فيصل بن فرحان: السعودية تدعو لوحدة الأراضي الليبية وسلامتها

عقيلة صالح يطالب «البرلمان العربي» بسحب الاعتراف بحكومة «الوفاق»

TT

فيصل بن فرحان: السعودية تدعو لوحدة الأراضي الليبية وسلامتها

دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إلى «وحدة وسلامة الأراضي الليبية»، ونوه خلال كلمته أمام «البرلمان العربي» في القاهرة، أمس، بـ«المتغيرات والتحديات التي تمر بها المنطقة العربية، وتمس جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية».
وأوضح الأمير فيصل أن «الأزمة الليبية كانت في صُلب اهتمامات السياسة الخارجية للمملكة، حيث استمرت في دعوتها الأشقاء في ليبيا إلى ضرورة ضبط النفس، وتغليب المصلحة العليا للبلاد من خلال الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، وسيادتها الإقليمية، وإقامة حوار وطني حقيقي يقود إلى سلام شامل بين الأشقاء الليبيين». لافتاً إلى أن «المنطقة العربية تمر بمتغيرات وتحديات تمس جوانب الحياة السياسية، والاقتصادية والأمنية في العديد من دولها، وتنعكس أحداثها المتسارعة على النواحي الإنسانية والتنموية والاجتماعية لشعوبنا، وتجعلنا جميعاً مطالبين بالتحرك الجاد للتصدي لجميع التهديدات التي تواجه دولنا وشعوبنا، والمضي قدماً نحو ما تصبو إليه الشعوب العربية، من أمن واستقرار وتنمية».
في غضون ذلك، أبرز وزير الخارجية السعودي أن «المملكة ومنذ تأسيسها تركز على مبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار، والاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، ضمن قواعد القانون الدولي».
بدوره، شدد عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، على «ضرورة توفير الدعم العربي للشعب الليبي، والعمل على تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، باعتبارها الحل الوحيد للدفاع عن كرامة الأمة ومقدرات شعوبها»، مؤكداً في كلمته أمام «البرلمان العربي» أمس، أن «الاتفاق التركي مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج يهدف إلى دعم الميليشيات المسلحة، واستكمال نهب ثروات ليبيا».
وطالب صالح «البرلمان العربي» بإعلان «سحب الاعتراف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بسبب انتهاكاته للإعلان الدستوري، وللاتفاق السياسي الذي أُبرم في الصخيرات بالمملكة المغربية، ودعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب، والتصدي للغزو التركي».
وبعد أن أوضح صالح أن «الجماعات المسلحة في طرابلس باتت هي صاحبة القرار الحقيقي، وليست حكومة الوفاق»، اعتبر أن «البحر المتوسط تحول إلى بؤرة صراع دولي بعد توقيع اتفاق حدود بحرية مع دولة ليست جارة لليبيا، بالمخالفة للقانون الدولي».
من جهته، حذّر رئيس «البرلمان العربي» الدكتور مشعل السلمي، من «خطورة التدخلات والمُخططات العدوانية، التي تقوم بها دول إقليمية، لإحياء مطامعها الاستعمارية، عبر تكوين ميليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية، وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة الدول العربية، وتضع يدها على ثرواتها».
كما نبه السلمي إلى أن «التطورات والمستجدات المتسارعة في العالم العربي وصلت إلى درجة غاية في الخطورة، في ظل ما يشهده بعض الدول العربية من صراعات وتدخلات خارجية، وما تمثله من تهديدٍ مباشرٍ للأمن القومي العربي».
وفي بيانه الختامي، رحب «البرلمان العربي» بوقف «إطلاق النار بين قوات الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق، باعتباره خطوة مهمة لإحراز تقدم في العملية السياسية، وحقن دماء الليبيين»، مشدداً على «ضرورة وقف الصراع العسكري في ليبيا، وأن الحل لن يكون إلا سياسياً خالصاً، دون تدخلات خارجية دعماً لطرف على حساب طرف آخر».
كما جدد البرلمان إعلان قراره رفض وإدانة «إرسال قوات عسكرية تركية إلى دولة ليبيا، باعتباره انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا، وتزويد الميليشيات بالسلاح ونقل المقاتلين»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «التدخل العسكري التركي في دولة ليبيا يزيد الأوضاع فيها تعقيداً، ويذكي الفتنة والخلاف بين الأطراف الليبية، ويسهم في إطالة أمد الصراع، ويقوّض جهود السلام، ويهدد أمن دول الجوار الليبي والأمن القومي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.