وقادرة على تطبيق الاصلاحات المطلوبة. وتحدث النص في هذا المجال عن تفاصيل خطوات إصلاح وتقوية دور المؤسسة الليبية للنفط والمؤسسة الليبية للاستثمار (النصدوق السيادي الليبي).

الأمن
تتألف سلة الأمن، بحسب النص، من {سلسلة خطوات تعزز قبول الأطراف الليبية لدعوات الهندنة، ما يؤدي إلى وقف شامل ويمكن المحافظة عليه للأعمال العدائية في ليبيا، واستقرار الوضع الأمني في عموم البلد، وتسريح الفصائل المسلحة، واعادة توحيد مؤسسات الأمن التي تؤكد احتكار الدولة في خصوص (حق) الاستخدام المشروع للقوة}.
ويتألف هذا المسار من خطوة أولى تنص على تأسيس مفوضية عسكرية مشتركة من 5 + 5 من الضباط النظاميين في الجيش أو الشرطة تحت إشراف الامم المتحدة. أما الخطوة الثانية فتنص على تعزيز الهدنة من خلال التسريح الفوري للمقاتلين غير الليبيين من مسرح الحرب. والخطوة الثالثة في هذا المجال تنص على إطلاق مفاوضات تحت مظلة 5 + 5 تمهد لوقف دائم لإطلاق النار.

حظر السلاح
تقع مسؤولية الالتزام بهذا الحظر وفق قرارات مجلس الأمن على لجنة نظام العقوبات في الأمم المتحدة وضمن مسؤولية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية. ويشرح النص أن الالتزام بقرارات مجلس الأمن {سيؤدي على خفض عدد الخروقات لحظر السلاح، وسيعمل على أن يكون عاملاً لبناء الثقة لدعم وقف النار}. وأضاف النص أن المشاركين في قمة برلين سيكون مطلوباً منهم الالتزام بتنطبيق حظر السلاح، مشيراً إلى جهود بحرية وجوية وعلى الأرض لتأمين مراقبة تطبيق هذا الحظر والتأكد من عدم وصول أسلحة إلى الأطراف المتقاتلة في ليبيا.

حقوق الإنسان
وتنص السلة الأخيرة على تشجيع احترام حقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي وإنشاء جو يساعد العاملين في المجال الإنساني وأفراد الواقم الطبية على الوصول إلى الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.