الخرطوم تعلن عن تقدم في مفاوضات دارفور ومناوي يتهمها بالتراجع

TT

الخرطوم تعلن عن تقدم في مفاوضات دارفور ومناوي يتهمها بالتراجع

أعلنت الحكومة السودانية، عن تقدم في الملفات الصعبة في ملف دارفور، لا سيما المتعلقة بتقاسم السلطة وملف الأراضي، خلال مفاوضات السلام التي ترعاها حكومة جنوب السودان في جوبا، في وقت قال فيه رئيس حركة تحرير السودان منِّي أركو مناوي إن وفد الخرطوم تراجع عن كل ما تم الاتفاق عليه في السابق، لكن وساطة جنوب السودان نفت وجود تعثر.
وقال عضو مجلس السيادة السوداني المتحدث باسم الوفد الحكومي محمد حسن التعايشي للصحافيين إن المفاوضات المنعقدة في جوبا مع حركات الكفاح المسلح أحرزت تقدماً ملموساً في الملفات الصعبة في مسار دارفور خاصة في ملفي السلطة والأراضي، كاشفاً عن مناقشة جلسة التفاوض قضايا الأراضي «الحواكير»، التي قال إنها تثير التوتر في الإقليم وتنتهي إلى اشتباكات قبلية يروح ضحيتها العشرات من المواطنين، معتبراً أن ملف الأراضي في دارفور مرتبط بصراعات قديمة وفيها تعقيدات، لكنه عاد وقال: «مع ذلك أحرزنا فيه تقدما وسيخضع إلى مزيد من النقاش في الجلسات القادمة». وأوضح أن لجنة من الخبراء تعكف حاليا لوضع تصور حول ملف السلطة في الإقليم، وستعود الأطراف لمناقشته في غضون يومين.
وأوضح التعايشي الذي يقود المفاوضات من الجانب الحكومي في مسار دارفور أن تحقيق السلام الشامل في السودان بات ممكناً لكنه ليس سهلاً، مشيراً إلى أن أطراف التفاوض أبدت استعدادها بتقديم التنازلات لدفع استحقاقات السلام، وقال: «من يرد إيقاف الحرب وتوجيه الموارد البشرية والمالية لتنمية البلاد يعرف أن هناك ثمناً يجب دفعه وعلى أطراف التفاوض وأصدقاء السودان في الإقليم والمجتمع الدولي دفع ثمن السلام».
وأكد المتحدث باسم وفد الحكومة في المفاوضات أن المحادثات مع الحركة الشعبية - شمال بقيادة مالك عقار حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أوشكت على الفراغ من المناقشات حول الورقة المقدمة من الحركة في ملفات الحور، المختلفة، مبرزاً أن ملف الترتيبات الأمنية في كل من دارفور والمنطقتين سيبدأ النقاش حولها في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن المفاوضات حول المسارات المختلفة تسير متزامنة وأن جلسات الحوار عقدت حول هذه المسارات من بينها
المحادثات مع الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
من جانبه، قال رئيس فريق الوساطة المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان توت قلواك إن التقدم المحرز في محادثات السلام السودانية التي تستضيفها جوبا في مختلف المسارات يعطي مؤشراً بأن تحقيق السلام الشامل بات قريباً. وأوضح أن التفاوض قطع أشواطاً متقدمة في القضايا المتفاوض عليها. غير أن رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي قال في تغريدة على حسابه في «تويتر» إن هناك تراجعاً كبيراً ومفاجئاً قد حدث في مفاوضات جوبا في مسار دارفور. وأضاف: «للأسف حصل تراجع كبير ومفاجئ في مفاوضات جوبا على مسار دارفور، كل البنود التي تم الاتفاق عليها في الفترة الماضية عاد وفد الحكومة ليتنصل منها قائلاً وبلا خجل قد تراجعنا عما اتفقنا عليه»، وتابع: «المؤسف أن تاريخنا يتكرر بلا خجل». ودحضت الوساطة تصريحات مناوي، موضحة أن المفاوضات تمضي بصورة جيدة في مسار دارفور.
وقال عضو لجنة الوساطة، ضيو متوك، في تصريحات صحافية، إن وفدي الحكومة وحركات دارفور واصلا مناقشة قضية الأراضي ضمن ملف السلطة. وأضاف، بحسب وكالة أنباء السودان الرسمية، أن المتفاوضين توقفوا عند إنشاء المفوضية وصلاحياتها، وتم إمهال مسار دارفور حتى اليوم لتقديم مقترحات بشأن صلاحيات المفوضية. وقال متوك، إن جلسة اليوم بين طرفي التفاوض ستناقش ورقة العدالة الانتقالية. وتتفاوض الأطراف السودانية في الحكومة وقوى الكفاح المسلح في المحادثات التي تستضيفها جنوب السودان على خمس مسارات، هي: إقليم دارفور، وولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان، وشمال السودان، ووسط السودان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.