الأزهر يدعو لمواجهة غلاء المهور في مصر

الأزهر يدعو لمواجهة غلاء المهور في مصر
TT

الأزهر يدعو لمواجهة غلاء المهور في مصر

الأزهر يدعو لمواجهة غلاء المهور في مصر

دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إطلاق حملة توعية لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج في مصر، وقال في بيان صحافي اليوم (الأحد)، إن «الأسرة المصرية بحاجة إلى مزيد من الترابط والعودة إلى العادات والسلوكيات السليمة التي تربينا عليها في مجتمعاتنا الشرقية العريقة، والقضاء على السلوكيات الخاطئة التي أخذت في الانتشار خلال الآونة الأخيرة، من محاولات لتقليد كثير من العادات الغربية السلبية التي لا تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا».
وتنتشر في مصر ظاهرة المغالاة في المهور، والتباهي بجهاز العروسين، ورغم مناشدات بعض الدعاة والأئمة ضرورة التخلي عن هذه الأمور، للتيسير على الشباب والأسر البسيطة، فإن «تقليد الأسر لبعضها» هو الذي يسيطر على اتفاقات الزواج، وفق خبراء علم اجتماع.
وشدد الطيب خلال لقائه مع أعضاء لجنة الثقافة الأسرية ببيت العائلة المصرية، على ضرورة إطلاق حملة التوعية، لأن هذه المغالاة تدمر الأسرة قبل بنائها، وتتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف، وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة.
ويرجع بعض خبراء علم الاجتماع ازدياد ظاهرة العنوسة في العالم العربي إلى المبالغة في المهور، التي لا تتناسب مع الإمكانات المادية للمقبلين على الزواج من الشباب.
وبدوره، أكد وفد بيت العائلة أنهم سيعملون على تنفيذ توجيهات الإمام الأكبر عبر عقد دورات تدريبية لمكافحة الظواهر السلبية في المجتمع، خصوصاً المتعلقة بالمهور وتكاليف الزواج، بجانب عقد دورة تدريبية موسعة للوعاظ والقساوسة لتدريبهم على كيفية التفاعل مع الجمهور، وتقوية الروابط الأسرية بين الناس، على غرار الدورة التي عقدت في يونيو (حزيران) الماضي، وحاضر فيها عدد من الخبراء المتخصصين من داخل وخارج مصر.
ويطلب بعض الأسر المصرية في مناطق ريفية فقيرة من العريس شراء نحو 100 غرام ذهب، للموافقة على إتمام الزواج، بجانب تجهيز العريس شقة بها أثاث جديد. ولتفادي هذه العقبة تطلب أسر أخرى كتابة هذه القيمة فيما يسمى في مصر «القائمة».
ورغم أن التقديرات الرسمية المصرية تشير إلى ارتفاع نسبة الفقر في الآونة الأخيرة، فإن كثيراً من الأسر المصرية خصوصاً بالمناطق الريفية يتنافس على شراء أحدث وأغلى الأجهزة المنزلية والإلكترونية، للتباهي بها في مواكب صاخبة، حتى إن تطلب الأمر استدانة واقتراض والد العروس، من البنوك والمحال التجارية.
وفي معظم المدن والقرى المصرية يتم الاتفاق على شراء والد العروس كل الأجهزة المنزلية وجميع أدوات المطبخ، مقابل توفير العريس الشقة وفرشها بأثاث جديد، وفي معظم الأحيان تنفق أسر الفتيات ضعف ما ينفقه الشباب في «جهاز العروسين» في حال توفر المسكن، بسبب ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية والمنزلية.
وتثير «القائمة» في كثير من الأحيان أزمات عدة بين الطرفين أثناء توقيعها ويؤدي الفشل في الاتفاق عليها بنهاية المطاف إلى عدم إتمام عقد الزواج.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».