قرقاش يؤكد من الخرطوم دعم الإمارات للسودان

قرقاش يؤكد من الخرطوم  دعم الإمارات للسودان
TT

قرقاش يؤكد من الخرطوم دعم الإمارات للسودان

قرقاش يؤكد من الخرطوم  دعم الإمارات للسودان

قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أن بلاده ملتزمة بتقديم الدعم السياسي للسودان وشعبه، داعيا لـ«تشكيل تحالف يهدف لتعزيز الرؤية الإيجابية القائمة على إتاحة الفرص للتنمية الشاملة والتسامح».
وقال قرقاش: «على الإمارات والسودان تشكيل تحالف يحدوه الأمل والتفاؤل في منطقتنا، بهدف تعزيز الرؤية الإيجابية القائمة على إتاحة الفرص للتنمية الشاملة والتسامح». وفقاً لتعبيره. وجدّد قرقاش تأكيد دعم الإمارات جميع الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن في السودان وحماية استقلال واستقرار مؤسسات الدولة فيه. وأوضح أن بلاده تعمل من هذا المنطلق مع القيادة السودانية لضمان نجاح المرحلة الانتقالية الحالية في تحقيق الأمن والتنمية والازدهار لمستقبل السودان.
واختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات زيارته إلى العاصمة السودانية الخرطوم والتي بحث خلالها تعزيز مجالات التعاون الثنائي وتقديم الدعم للحكومة السودانية لعبور المرحلة الحساسة التي يمر بها السودان. والتقى قرقاش كلا من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس السيادي، والفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس المجلس السيادي، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمر بشير مانيس وزير رئاسة مجلس الوزراء والدكتور إبراهيم أحمد البدوي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، ومدني عباسي مدني وزير الصناعة والتجارة، ووزراء القطاع الاقتصادي، والدكتور الصديق عبد العزيز عبد الله وزير الخارجية بالإنابة.
وتركزّت محادثات قرقاش حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها على مختلف المستويات لتحقيق مصالح الشعب السوداني، كما بحثت المداولات مع المسؤولين السودانيين - ضمن جدول مكثّف - في ملفات دولية ذات اهتمام مشترك.
وتطرقت المحادثات الإماراتية - السودانية في مستوياتها المختلفة إلى اهتمام دولة الإمارات بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري مع السودان، إلى جانب الأمن الغذائي، والطاقة، والبنية التحتية.
وجدد الوزير الإماراتي التأكيد على اهتمام بلاده باستقرار وازدهار السودان وتحقيق الرخاء لشعبه وبناء السلام والأمن، موضحاً في تصريحات صحافية أن الزيارة كانت إيجابية ومثمرة، وشدّد على أن السودان هو اليوم «على الطريق الصحيح ليصبح قصة نجاح تاريخية ونموذجا يحتذى به في بقية المنطقة».
وأشار إلى أنه لمس خلال كل اللقاءات التقدير الكبير لدعم دولة الإمارات للسودان في هذه الظروف الانتقالية، كما بحث خطط التواصل والمتابعة لضمان أن تكون المبادرات الإماراتية فاعلة ضمن سياق جهود الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار والازدهار. من جهة ثانية، قال قرقاش إن بلاده تتابع التطورات المتسارعة في الملف الليبي، مشدداً على ضرورة الحل السياسي ومنع الاستقطاب من خلال التدخل التركي، الذي ينقل ليبيا إلى مرحلة أكثر تعقيداً وخطورة. وقال قرقاش في مؤتمر صحافي أمس، إن اللقاء مع حمدوك ناقش الأوضاع في ليبيا ضمن التنسيق بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية بما يعزز المحور العربي والوسطي. وأضاف: «نتشارك القلق بشأن ما يجري في ليبيا، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية في الملف الليبي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.