دعوات لإنقاذ «متحف الفرافرة» بعد انهياره جزئياً في مصر

يوثق الحياة الاجتماعية في الواحة

متحف بدر التراثي
متحف بدر التراثي
TT

دعوات لإنقاذ «متحف الفرافرة» بعد انهياره جزئياً في مصر

متحف بدر التراثي
متحف بدر التراثي

دعا عدد كبير من المهتمين بالتراث المصري، إلى سرعة إنقاذ «متحف بدر» التراثي، بواحة الفرافرة، التي تبعد عن القاهرة بنحو 500 كيلومتر في الصحراء الغربية بعد تعرض المتحف للانهيار الجزئي مساء أول من أمس.
وأطلق مجموعة من أبناء محافظة الوادي الجديد، المهتمين بالتراث في مصر، دعوات مكثفة للسلطات المصرية لسرعة إنقاذ محتويات المتحف، ودشنوا هاشتاغا بعنوان «أنقذوا متحف بدر»، مؤكدين أهمية المتحف بالنسبة لأبناء الواحة، لأنّه يوثق تراث واحة الفرافرة، رغم أنّه ليس أثرياً أو تابعاً للحكومة.
المتحف الذي أنشأه بدر عبد الغني، المُعلم في وزارة التربية والتعليم المصرية في عام 1992، يتكون من 20 غرفة مبنية من عناصر طبيعية للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة في شهور الصيف مثل الطوب اللبن والرّمال، ويضمّ أشكالاً فنية تصوّر الحياة التقليدية في الواحة، بالإضافة إلى العديد من المنحوتات الحجرية التي تحاكي حركة سكان الواحة اليومية.
وتبلغ مساحة المتحف نحو 500 متر مربع، ويضم المتحف حديقة بها عدة منحوتات مصنوعة من الأشجار وجذوع النخيل. ويحتفي متحف بدر بشكل لافت برسومات تشكيلية أبدعها عبد الغني، الذي عاش فترة من حياته في إيطاليا، تصور الحياة التقليدية لسكان الواحة والمناظر الطبيعية التي تتميز بها الصحراء الغربية.
وأنشأ بدر هذا المتحف على نفقته الخاصة على أرض يمتلكها بالواحة، ليصبح مع مرور الوقت بمثابة الوجهة الأولى المفضلة للزيارة بالفرافرة، وعلى غرار منحوتاته من الخامات الطبيعية، يستخدم كذلك الخامات والألوان البيئية في رسم لوحاته.
ويقول بدر لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الحكومة استجابت لمناشدات الشباب وتكفلت ببناء الأجزاء المنهارة من المتحف بمواد بناء حديثة». وأرجع سبب انهيار أجزاء من المتحف، إلى تسرب المياه إلى الجدران المبنية من الطوب اللبن. مشيراً إلى أنّه وأصدقاءه نقلوا بعض المقتنيات من الغرف المنهارة بعد ملاحظة علامات الانهيار، مؤكداً أنّ كل محتويات المتحف سليمة، وشدّد على «أنّ المتحف لن يفقد شكله المميز بعد بناء غرف جديدة بمواد حديثة حيث ستُغطّى الأحجار بمواد طبيعية من الواحة». وتابع أنّ «عدد زائري المتحف انخفض خلال السنوات الماضية»، متمنياً أن «تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الإقبال للتّعرف على طبيعة واحة الفرافرة».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.