بيلوسي تستعد للإفراج عن بنود عزل ترمب

توقعات جمهورية بانتهاء «المحاكمة» مطلع الشهر المقبل

بيلوسي وشيف يغادران اجتماعا للنواب  الديمقراطيين في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
بيلوسي وشيف يغادران اجتماعا للنواب الديمقراطيين في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
TT

بيلوسي تستعد للإفراج عن بنود عزل ترمب

بيلوسي وشيف يغادران اجتماعا للنواب  الديمقراطيين في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)
بيلوسي وشيف يغادران اجتماعا للنواب الديمقراطيين في الكونغرس أمس (أ.ف.ب)

أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن المجلس سيصوّت، اليوم، للإفراج عن بنود عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقالت بيلوسي في اجتماع مغلق عقدته مع النواب الديمقراطيين صباح، أمس (الثلاثاء)، إن المجلس سيعيّن خلال جلسة التصويت ممثلين عنه لعرض الأدلة في المحاكمة التي سيعقدها مجلس الشيوخ.
من جهته، قال نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض هوغين غيدلي، إن ترمب لا يخشى خوض معركة خلال إجراءات محاكمته. وأضاف غيدلي في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «أكره أن أتحدث في الفرضيات، لكن لنكن واضحين: الرئيس ليس خائفاً من خوض معركة. نحن مستعدون سواء عُقدت محاكمة كاملة أم معدلة أو حتى تم إسقاط التهم للكشف عن هذه المسرحية غير الشرعية».
هذا وتوقع السيناتور الجمهوري جون كورنين، وهو من القيادات الجمهورية البارزة في مجلس الشيوخ، أن يستمع المجلس إلى الحجج الافتتاحية للمحاكمة يوم الثلاثاء المقبل. ورجّح كورنين أن تستمر جلسات المحاكمة على مدى أسبوعين، وأن تنتهي قبل أن يدلي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بخطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس في الرابع من شهر فبراير (شباط) المقبل. وقال كورنين للصحافيين: «لدينا واجب دستوري يجب أن نركز عليه. ولا يمكننا أن نسمح للثرثرة بتشتيت انتباهنا».
وفهم البعض أن كورنين كان يقصد بهذا التصريح، البلبلة التي أثارتها تغريدات ترمب المطالبة بإلغاء محاكمته في المجلس. وقد رفض الجمهوريون هذه الدعوات الهادفة إلى إسقاط تهم العزل الموجهة ضد الرئيس الأميركي. وقال السيناتور الجمهوري روي بلانت، للصحافيين، يوم الاثنين: «ليست هناك أي نية جمهورية لصرف النظر عن التهم. كما أنه ليست هناك أغلبية من الأصوات التي تمكّننا من إلغاء التهم».
فأي محاولة لتحديد أطر المحاكمة أو إلغائها يجب أن تُطرح على التصويت في مجلس الشيوخ، وتتطلب أغلبية الأصوات للموافقة عليها. في هذه الحال، ومع معارضة عدد من الجمهوريين لدعوات الرئيس الأميركي، لن يتمكن البيت الأبيض من الضغط على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، لطرح موضوع إسقاط التهم للتصويت.
فالجمهوريون متشوّقون للبدء بالمحاكمة لتبرئة الرئيس من التهمتين الموجهتين ضده: استغلال سلطته لمآرب سياسية، وعرقلة عمل الكونغرس. لكنهم غير مهتمين أبداً بدعوات الرئيس لإسقاط التهم قبل الاستماع إلى القضية بشكل رسمي في مجلس الشيوخ.
ولا يزال هدف الجمهوريين عقد محاكمة سريعة وعدم استدعاء شهود، لكنّ هناك تململاً في صفوفهم ناجماً عن مطالبة البعض منهم وراء أبواب مغلقة بالاستماع إلى مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي أعرب عن استعداده للإدلاء بإفادته أمام المجلس.
ويبدو أن هذه المطالبات الخجولة تأثرت باستطلاع للرأي أجرته جامعة «كينيبياك»، يُظهر دعم 66% من الأميركيين للاستماع إلى بولتون، منهم 39% من الجمهوريين.
وكان ترمب قد قال إنه قد يستعمل صلاحياته التنفيذية لمنع بولتون من الإدلاء بإفادته. ورأى ترمب في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» الأسبوع الماضي، أنّه قد يضطر إلى استعمال صلاحياته التنفيذية لخدمة مكتب الرئاسة «خصوصاً أننا نتحدث عن إفادة مستشار سابق للأمن القومي. لا يمكن أن ندعه يتحدث عن أمور متعلقة بأمننا القومي كروسيا والصين وكوريا لشمالية. هذا غير ممكن»، على حدّ قول الرئيس.
هذا واستمر زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر، في الضغط على مكونيل لاستدعاء شهود. واتهم شومر الجمهوريين بمحاولة التستر على ترمب من خلال رفضهم الاستماع إلى الشهود، وقال: «إن كان السعي للحقيقة مسيساً وتأدية واجبنا الدستوري مسيساً، فإن الحزب الجمهوري في ورطة. التاريخ لا يتساهل مع الأحزاب السياسية التي ترفض الاستماع إلى الحقيقة. التاريخ لن يتساهل مع الأحزاب التي تشارك في التستر».
من جهته، استمر مكونيل في سياسته المنتقدة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. فقال في خطاب في مجلس الشيوخ إن «مراهنات بيلوسي على التأثير على إجراءات مجلس الشيوخ لم تحقق شيئاً. أنا سعيد بأنها قررت أخيراً الاستسلام لإرادة الحزبين والمضي قدماً».
وكان عدد من الجمهوريين قد قالوا إنهم قد يدعمون استدعاء شهود في مراحل لاحقة من المحاكمة. وقال السيناتور الجمهوري ميت رومني، منافس ترمب السابق في الانتخابات الأميركية: «أعتقد أنني سأصوت لصالح الاستماع لجون بولتون وغيره من الشهود. لكنّ هذا يعتمد على مجريات الأيام المقبلة والمحاكمة. لن أصوّت للاستماع إلى شهود قبل بدء المرافعة».
تصريح وافق عليه جون ثون، أحد القيادات الجمهورية، فقال للصحافيين: «لا أعتقد أن هناك أدنى شك بأن التصويت سيحدث خلال عقد المحاكمة».
وتحدث السيناتور الجمهوري لامار ألكسندر عن أطر المحاكمة قائلاً: «يجب أن نستمع للقضية. واجبنا الدستوري يحتم علينا ذلك. ما يعني، أولاً الاستماع إلى الحجج، ثانياً طرح أسئلتنا، ثالثاً ضمان حق التصويت للحصول على أدلة إضافية بعد الاستماع إلى القضية. هذه الأدلة يمكن أن تكون شهوداً أو وثائق».


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب)

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».