الهدنة مستمرة رغم الاتهامات بخرقها

«المرصد» يتحدث عن مقتل 14 من «مرتزقة تركيا» السوريين في ليبيا

الهدنة مستمرة رغم الاتهامات بخرقها
TT

الهدنة مستمرة رغم الاتهامات بخرقها

الهدنة مستمرة رغم الاتهامات بخرقها

رغم استمرار تبادل الاتهامات بين قوات «الجيش الوطني» و«الميليشيات» الموالية لحكومة «الوفاق» بشأن خرق الهدنة السارية منذ الأحد الماضي، بدا أن الطرفين حريصان على استمرارها، ولم يعلن أي منهما، أمس، التخلي عن التهدئة.
وفي حين أخفقت، حتى مساء أمس، المفاوضات التي ترعاها وتستضيفها موسكو بحضور تركي، في توقيع اتفاق بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة «الوفاق» فائز السراج، قال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «مقترح إرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيا سواء دولية أو غربية، مرفوض جملةً وتفصيلاً».
وأشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن «احتمال إرسال قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا لن يقبل الجيش به أو بأي قوات أجنبية أخرى».
وقال المسؤول الرفيع في الجيش الليبي إن «كل الأفكار (المتعلقة بارسال قوات سلام أجنبية) مرفوضة»، لكنه لفت في المقابل إلى أنه «قد يتم تمديد مهلة الهدنة ووقف إطلاق النار مع اقتراب انعقاد مؤتمر برلين الدولي الذي تستضيفه ألمانيا برعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية». واتهم المسؤول مجدداً «الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بمواصلة خرقها الهدنة في عدة محاور للقتال داخل وحول العاصمة طرابلس»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش ملتزمة بتعليمات حفتر بشأن الهدنة وفي انتظار أي تعليمات جديدة أو إضافية» على حد تعبيره. وأضاف «تم إحالة الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات إلى الجهات المختصة، وقواتنا في مواقعها تحسبا لأي طارئ».
من جهتها أعلنت إدارة عملية «بركان الغضب» التي تشنها «الميليشيات» الموالية لحكومة السراج أنها رصدت ما وصفته بـ«خروقات متكررة لوقف إطلاق النار من قوات الجيش في محوري الرملة وصلاح الدين بالعاصمة طرابلس». وبعدما تحدثت عن «رصد تحركات واستمرار التحشيد لقوات الجيش»، حذّرت من «مخاطر انهيار وقف إطلاق النار».
واعتبرت «بركان الغضب» أن قواتها «ملتزمة بالهدنة منذ إعلانها تنفيذاً لتعليمات قيادتها».
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، أن «3 عناصر من المرتزقة» ضمن فصائل ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للحكومة التركية، قُتلوا في المعارك الدائرة في ليبيا، موضحاً أن القتلى الجدد ينتمون إلى فصيل «الحمزات». وتحدث «المرصد» الحقوقي عن معلومات «عن قتلى آخرين». لكنه أوضح أن العدد الإجمالي للقتلى جراء العمليات العسكرية في ليبيا ارتفع إلى 14 مقاتلاً من فصائل «لواء المعتصم» و«فرقة السلطان مراد» و«لواء صقور الشمال» و«الحمزات»، وكلها فصائل سورية موالية لتركيا. وتابع «المرصد» أن معلوماته تؤكد أيضاً أن تلك الفصائل الموالية لتركيا «تنفذ عمليات إعدام ميدانية بحق الأسرى الذين سقطوا في قبضتها خلال المعارك التي جرت قرب العاصمة الليبية».
وأشار تقرير «المرصد» أيضاً إلى «خروج دفعة جديدة من المقاتلين المرتزقة إلى تركيا ويقدر عددهم بنحو 100 مقاتل، استعداداً لنقلهم إلى ليبيا قريباً».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.