«أطباء بلا حدود» تندد بتصفية جريح في مستشفى تدعمه في تعز

TT

«أطباء بلا حدود» تندد بتصفية جريح في مستشفى تدعمه في تعز

نددت منظمة «أطباء بلا حدود» باقتحام مستشفى تدعمه في مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب) من قبل مسلحين قاموا بتصفية جريح كان يتلقى العلاج على أثر مواجهات اندلعت (الاثنين) بين عسكريين موالين للحكومة الشرعية.
وذكرت مصادر محلية وطبية لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحين يتبعون اللواء 170 دفاع جوي اقتحموا مستشفى «الثورة» الحكومي وقاموا بتصفية أحد الجنود المصابين جراء اشتباكات سابقة قبل أن يغادروا إلى جهة غير معلومة. وأفادت المصادر بأن اشتباكات كانت اندلعت (الاثنين) بين جنود من اللواء 170 دفاع جوي واللواء 17 مشاة، سببها الخلاف على قطعة أرض ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود على الأقل من الطرفين وجرح آخرين.
وفي حين تكررت حوادث تصفية الجرحى في مستشفيات مدينة تعز، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» في سلسلة تغريدات على «تويتر» إنه «يجب الإيفاء بالتعهدات بضمان حماية المرافق الطبية والمرضى وسلامتهم في تعز. وإن التغاضي التام عن الطبيعة الإنسانية والطبية للمستشفيات والمرافق الصحية أمر غير مقبول. كما يجب وضع حد للاقتحامات المسلحة للمستشفيات».
وجددت المنظمة الدعوة لجميع المسلحين وطواقم الأمن لاحترام المرافق الصحية بوصفها مساحات إنسانية، وضمان حماية الكوادر الطبية والمرضى ومرافقيهم. وأوضحت أنه حدثت عدة عمليات اقتحام مسلحة لمستشفى «الثورة» في تعز على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، في ظل تجاهل الدعوات المتكررة لاحترام المساحات الإنسانية.
وقالت المنظمة التي تنشط في اليمن وتقدم الدعم للكثير من المستشفيات الحكومية إنها «تستنكر بشدة الاعتداء الأخير على مستشفى الثورة وقتل أحد المرضى بداخله».
وأشارت إلى أن هذه الواقعة هي الثانية من نوعها خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة، قبل أن يتم قتل مريض آخر في غرفة طوارئ مستشفى الثورة العام المدعوم من قبل المنظمة مساء (الاثنين). وفي وقت تشهد فيه المدينة احتجاجات على تأخر رواتب الموظفين لشهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي قال محافظ تعز نبيل شمسان إن تأخير صرف مرتبات الموظفين العاملين في قطاع التربية والتعليم سببه الوضع الأمني في العاصمة المؤقتة عدن، حيث أعاق نقل السيولة النقدية إلى تعز»، مشيرا إلى أن «المشكلة في طريقها للحل خلال الأيام القليلة المقبلة».
وذكرت المصادر الرسمية أن المحافظ التقى ممثلي النقابات المهنية والعمالية وناقش معهم قضايا تأخير صرف المرتبات والمستحقات لعدد من الوحدات المركزية والإدارية وفي مقدمتها مرتبات التربية والتعليم. ونقلت المصادر عن المحافظ قوله إن «السلطة المحلية تبذل جهودا كبيرة وعقدت عشرات اللقاءات مع الجهات الحكومية المختصة لتأكيد استمرارية صرف المرتبات دون انقطاع، وكذلك كافة الحقوق للموظفين والعاملين لمواجهة أبسط الاحتياجات والمتطلبات في محافظة ما زالت الحرب فيها مستمرة، وكذلك الحصار الجائر الذي يعقد مسارات الحياة للمواطنين ويضاعف معاناتهم، معتبرا أن المرتبات والحقوق لا تسقط بالتقادم بموجب القانون والدستور».
وأكد شمسان أن حقوق الموظفين تعد في رأس الأولويات، وأضاف «بذلنا جهودا مضنية، وأجرينا الكثير من النقاشات ولا نزال على تواصل مستمر مع رئاسة الحكومة والجهات المالية لتسريع وتيرة صرف هذه المرتبات والحقوق والوصول إلى آلية دائمة تتم بموجبها عملية الصرف دون عراقيل أو تأخير، لما لذلك من آثار في معيشة المدرس والموظف وبالذات المؤسسات الاقتصادية والمركزية».
وثمن محافظ تعز - وفق ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية «الجهود التي تبذلها النقابات للانتصار لقضايا أعضائها من خلال الفعاليات الحضارية والقانونية، وقال إن «العمل النقابي لا تقل أهميته عن بقية المؤسسات الحكومية، وهو مساعد أساسي لحل الإشكالات التي تخص الموظفين والعمال».
وشدد ممثلو النقابات على ضرورة إنهاء «الاختلالات الأمنية والبسط على الأراضي العامة والخاصة، وضرورة تحسين الأوضاع الصحية في المستشفيات الحكومية، وإخلاء ما تبقى من المؤسسات والمكاتب العامة من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».