وزير العدل المغربي يتهم وسائل الإعلام بالتأثير السلبي على استقلال القضاء

قال إنها تنصب نفسها سلطة للإدانة والبراءة

وزير العدل المغربي مصطفى الرميد في ندوة حول «دور الإعلام  في إصلاح منظومة العدالة» في الرباط أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
وزير العدل المغربي مصطفى الرميد في ندوة حول «دور الإعلام في إصلاح منظومة العدالة» في الرباط أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

وزير العدل المغربي يتهم وسائل الإعلام بالتأثير السلبي على استقلال القضاء

وزير العدل المغربي مصطفى الرميد في ندوة حول «دور الإعلام  في إصلاح منظومة العدالة» في الرباط أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
وزير العدل المغربي مصطفى الرميد في ندوة حول «دور الإعلام في إصلاح منظومة العدالة» في الرباط أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

وجه مصطفى الرميد وزير العدل المغربي، انتقادات حادة إلى وسائل الإعلام في بلاده، وقال إنها تنصب نفسها سلطة للإدانة أو البراءة، وتؤثر سلبا على استقلال القضاء، في اتخاذ قراراته من خلال الضغط الإعلامي الذي تمارسه تجاه عدد من القضايا.
واستعرض الرميد، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس، في ندوة حول «دور الإعلام في إصلاح منظومة العدالة» نظمت في الرباط، بشراكة بين وزارته وجمعية إعلاميي عدالة، عددا من مظاهر التأثير السلبي لوسائل الإعلام، ممثلة في الصحف والمواقع الإلكترونية على منظومة العدالة، ومنها نشر معلومات مفصلة عن بعض القضايا التي ما زالت في طور البحث أو التحقيق، الأمر الذي يؤثر على حسن سير العدالة، ويعطل الوصول إلى الحقيقة، فضلا عن نشر صور وبيانات الأشخاص، وهو ما يمس، برأيه، بمبدأ قرينة البراءة وضمانات المحاكمة العادلة.
كما اتهم الرميد وسائل الإعلام بنشر أخبار عن وقائع غير صحيحة، ونسبها إلى أفراد وجهات محددة، دون مراعاة لكرامة وسمعة الأفراد والمؤسسات، واستعمال الإعلاميين عبارات قانونية في غير محلها عند تغطية بعض القضايا، مما يعطي تفسيرا خاطئا لحقيقة الأمور والإجراءات المتخذة، وعدم احترام بعض الضوابط القانونية المفروضة لتغطية القضايا. وقال وزير العدل إن الإعلام ينصب نفسه «سلطة للإدانة أو الحكم بالبراءة المسبقة للمتابعين، ويؤثر على استقلال القضاء في اتخاذ قراراته بما يفرضه القانون والضمير المهني، من خلال الضغط الإعلامي الكبير الذي يمارس إزاء بعض القضايا».
ودأبت وزارة العدل المغربية على إصدار بيانات نفي لكثير من القضايا التي تُنشر في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ذات الصلة بالقضايا المحالة على المحاكم، أو الموجودة في طور التحقيق، كان آخرها إعلان الوزارة في سبتمبر (أيلول) الماضي عن إحالة 5 ملفات مؤسسات عمومية، و16 جماعة محلية (بلدية)، على النيابة العامة لإجراء أبحاث بشأن مخالفات للقانون الجنائي، وهي الملفات التي تضمنها تقرير المجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة لمراقبة المال العام) لسنة 2012. ولم تُشِر الوزارة في بيانها الصادر، آنذاك، إلى أي من أسماء المؤسسات العمومية والبلديات التي أحيلت على النيابة العامة بشأن التحقيق في الاختلالات المالية التي عرفتها، بيد أن عددا من وسائل الإعلام كشف أن من بينها ملف صفقة اللقاحات التي أبرمت في عهد ياسمينة بادو، التي كانت تشغل منصب وزيرة الصحة في الحكومة السابقة، والمنتمية إلى حزب الاستقلال المعارض، وهي القضية التي أثارت كثيرا من الجدل بشأن الاختلالات التي عرفتها تلك الصفقة. كما نشرت وسائل الإعلام عددا من أسماء البلديات التي أحيلت ملفاتها إلى التحقيق، وهو ما دفع وزارة العدل إلى نفي ما نُشر، ووصفته بأنه «غير دقيق وغير جدير بالاعتبار».
وفي هذا السياق، دعا الرميد وسائل الإعلام المغربية إلى احترام الضوابط القانونية للتغطية الإعلامية للشأن القضائي، من خلال احترام استقلالية القضاء وقرينة البراءة، وضمانات المحاكمة العادلة. كما دعا الإعلاميين إلى التقيد بضوابط الحصول على المعلومة القضائية، ودعم تخصصهم القانوني في مجال تغطية المحاكمات، والشأن القضائي بشكل عام. وفي المقابل، تعهد الرميد بتعزيز التخصص القضائي على مستوى المحاكم، من خلال دعم الغرف المتخصصة في مجال النشر والصحافة والتواصل والإعلام بقضاة مكونين في هذا المجال، وهو ما نص عليه ميثاق إصلاح منظومة العدالة. كما التزم بوضع آليات للتواصل بين الصحافيين والمحاكم، ومنها إحداث مهمة ناطق باسم كل محكمة، وتسهيل حضور ممثلي الصحافة جلسات المحاكمة، في إطار احترام مبدأ علنية الجلسات، وتخصيص أماكن خاصة بالصحافيين داخل المحاكم، فضلا عن المساهمة في تأهيل الصحافيين على مستوى المعرفة القانونية والقضائية.



«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
TT

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة، الأربعاء، مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذي يكفل تلبية حقوق الشعب بتجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الاجتماع الذي حضره الأعضاء: الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومحمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ووزراء الخارجية بدر عبد العاطي (مصر)، والدكتور عبد اللطيف الزياني (البحرين)، وهاكان فيدان (تركيا)، وريتنو مارسودي (إندونيسيا)، وأمينا جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومنظمة التعاون الإسلامي حسين طه.

وناقش الاجتماع، الذي جاء على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التطورات الخطيرة في غزة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد العسكري ضد المدنيين العُزل، حيث جدّدت اللجنة موقف الدول العربية والإسلامية الموحَّد الرافض للعدوان، ودعوتها لضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش (الأمم المتحدة)

وبحث أعضاء اللجنة أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بوصفها ضرورة لا بديل عنها في جميع عمليات الاستجابة الإنسانية بغزة، مشددين على أهمية التصدي للحملات المُمنهجة التي تستهدف تقويض دورها، مع استمرار دعمها لضمان إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين.

وطالبوا بالتصدي لكل الانتهاكات الصارخة التي تُمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتزيد المأساة الإنسانية، وعرقلتها دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، مؤكدين أهمية محاسبة إسرائيل على الانتهاكات المتواصلة في القطاع والضفة الغربية المحتلة، والتصدي لعمليات التهجير القسري التي يسعى الاحتلال لتنفيذها.

ونوّه الأعضاء بأهمية اتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية الكافية والعاجلة لغزة، معبّرين عن رفضهم تقييد دخولها بشكلٍ سريع ومستدام وآمن، ومقدّرين جهود غوتيريش ومواقفه خلال الأزمة، خصوصاً فيما يتعلق بجهود حماية المدنيين، وتقديم المساعدات.

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش في نيويورك (الأمم المتحدة)

من جانب آخر، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن صناعة السلام تتطلب الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة، «فخلف كل تعطيل لمسارات السلام والتسويات السياسية، نجد بعض القيادات السياسية تُغلِّب مصالحها الشخصية واعتباراتها الحزبية على المصالح الجامعة والسلم الإقليمي والدولي، وهو ما انعكس بشكل واضح على كفاءة المنظمات الدولية، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، في أداء مهامها».

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن تحت عنوان «القيادة في السلام»، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية السعودي إن «الاجتماع يأتي في فترة تتصاعد فيها وتيرة الصراعات والأزمات، وتتضاعف التحديات والتهديدات المشتركة، وتتنامى أزمة الثقة في النظام الدولي متعدد الأطراف، وقدرته على تحقيق آمال الشعوب بمستقبل يسوده السلام والتنمية».

وشدد على أن «هذه الظروف تُحتِّم علينا تقييم حالة العمل الدولي متعدد الأطراف، وأسباب تراجعه عن حلّ الأزمات ومعالجة التحديات المشتركة»، متابعاً: «ولعلّ النظر الجاد في الإسراع بعملية إصلاح مجلس الأمن أصبح ضرورة مُلحّة أكثر من أي وقت مضى»، ومنوهاً بأن «استعادة الاحترام للمواثيق والأعراف الدولية تأتي عبر تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة منتهكيه دون انتقائية».

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن التحدي لا ينحصر في عجز منظومة السلم والأمن والمؤسسات الدولية عن الاستجابة للتحديات المشتركة، بل يتعداه ليشمل غياب «القيادة من أجل السلام»، مضيفاً: «للخروج من دائرة العنف والأزمات، يجب علينا تمكين القيادة الدولية المسؤولة، وإحباط محاولات تصدير المصالح السياسية الضيقة على حساب أمن الشعوب وتعايشها».

ولفت إلى أن «غياب التحرّك الدولي الجادّ لإيقاف التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر هو دليل قاطع على ما يعانيه النظام الدولي متعدد الأطراف من قصور وتضعضع في الإرادة السياسية الدولية».

وأبان وزير الخارجية السعودي أن بلاده تؤمن بأن السلام هو الأساس الذي يمهّد للتعاون والتنمية، وهو الحامي لديمومتهما، مؤكداً دعمها النظام الدولي متعدد الأطراف، وسعيها لتطويره وتمكين مقاصده، واستعادة الثقة بمؤسساته، والتزامها بتعزيز العمل الجماعي من أجل تحقيق الأمن والتنمية المشتركة.

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن حول «القيادة في السلام» (واس)

إلى ذلك، شارك الأمير فيصل بن فرحان في الاجتماع الوزاري بشأن السودان، على هامش أعمال الجمعية العامة، الذي تناول المستجدات، وأهمية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.

كما شارك في الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي و«البينيولكس»، الذي استعرض فرص تعزيز التعاون بين الجانبين بمختلف المجالات، ومن بينها إمكانية زيادة التبادل التجاري، وتطوير العمل التنموي والاقتصادي. كما ناقش آخِر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية؛ بما فيها حرب غزة، والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان لدى مشاركته في الاجتماع الوزاري بشأن السودان (واس)

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السعودي، إن بلاده تؤمن بضرورة تعزيز آليات التشاور بين مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مثمّناً القرار التاريخي لسلوفينيا بالاعتراف بدولة فلسطين.

وشدّد خلال مشاركته في اجتماع ترويكا جامعة الدول العربية (السعودية، البحرين، العراق) مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الرياض الكامل لجهود الوساطة التي تبذلها القاهرة والدوحة وواشنطن، ورفضها للإجراءات الإسرائيلية التي تعرقلها.

وجدّد الأمير فيصل بن فرحان دعم السعودية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتقديرها للجهود التي تبذلها في قطاع غزة.

وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في اجتماع الترويكا العربية مع مجلس الأمن (واس)

وأكد على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والشركاء الدوليين من أجل إحراز تقدم ملموس بقضايا المنطقة، والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين.

وشارك وزير الخارجية السعودي، في الفعالية السنوية لدعم أعمال (الأونروا)، حيث جرى بحث ضرورة توفير الدعم اللازم لها، لضمان استمرار تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين.