بعد أن بات واضحاً أن أكثرية 65 نائباً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) سيرفضون منحه الحصانة، وأنه سيخسر هذه المعركة أمام منافسيه، يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إمكانية سحب طلبه الحصول على حصانة في هذه المرحلة وانتظار الانتخابات القادمة في 2 مارس (آذار) القادم، وبلورة موقف جديد في الموضوع بناء على نتائجها.
وإذا لم يسحب الطلب، فإن لجنة الكنيست، التي يجري تأسيسها، ستصوت على طلبه وهي ذات أكثرية تنوي التصويت ضده، وعندها تلتئم الهيئة العامة للكنيست لتبت في الموضوع. وقد رفض رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، تعيين جلسة للهيئة هذا الأسبوع، وقال إنه سيدعو الكنيست للاجتماع في الأسبوع القادم. ولكن هذه المماطلة لم تحسن وضع أدلشتاين في حزبه الليكود، فهاجموه واتهموه بطعن نتنياهو في ظهره.
وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إن مستشاريه نصحوه بالتنازل عن الحصانة، كي لا تبقي قضية الفساد والمحاكمة بسبب الفساد قضية ملتهبة عدة أسابيع وستنتهي هذه المعركة بالتأكيد بخسارته أمام منافسه، رئيس حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، وهذا سيسجل في غير صالحه وربما يترك أثرا سلبيا عليه في الانتخابات. والنصيحة هي أن يغلق هذا الملف الآن ويشغل الرأي العام في قضايا أخرى ترفع من أسهم نتنياهو كزعيم كبير.
في 22 من الشهر الجاري، سيزور إسرائيل أربعة ملوك و26 رئيس دولة للمشاركة في مهرجان لمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الإبادة النازي. وسيستقبلهم نتنياهو شخصياً وسيخطب فيهم. وسيثير من جديد قضية عاطفية يجتمع اليهود حولها، إذ إن غالبية ضحايا النازية في هذا المعسكر كانوا من اليهود. وبعدها، يتوقع أن يطرح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خطته لتسوية الصراع الإسرائيلي العربي المعروفة باسم «صفقة القرن». ويتوقع أن يوافق عليها نتنياهو بشكل مبدئي بينما يرفضها الفلسطينيون، وهذا موضوع مثير لاهتمام الناس وسيتحول فيه نتنياهو ممثلاً للإجماع الإسرائيلي. وبدلا من تركيز الانتخابات على الفساد سيعود نتنياهو إلى شخصية الزعيم.
وقالت المصادر إن نتنياهو منزعج من نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها مكتبه وتظهر ارتفاعا في شعبية غانتس. وكانت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي قد نشرت نتائج آخر استطلاع رأي التي دلت على أن نتنياهو وغانتس يحصلان ولأول مرة منذ سنة على نسبة مشابهة في الشعبية. ففي رد على السؤال من هو رئيس الحكومة المفضل حسب رأيك، أجاب 39 في المائة بأنهم يفضلون نتنياهو وأجاب عدد مماثل بأن غانتس هو المفضل. مع العلم بأن جميع الاستطلاعات التي أجريت، منذ نزول غانتس للمعترك السياسي، كانت تعطي تفوقاً لنتنياهو. والاستطلاع الذي نشر مساء الأول من أمس، أظهر توسيع الفارق بين «كحول لفان» والليكود أيضاً في عدد المقاعد، إذ يحصل الأول على 34 مقعداً (بزيادة مقعد واحد عن نتيجته في الانتخابات الأخيرة في سبتمبر (أيلول)، بينما يهبط الليكود من 32 إلى 31 مقعداً. ومع أن غانتس يحصل على هذه الزيادة من حساب أحزاب اليسار والوسط، ومع أن مجموع ما يحصل عليه معسكر اليمين سيرتفع من 55 إلى 58 مقعداً، وسيهبط معسكر الوسط واليسار مع العرب من 58 إلى 56 مقعداً، إلا أن القلق يسود كليهما خصوصاً أن حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، الذي يضمن مقاعد (من 8 حالياً إلى 7 مقاعد) سيظل لسان الميزان، وهو يطرح شروطاً تصعب إقامة حكومة يمين صرف أو يسار صرف. ونتيجة كهذه تبقي الأزمة السياسية الإسرائيلية على حالها، إلا إذا نجح أحد الطرفين في استقطاب حزب من المعسكر الآخر أو في استمالة ليبرمان ليغير شروطه ويقبل بتشكيل حكومة ضيقة في أحد الاتجاهين.
وتجدر الإشارة إلى أن «القائمة المشتركة» التي تضم الأحزاب العربية ستحافظ على تمثيلها الحالي، وتحصل على 13 مقعداً، حسب الاستطلاع. وأما تحالف اليسار الجديد، الذي يضم قائمة «العمل - جيشر»، وتحالف المعسكر الديمقراطي لحزب «ميرتس» ومؤيدي إيهود باراك، فسيحصل على 9 مقاعد فقط، علماً بأنه حصل في الانتخابات الأخيرة على 11 مقعداً. وأما في اليمين، فإن الأحزاب المتطرفة التي ستخوض الانتخابات في قائمتين منفصلتين، فستحصل على 11 مقعداً («اليمين الجديد» بقيادة أييليت شاكيد ونفتالي بنيت، على 6 مقاعد، وتحالف «البيت اليهودي» مع «الاتحاد القومي» و«عوتسما يهوديت»، يحصل على 5 مقاعد. والأحزاب الدينية أيضاً ستخسر مقعداً لصالح أحزاب اليمين المتطرف فيحصل حزب «شاس» لليهود الشرقيين على 8 مقاعد، وتحصل كتلة «يهدوت هتوراه» لليهود المتدينين الغربيين (الأشكناز) على 7 مقاعد.
نتنياهو لسحب طلب الحصانة بعد تأكده من رفض الكنيست
استطلاع رأي: غانتس يصلح رئيساً للحكومة
نتنياهو لسحب طلب الحصانة بعد تأكده من رفض الكنيست
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة