خبراء وعسكريون: الحفاظ على «مكاسب الأرض» منع حفتر من التوقيع في موسكو

TT

خبراء وعسكريون: الحفاظ على «مكاسب الأرض» منع حفتر من التوقيع في موسكو

لم يمض وقت طويل على مغادرة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر للعاصمة الروسية موسكو دون التوقيع على المبادرة الروسية - التركية للتهدئة، حتى بدأ الخبراء والعسكريون في التركيز على «البنود المفجّرة» لهذا الاتفاق.
وفي حين عزا محللون رفض الجيش لبنود في الاتفاق، حتى مساء أمس، إلى «عدم النص على تفكيك الميليشيات المسلحة المتمركزة بالعاصمة ونزع سلاحها»، ندد عسكريون بـ«البند المتعلق بضرورة انسحاب طرفي القتال لمواقعهم السابقة، بما يشير إلى أن عملية التفاوض برمتها جزء من محاولة لعرقلة تقدم الجيش وفرض سيطرته على العاصمة».
وفي تقدير مدير «إدارة التوجيه المعنوي» بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، فإن «القتال على الأرض من جانب (ميليشيات الوفاق) مستمر، لأنهم خرقوا الهدنة ولا يزالون، ولكننا في القيادة لم نُعلن أي جديد بشأن قرار وقف إطلاق النار».
وعندما سئل المحجوب، عن أهم أسباب رفض البنود الراهنة من الاتفاق، قال لـ«الشرق الأوسط» إنها «لا تتماشى مع وضعنا الراهن، ولا تناسب مطالبنا، وبالنهاية وقف القتال لا يعني انتهاء المعركة، خصوصاً مع تسجيلنا لأكثر من 30 خرقاً من جانب (ميليشيات الوفاق) منذ إعلان وقف إطلاق النار، ومن ضمنها تسيير طائرة مسيرة وإطلاق قذائف الهاون».
ويلفت المحجوب كذلك إلى أن «استمرار توافد المرتزقة على بلادنا حتى الساعة، ربما كان رهاناً وأملاً للطرف الآخر في أن يساعدهم بتحسين موقفهم بمحاور القتال خلال فترة التفاوض»، معتبرا ً أن «طلب التفاوض كان للتحايل على تقدم الجيش على الأرض مقابل تراجع موقع (الميليشيات)».
وبشأن الموقف العسكري الراهن للجيش، أفاد المحجوب، بأن «اتجاه المشير حفتر للمبادرة الروسية كان على أساس أن الجيش هو الطرف المنتصر على الأرض، إذ نملك 95 في المائة من الأرض، وتأكيداً على سعينا لتفكيك الميليشيات ونزع أسلحتها، ولكن اتضح لنا في روسيا أن تركيا هي من تقود عملية التفاوض، لا ممثلي حكومة الوفاق، وأن شروط المبادرة برمتها كانت تصب لصالح أنقرة وشرعنة مذكرة التفاهم البحرية التي تم توقيعها مع السراج».
وأظهر المحجوب تمسكاً بالمواقع الراهنة للجيش قرب طرابلس، وقال إنه «لا يمكن بأي حال مناقشة فكرة وبند طلب التراجع على الأرض، والتنازل عن النقاط والمكاسب التي حققها الجيش خلال الفترة من أبريل (نيسان) حتى الآن»، مضيفاً: «لن نتراجع وهذه مسألة محسومة».
بدوره، رأى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، أن «التراجع العسكري في المرحلة الراهنة، ومع وجود الأتراك الذين تحولوا منذ فترة من موضع الدعم للوفاق إلى موقع الشراكة بالقتال ضد الجيش، يعني فعلياً تبدل المواقع وانكسار وهزيمة الجيش على الأرض». ويعرب الترهوني في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأن «القاعدة الشعبية بالداخل الليبي كانت واثقة وبدرجة كبيرة في أن حفتر سيرفض بالمطلق التراجع عن المكاسب والنقاط التي تقدم نحوها منذ أبريل الماضي».
ورأى المحلل السياسي الليبي محمد الزبيدي أن «قبول التراجع من قبل الجيش كان يعني الانسحاب بمقدار ألف كيلومتر عن طرابلس، فضلاً عن الخسارة المعنوية، وترك الساحة والعاصمة وما بها من مؤسسات الحكم وصناعة القرار لـ(الميليشيات) لتعيد تموضع قواتها بها وتستمر في سيطرتها، والعودة لنقطة الصفر من جديد، وبالتالي يفقد الجيش الحاضنة الشعبية المساندة له».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».