أثينا تغرق في مياه الأمطار

تعرضت العاصمة اليونانية أثينا وضواحيها المختلفة إلى فيضانات كبيرة، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها طوال أول من أمس (الجمعة)، حيث جرفت المياه السيارات على الطرق وتركت محال تجارية ومنازل غارقة في مياه موحلة يصل ارتفاعها إلى متر تقريبا، وبعض الأماكن إلى أكثر من ذلك.
وشهدت الشوارع العامة تراكم واصطفاف السيارات لساعات طويلة نظرا لغمر الأنفاق بالمياه، وقد تقطعت بقائدي السيارات السبل بطول الشوارع في الجزء الغربي من المدينة، في الوقت الذي تجتاح فيه الانهيارات الطينية هذه المناطق، وترفع السيارات وتلقي بها في شوارع مسدودة.
وذكر شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يمكن وصف قوة هبوط مياه الأمطار، وأنها أصابت من تصادف وجوده بالشارع في أماكن معينة بالرعب الشديد، وتحولت الشوارع إلى طوفان بث الخوف الحقيقي في قلوب المواطنين. وبدت السيارات المتوقفة على الأرصفة أشبه بعلب الكرتون وهي تطفو في كل الاتجاهات، ولا تتوقف إلا عندما تصطدم ببعضها البعض ثم تتراكم.
وفي المنازل التي دخلتها المياه، اختفى الأثاث بسبب علو الماء، أما البرق فقد كان مخيفا ليس فقط لصوته المرعب وإنما أيضا للمعان ضوئه الشديد وطوله، حتى تظن أنه يلامس الأرض.
وأعلنت فرق الإطفاء أن طواقم تابعة لها تعمل على ضخ المياه، إلى خارج أكثر من مائتي منزل ومكان عمل أغرقتهم مياه الفيضانات، ومن المتوقع أن تشهد أجزاء كبيرة بالبلاد عواصف ممطرة ودرجات حرارة منخفضة خلال الأيام المقبلة، مع توقعات بتساقط جليد في كثير من أجزاء شمال اليونان. كما تعرضت مدينة بيريه الساحلية غرب أثينا أيضا لمشكلات مشابهة وغمرت المياه المنازل والمحلات التجارية في عدة مناطق، فيما تلقت شرطة المطافئ أكثر من 600 اتصال هاتفي بطلب المساعدة والتدخل.
وظل رئيس الوزراء اليوناني إندونيس ساماراس لساعات طويلة يتابع مع وزير الأمن العام وحماية المواطن فاسيليس كيكيليا تطورات الوضع، والقيام بزيارات ميدانية لفرق الدفاع المدني.
وتسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار عن توقف عدد كبير من رحلات القطارات وتأخرها، بينما لم يبحر عدد كبير من السفن التي بقيت راسية في مرفأ بيريوس بسبب الرياح الشديدة، وفي ثيسالونيكي ثاني أكبر مدن البلاد في الشمال، تسببت رياح عاتية في عدد من الحوادث منها اقتلاع أشجار ووقوع بعضها وأعمدة للكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة.