فيلم «خرطوم أوفسايد» يفتتح مهرجان السودان للسينما المستقلة

تنطلق غداً الثلاثاء الدورة السادسة من مهرجان السودان للسينما المستقلة بمشاركة 81 فيلماً بين الروائي والوثائقي والطويل والقصير تعرض في تسعة مراكز عرض، حسب «رويترز».
تشارك في المهرجان أفلام من مصر وسوريا ولبنان وتونس والمغرب وإيطاليا وألمانيا والنرويج وفنلندا والبرتغال وتركيا وإيران ومقدونيا والبرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا وكينيا. وتنظم المهرجان مؤسسة «فيلم فاكتوري» التي تأسست في 2010 بهدف تعزيز الثقافة البصرية بشكل عام وإعادة توطين السينما في السودان بشكل خاص. وقال مؤسس ورئيس المهرجان طلال عفيفي في مؤتمر صحافي: «النسخة السادسة من مهرجان السودان للسينما المستقلة تحتفي ببشاير سودان جديد، وعودة الندى على زهرة السينما السودانية». وأضاف: «هذه النسخة مقدمة امتناناً لكل الأرواح التي تحولت إلى أنجم هادية على طريق السودانيات والسودانيين... لكل الفنانين السودانيين الذين واجهوا الصعاب أثناء ممارستهم لفنهم وتوثيقهم للحياة في أصعب وأحلك لحظات تاريخنا المعاصر».
وكان المهرجان الذي تأسس في 2014 ألغى دورة العام الماضي بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في السودان. يشمل برنامج المهرجان الممتد حتى 27 يناير (كانون الثاني) عدة ورش عمل منها «تنسيق الأزياء في الأفلام» التي تقدمها هديل عثمان و«خلق بيئة مونتاج مثالية) للمونتير أحمد بحار. كما يشمل البرنامج محاضرة للعراقي قاسم عبد بعنوان «السرد القصصي في الفيلم الوثائقي» وأخرى للإيطالي ريكاردو بريفيه بعنوان «إنتاج الوثائقيات الأنثروبولوجية». ويتزامن موعد انطلاق المهرجان كل عام في 21 يناير (كانون الثاني) مع ذكرى وفاة السينمائي السوداني حسين شريف (1934 - 2005). وفي هذا العام يعرض المهرجان في الافتتاح فيلم «خرطوم أوفسايد» للمخرجة مروة زين الذي شارك في العديد من المهرجانات العربية والغربية خلال 2019 ولم يعرض بعد في السودان.
ويتناول الفيلم الوثائقي «خرطوم أوفسايد» للمخرجة السودانية مروة زين، فريق كرة القدم النسائي في السودان، الذي يواجه العديد من المواقف الصعبة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي، ولكن أيضاً التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة.
تأتي أهمية الفيلم في أن المخرجة مروة ركزت على الأحداث التي تجري في مجتمع تحكمه سلطة عسكرية إسلامية ترفض ممارسة كرة القدم للفتيات دون حجاب، أو حتى مواجهة الرجال في الألعاب التنافسية.
وفي هذه التجربة، ألقت مروة الضوء على عدد من الفتيات اللاتي يبحثن عن حقوقهن في مجتمع متهم بالعنصرية، خاصة أن هذا الاتهام موجه إلى نفس السلطة بعد أن فرضت حكمها الإسلامي والعنصري من وجهة نظر مخرجة سينمائية عاشت تجربة الحياة داخل هذا المجتمع.
يركز الفيلم على فريق كرة القدم النسائي في السودان، الذي يحلم بتمثيل بلاده في كأس العالم للسيدات، بينما يواجه حالة من العناد والرفض وقلة الدعم من السلطات. خرطوم أوفسايد أول تجربة إخراج طويلة للمخرجة السودانية مروة زين، التي صنعت عدداً من الأفلام القصيرة خلال السنوات الماضية، «رندة» 2010. و«اللعبة» 2014. و«الثقافة للجميع» 2015. وتم عرض الفيلم الوثائقي «خرطوم أوفسايد»، لأول مرة في قسم (Forum) في أحد الأقسام الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي الذي تم عرضه في النسخة 69 من الأفلام كأول ظهور دولي لها في فبراير (شباط).