الحوثيون ينشرون قناصيهم على أسطح قلعة الكورنيش التاريخية في محافظة الحديدة

اليمن: أنصار «الحراك الجنوبي» يؤدون صلاة الجمعة في «جمعة الغضب» ويشكلون لجانا أمنية لحماية ساحة الاعتصام

أدى الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» صلاة الجمعة أمس التي سموها «جمعة الغضب» في ساحة العروض بخور بمحافظة عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية  في خطوة تصعيدية نحو المطالبة بالاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية التي قالوا إن نظام الشمال في صنعاء قد سلبها منهم بعد حرب طاحنة في عام 1994 (إ.ب.أ)
أدى الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» صلاة الجمعة أمس التي سموها «جمعة الغضب» في ساحة العروض بخور بمحافظة عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية في خطوة تصعيدية نحو المطالبة بالاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية التي قالوا إن نظام الشمال في صنعاء قد سلبها منهم بعد حرب طاحنة في عام 1994 (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون ينشرون قناصيهم على أسطح قلعة الكورنيش التاريخية في محافظة الحديدة

أدى الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» صلاة الجمعة أمس التي سموها «جمعة الغضب» في ساحة العروض بخور بمحافظة عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية  في خطوة تصعيدية نحو المطالبة بالاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية التي قالوا إن نظام الشمال في صنعاء قد سلبها منهم بعد حرب طاحنة في عام 1994 (إ.ب.أ)
أدى الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» صلاة الجمعة أمس التي سموها «جمعة الغضب» في ساحة العروض بخور بمحافظة عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية في خطوة تصعيدية نحو المطالبة بالاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية التي قالوا إن نظام الشمال في صنعاء قد سلبها منهم بعد حرب طاحنة في عام 1994 (إ.ب.أ)

سيطرت جماعة الحوثيين المسلحة على قلعة الكورنيش التاريخية على ساحل البحر الأحمر بمدينة الحديدة، غرب اليمن، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الميليشيات الحوثية المسلحة وآخرين من الحراك التهامي. استخدم فيها الحوثيون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ليتمكنوا من الاستيلاء على القلعة وعلى الأسلحة الموجودة في القلعة وأسلحة حراسة القلعة بعد فرار الحراسة منها. وعلمت «الشرق الأوسط» من قيادي في الحراك التهامي، رفض الكشف عن هويته، أن «جماعة الحوثيين المسلحة تمكنت من السيطرة على قلعة الكورنيش بعد استخدامها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشة في اشتباكهم مع أبناء الحراك التهامي، وأن القناصين الحوثيين يعتلون سطح قلعة الكورنيش تحسبا لأي هجوم مباغت من جانب الحراك التهامي. وأنهم تمكنوا من السيطرة على ساحة الحراك التهامي ظهر أمس (الجمعة) ليتمكنوا من منع أبناء تهامة من إقامة صلاة الجمعة في ساحة الحراك التهامي على الشريط الساحلي، بعدما دعا إليها جميع مكونات الحراك التهامي، بعد الاشتباكات العنيفة التي اندلعت مساء (الخميس) بين الحوثيين والحراك التهامي، وتم تغيير مكان إقامتها من المدخل الشرقي لمحافظة الحديدة في نقطة (كيلو 16) حيث وجود جماعة الحوثيين المسلحة إلى ساحة الحراك التهامي».
وقال القيادي في الحراك التهامي لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين جماعة الحوثيين المسلحة والحراك التهامي السلمي على كورنيش مدينة الحديدة، وإن الاشتباكات أدت إلى وجود إصابات بين أفراد الحراك التهامي وأحدهم إصابته بليغة تم نقله على أثرها إلى أحد مستشفيات العاصمة صنعاء ومقتل اثنين من المواطنين، إضافة إلى قتلى وجرحى من أوساط والحوثيين. وكذا أسر أحد المسلحين الحوثيين الذي تم الكشف عنه بأنه جندي في الحرس الجمهوري برتبه رقيب ثان ويدعي رضوان محمد محمد علي المروني، وأنه تم تسليمه للسلطات الأمنية في المدينة».
وأضاف القيادي: «هناك طرف ثالث يسعي لتأجيج الوضع في الحديدة، وأنه بسبب الوضع الأمني وانتشار المسلحين الحوثيين والأطقم الحوثية وعلى متنها الأسلحة، تم إغلاق الخط الساحلي (الكورنيش) وتوقف حركة سير السيارات، بالإضافة إلى انتشار أمني كثيف على الشريط الساحلي وبمحاذاة الكورنيش لاحتواء الموقف».
في ذات السياق علمت الـ«الشرق الأوسط» أن «الحراك التهامي السلمي قد دعا أنصاره اليوم (السبت) إلى حشد مليونية رافضة للوجود الحوثي على أراضي تهامة والمطالبة بخروجهم منها. وأنه ربما قد تكون المواجهة بينهم وبين الحوثيين مواجهة عنيفة قد تؤدي إلى حرب شوارع بسبب عدم التكافؤ بينهم وبين الميليشيات المسلحة، لامتلاك الأخيرة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وكذا أسلحة مضادات الطائرات وأطقم مسلحة». مؤكدا أن الحوثيين قد انتشروا إلى حارة (حي) اليمن وبعض الأحياء في المدينة لملاحقة شباب وقادة الحراك بعد اشتباكات الخميس؛ الأمر الذي تسبب في إثارة الفزع والخوف بين أوساط سكان هذه الأحياء والإحياء المجاورة لها.
في المقابل، أكد شهود عيان من أبناء الحراك التهامي لـ«الشرق الأوسط» أن جماعة الحوثيين المسلحة تقوم بحملة مداهمات لمنازل قادة وعناصر بالحراك التهامي وخطف عدد منهم ويقتادونهم إلى أماكن مجهولة وأنهم قد داهموا منزل الشيخ عبد الرحمن مكرم طسي، أحد قادة الحراك التهامي السلمي، وقد أحرقوه ليلة (أمس) الخميس، وكذا مداهمة منزل أحمد العصار، من أقرباء الشيخ مكرم.
وقال أحد صحافيي الحراك التهامي لـ«الشرق الأوسط إن «هناك من يريد إشعال الوضع وتأجيجه في الحديدة خصوصا بعد وصول أكثر من 30 سيارة وعلى متنها من أبناء تهامة بينهم قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض مشايخ أبناء تهامة مقبلين من صعدة بعد رحلة دامت 3 أيام التقوا خلالها بزعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي». وأضاف: «بعد خروج الميليشيات المسلح من ساحة الحراك التهامي، نظم عدد من أبناء الحديدة وقفة احتجاجية في ساحة الحراك التهامي بعد صلاة الظهر معلنين رفضهم للوجود الحوثي ومسلحيه».
وكانت جميع مكونات الحراك التهامي دعت، في بداية الأسبوع الفائت، إلى حشد جماهيري كبير لصلاة «الجمعة» في المدخل الشرقي لمحافظة الحديدة في نقطة كيلو «16» لإعلان رفضهم وجود الميليشيات المسلحة في الحديدة؛ الأمر الذي جعلهم بعد اشتباكات «الخميس» يغيرون مكان الصلاة إلى ساحة الحراك التهامي.
وتقع قاعة الكورنيش التاريخية، أحد الأماكن السياحية في محافظة الحديدة، على تلة مرتفعة قبالة ساحل البحر الأحمر بكورنيش الحديدة. ويعود بناؤها لعام 1538 الميلادي خلال فترة الوجود العثماني الأول في اليمن. وهي مبنية من الطوب المحروق والطين والنورة البيضاء.
في غضون ذلك، أدى الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» صلاة الجمعة، أمس، التي سموها «جمعة الغضب» في ساحة العروض بخور بمحافظة - عدن كبرى المدن اليمنية الجنوبية، في خطوة تصعيدية نحو المطالبة بالاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية التي قالوا إن نظام الشمال في صنعاء قد سلبها منهم بعد حرب طاحنة في عام 1994م.
وتأتي هذه الخطوة تلبية للدعوة التي أطلقتها اللجنة التنظيمية للاعتصام المفتوح في ساحة العروض لأنصار الحراك الجنوبي، أول من أمس الخميس، للمشاركة في «جمعة الغضب» في ظل تأييد كبير من معظم القوى اليمنية خاصة بعد تراجع الدولة في القيام بمهامها في ظل توسع غير مسبوق لميليشيات الحوثي والسيطرة على عدة محافظات يمنية.
وبدأ أنصار الحراك الجنوبي بالتوافد إلى ساحة الاعتصام، منذ صباح الجمعة حيث اكتظ الشارع الرئيس «الشابات» الذي يقع بجانب الساحة، بأنصار الحراك للمشاركة في «جمعة الغضب أو جمعة التصعيد الثوري كما سماها آخرون» في ظل توسع وامتداد خيام المعتصمين للشوارع المقابلة للساحة خاصة بعد انضمام عدد من المؤسسات الحكومية وتأييدها إعلان الاستقلال وأهمهم موظفو ميناء عدن وشركة النفط والتربية والتعليم والاتصالات وشركة المصافي بالمحافظة وإذاعة وتلفزيون عدن وصحيفة 14 أكتوبر الرسمية بالإضافة مؤسسات أخرى قال قياديون بالحراك بأنه سيتم الإعلان عنها في الواحد من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بحسب تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» والذي قالوا بأنه سيكون بداية موعد التصعيد. وقال خطيب ساحة الاعتصام بأنهم مستمرون في نضالهم السلمي حتى تحقيق الاستقلال، داعيا إلى نبذ العنف وتوحيد الصف الجنوبي بين أبنائه، وطالب الخطيب المجتمع الدولي باحترام إرادة شعب الجنوب في التعبير عن حقه في التحرر وبناء دولته المدنية، مطمئنا أبناء المحافظات الشمالية الذين يعملون في الجنوب قائلا بأنهم سيكونون في أمان وأن قضية أبناء الجنوب قضية سياسية بامتياز.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.