السلطة تحذر من «حفريات الأقصى» وتطلب لجنة تقصي حقائق

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من «مخاطر الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال وطواقمها وأذرعها المختلفة أسفل المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة من القدس المحتلة»، قائلة إن إسرائيل «تقوم بأعمال حفريات واسعة النطاق في تلك المنطقة لا تكشف عن طبيعتها».
وأكدت الوزارة في بيان لها، أمس، أن النتائج الكارثية للحفريات تظهر في فصل الشتاء عبر التشققات الكبيرة في منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية، وتسرب المياه من الأعلى والأسفل وإغراق أجزاء منها، كما بدت واضحة بالأمس في حي باب السلسلة في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة.
وقالت إن «تصدعات تحدث في الطرق والجدران، وسط إهمال واسع النطاق ومتعمد من قبل طواقم بلدية الاحتلال، التي تلجأ لمحاولة ابتزاز المواطنين لإخلاء منازلهم بحجة الانهيارات والتشققات، لتنفيذ مشاريع استيطانية تهويدية في المناطق المحاذية للأقصى المبارك، علما بأن عددا من تلك المباني المهددة بالحفريات هي تاريخية وأثرية». وأضاف أن «ما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات في محيط (الأقصى) المبارك، جريمة وفقا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ما يستدعي تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على مخاطرها، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عنها».
وأدانت الوزارة في بيانها، تلك الحفريات الهادفة بالأساس إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، ومحاولة فرض روايته بالقوة من خلال تزوير المعالم الأثرية الموجودة فوق الأرض وباطنها. وحملت الحكومتين الأميركية والإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات الحفريات التهويدية الاستعمارية. وطالبت المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته المختصة وفي مقدمتها «اليونيسكو» بتحمل المسؤولية الدولية، وإجبار سلطات الاحتلال على وقف تلك الحفريات فورا.
وتقوم السلطات الإسرائيلية بحفريات تحت المسجد الأقصى والبلد القديمة في القدس تقول إنها متعلقة بأعمال مرتبطة بتراث المدينة، لكن الفلسطينيين يتهمون إسرائيل بالعمل على إضعاف المسجد ومحاولة تغيير واقع المدينة وتاريخها.
وتقول دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، إن المعلومات حول الحفريات التي تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك قرب باب المغاربة «خطيرة، وتُدلل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة تحت محيط المسجد الأقصى المبارك، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل مبنى المتحف الإسلامي».
وكانت الأوقاف طالبت من الشرطة الإسرائيلية بالسماح للجنة خاصة تعينها الحكومة الأردنية بالدخول إلى هذه المواقع لمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالمسجد الأقصى، لكن إسرائيل رفضت.