الاتحاد الأوروبي لا يستبعد مهمة عسكرية غربية في ليبيا

TT

الاتحاد الأوروبي لا يستبعد مهمة عسكرية غربية في ليبيا

لم يستبعد مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إرسال الاتحاد الأوروبي مهمة عسكرية إلى ليبيا. وقال في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس إنه «إذا حدث وقف لإطلاق النار في ليبيا، فسيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدا للمساعدة في تطبيق، ومراقبة وقف إطلاق النار... وربما أيضا بجنود».
وطالب بوريل الأوروبيين بتطبيق حظر توريد الأسلحة لليبيا، موضحا أن هذا الأمر غير فعال حاليا بسبب عدم تولي أحد زمام المراقبة.
بدوره، قال بيتر ستانو، المتحدث باسم المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن الأخير قد وجهت له الدعوة لحضور أعمال مؤتمر برلين حول ليبيا غدا الأحد، وسوف يشارك في المؤتمر، لأن لديه تكليفا مهما جدا من وزراء خارجية دول الاتحاد، الذين اجتمعوا بشكل طارئ قبل أسبوع في بروكسل.
ويتضمن التكليف بدء جهود أوروبية باسم الاتحاد الأوروبي لمحاولة الجمع بين جميع الأطراف المعنية بالأزمة في ليبيا، بهدف التوصل إلى حل سياسي.
وأوضح المتحدث في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن قمة برلين «هي جزء من هذه الجهود التي جاءت في تكليفات وزراء خارجية الاتحاد».
وبخصوص توقعاته لمؤتمر برلين، قال المتحدث إنه يتمنى أن يسفر عن «اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة لأن هذا مهم جدا لليبيين، وأيضا ضرورة تنفيذ الحظر المفروض على الأسلحة إلى ليبيا، الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
من جهته، قال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، إن مشاركة رئيس حكومة الوفاق الليبي، فايز السراج، والجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، في مؤتمر برلين «هو نجاح للدبلوماسية الأوروبية، ودليل جديد على أن الاتحاد الأوروبي يستطيع عندما يتصرف بشكل موحد وواضح أن يسمع صوته على الساحة الدولية».
وأضاف ساسولي من خلال بيان وزع في بروكسل الليلة الماضية، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «يجب الآن مواصلة الضغط على الأطراف المعنية حتى يتم تأكيد وقف إطلاق النار على الأرض باتفاق رسمي... وهذا هو الهدف من مؤتمر برلين».
وأوضح ساسولي أن على الاتحاد الأوروبي الاستعداد لاستخدام «كل الوسائل الموجودة تحت تصرفنا، من أدوات عسكرية ومدنية، وأن يتم ذلك تحت رعاية الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، وضمان احترام الجميع لحظر الأسلحة». مبرزا أن هذه «هي الشروط الأساسية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وبداية حوار سياسي بين جميع الجهات الفاعلة الرئيسية في البلاد». واختتم ساسولي قائلا: «لقد أثبتت أوروبا أنها قادرة على أن تشارك في تحقيق السلام والاستقرار خارج حدودها».
وكان بوريل قد قال في تغريدة قبل يومين إن إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا «سيوفر فرصة مهمة لاستئناف الحوار من أجل حل سياسي للأزمة، وعلى الأطراف المعنية تنفيذها بالكامل». مشددا على أن «الاتحاد» مستعد للمساعدة في عملية برلين وجهود الأمم المتحدة، وأن كل الليبيين «يستحقون السلام والازدهار».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.