إلى عهد قريب جداً، كانت عروض الأزياء حكراً على فئة قليلة من الناس، أغلبهم من الزبونات المقتدرات ووسائل الإعلام ومديري الشراء من المحلات. في بداية القرن الماضي كانت تجري في صالونات حميمة، ثم أصبحت على منصات مسارح في أماكن أكبر حتى تستوعب عدداً أكبر من الزبونات ووسائل الإعلام. ثم جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتُغير ثقافة عروض الأزياء تماماً. لم تعد مغلقة ونخبوية، بل أصبحت مفتوحة على العالم يمكن لأي أحد أن يتابعها على الإنترنت أو على صفحات الانستغرام وغيرها. فقدت خصوصيتها لكن كسبت روحاً ديمقراطية رحب بها الجيل الجديد من عشاق الموضة والفضوليين، كما رحب بها ضيوف الصفوف الأولى، من نجوم ومؤثرين من منظور أن أي دعاية أفضل من لا شيء.
وكأن هذا لا يكفي، قرر صناع الموضة ما هو أكثر من ذلك. ففي عام 2020، سيفتح أسبوع الموضة الأسترالي أبوابه للعامة لأول مرة.
وكان أسبوع لندن قد سبقه هذا العام بفتح أبوابه للناس لقاء مبلغ معين. ولأن العملية كانت بمثابة جس نبض، اقتصرت هذه التذاكر على عروض معينة فقط.
الأسبوع الأسترالي أخذ خطوة غير مسبوقة بالسماح للمصممين ببيع التذاكر لعروضهم بعد أن كانت الدعوة خاصة جداً، والمعلومات التي يتلقاها العامة تكون غالباً بعد أشهر من خلال مجلات الموضة.
وإذا كان بعض المصممين يرحبون بهذه الخطوة على أساس أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت الأبواب على مصراعيها ولم يعد هناك أي غموض يحيط بتشكيلاتهم ويستحق التستر عليه إلى حين طرح بضائعهم في الأسواق، فإن البعض الآخر يخاف من استنساخ ما يعرضونه من قبل محلات كبيرة مثل «زارا» وغيرها تطرحها قبل أشهر، الأمر الذي يجعل تصاميمهم قديمة بالمقارنة.
في المقابل هناك من يرى أنه في ظل التحولات الأخيرة التي فقدت فيها عروض الأزياء غموضها وسريتها، على الأقل يمكنهم الاستفادة ببيع التذاكر وتقديم أصحابها لتجربة حية تُكسبهم ولاءهم. من هؤلاء نذكر المصممة الأسترالية أليس ماكول، قائلة إن هذه الخطوة مهمة لتحريك عملية البيع «لأنها تعتمد على التفاعل مع المستهلك مباشرة... إذا كان باستطاعتهم حضور العرض والانغماس في التجربة فهذا أمر رائع». وقد أكدت تجربة أليس نجاحها لأنها تعتمد في عروضها على تصاميم مبتكرة لكل موسم، وأخرى كلاسيكية تتكرر في كل موسم بألوان وخامات مختلفة يمكن لضيفة العرض أن تجد مثلها في المحلات من دون أن تنتظر وصول ما شاهدته على منصة العرض. وهذا ما يجعل التجربة مهمة ومُجدية من الناحية التسويقية.
سعر هذه التذاكر يختلف من عروض النهار إلى عروض المساء، لكنها عموماً ستبدأ من 120 دولاراً. في أسبوع لندن المرتقب في شهر فبراير (شباط)، يتوقع أن يصل سعر التذكرة إلى 135 جنيهاً إسترلينياً، وفي أسبوع نيويورك 550 دولارا.
إلى جانب كسب ولاء زبائن جدد، فإن المصممين الشباب تحديداً يكسبون شيئاً آخر، وهو مبلغ مالي لا بأس به لا سيما أن تنظيم عرض أزياء ليس بالأمر السهل ويُكلفهم الكثير.
عروض الأزياء... تبيع نخبويتها بـ120 دولاراً
بعد أن فتحت أبوابها للعامة
عروض الأزياء... تبيع نخبويتها بـ120 دولاراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة