تراشق إدانات يشوش علاقات إسرائيل بأوكرانيا

TT

تراشق إدانات يشوش علاقات إسرائيل بأوكرانيا

أصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً، أمس الأربعاء، ردت فيه على دعوة أوكرانيا لإسرائيل بالامتناع عن التدخل في شؤونها، بعد مسيرة مشاعل نظمت في كييف تمجيداً لزعيم القوميين الأوكرانيين، ستيبان بانديرا.
وقالت الوزارة الإسرائيلية، في بيان، إن «الأشخاص المسؤولين عن مقتل اليهود أثناء (الهولوكوست) وأعمال العنف ضدهم، وكذلك دعاة معاداة السامية من مفكري الحركة القومية الأوكرانية، أصبحوا مؤخراً في موضع تمجيد علني في أوكرانيا. ورداً على ذلك وعلى منشورات في الصحافة الأوكرانية، تعرب وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إدانتها لهذه الظواهر. فذاكرة (الهولوكوست) ومكافحة معاداة السامية، بما في ذلك تمجيد معادين للسامية وقتلة اليهود، لا تشكل شأناً داخلياً لأي بلد كان».
وكان القوميون المتطرفون في أوكرانيا قد نظموا في 2 يناير (كانون الثاني) الجاري، مسيرة مشاعل في العاصمة الأوكرانية كييف، بمناسبة عيد ميلاد ستيبان بانديرا، مؤسس «منظمة القوميين الأوكرانيين»، الذي تعاون مع السلطات النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقد ندد السفير الإسرائيلي لدى كييف، يوئيل ليون، ونظيره البولندي، بارتوش تسيخوتسكي، بتنظيم هذه المسيرة في حينه، وأعربا عن امتعاضهما من قرار سلطات مقاطعة لفوف (غرب أوكرانيا) تخصيص مبلغ مالي لتكريم كل من أندريه ميلنيك، قائد «الجيش الثوري الأوكراني» (الجناح العسكري لـ«منظمة القوميين الأوكرانيين»)، والكاتبين إيفان ليبا وابنه يوري، المعروفين بآرائهما المعادية لليهود والبولنديين، ونظرياتهما حول «تفوق العرق الأوكراني».
ورد السفير الأوكراني في تل أبيب، غينادي نادولينكو، على بيان الخارجية الإسرائيلية، بدعوة تل أبيب إلى عدم الخوض في مناقشات علنية حول قضايا «تعد شأناً سياسياً داخلياً لأوكرانيا». وحذرت أوساط دبلوماسية في تل أبيب، أمس، من أزمة دبلوماسية بين تل أبيب وكييف، في أعقاب هذا التراشق.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».